النكبة.. بين الذكرى والواقع

النكبة.. بين الذكرى والواقع

رام الله/

يحيي شعبنا الفلسطيني في 15 من مايو/آيار كل عام ذكرى النكبة واحتلال فلسطين على يد العصابات الصهيونية التي أقامت دولة الكيان الصهيوني بعد أن شنت حرب تطهير عرقي وقتل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

وتعمدت العصابات الصهيونية طرد الفلسطينيين من أرضهم للاستيلاء عليها، الأمر الذي يعتبر جريمة حرب، كما تمنعهم من العودة إلى ديارهم وهو أيضا جريمة حرب، لذا يقول المؤرخ سلمان أبو ستة إن “إسرائيل لم تقترف جريمة عام 1948 بل تستمر فيها إلى اليوم”

وعلى مدار سنوات لاحقة كانت ذكرى النكبة مناسبة لتصعيد المواجهة مع الاحتلال، بمشاركة كل القوى الفلسطينية.

وبعد ما كان الاحتلال الصهيوني يحسب لهذه الذكرى ألف حساب، أصبح إحياء ذكرى النكبة خاصة في الضفة الغربية، بمسيرات وتظاهرات وهتافات يشارك فيها العشرات، وتقلصت بجهود السلطة لتصبح عبارة عن فعاليات خطابية في بعض القاعات الصغيرة.

وعملت السلطة على منع المواجهة مع الاحتلال، وملاحقة المقاومين، واعتقالهم وتسليمهم للاحتلال الصهيوني ضمن سياسة التنسيق الأمني.

اليوم، دعت القوى الوطنية والإسلامية في رام الله والبيرة إلى المشاركة في مسيرات إحياء الذكرى الـ71 للنكبة التي تصادف يوم الأربعاء المقبل، الموافق الخامس عشر من مايو/ أيار.

وفي هذا اليوم، الذي تحول فيه مئات آلاف الفلسطينيين إلى لاجئين وعشرات الآلاف إلى مهجرين في وطنهم ممن يرون بلداتهم وأراضيهم، وأحيانا منازلهم، وهم يحرمون منها، بسبب الاحتلال الصهيوني، تبدو الضفة الغربية التي كانت معقلاً للمقاومة والعمليات، ساكنة هادئة بلا سلاح ولا مقاومين ولا عملية تفجير وإطلاق النار.

وتستذكر عائلة الاستشهادية هبة دراغمة التي نفذت عملية العفولة البطولية في العام 2003، في ذكرى النكبة، ما أدى لمصرع أربعة صهاينة وإصابة العشرات بجراح متفاوتة.

وقالت والدة دراغمة إن الاحتلال الصهيوني واعتداءاته وإجراءاته هي من دفعت ابنتها للقيام بهذه العملية، فيما شقيقها ما يزال أسير في سجون الاحتلال رغم إصابته حين اعتقاله.

وأكدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن هذه العملية جاءت ردا على المجازر بحق الشعب الفلسطيني، وتزامنا مع ذكرى النكبة.

وتأتي الذكرى هذا العام، وسط تصاعد الاعتداءات الصهيونية، حيث لا يمر يوماً دون اقتحام الجيش المدن والمحافظات الفلسطينية التي تكون حينها فارغة من أي عنصر أمن تابع للسلطة بالتوافق بينهما، وتعتقل العشرات وتزج بهم في سجونها، وتقتل وتصيب وتهدم دون أي رادع أو عملية للانتقام لدماء الشهداء وآهات الجرحى والأسرى.

حركة فتح التي تسيطر على السلطة وهي قوام أجهزتها الأمنية لا تحارب المقاومة المسلحة فحسب، بل فكرة ونهج مقاومة الاحتلال، وحتى المقاومة الشعبية والسلمية والتظاهر عند المستوطنات ونقاط الاحتكاك مع الجيش الصهيوني.

إغلاق