ماذا جرى في اجتماع لجنة وقف العمل بالاتفاقات مع الاحتلال ؟

ماذا جرى في اجتماع لجنة وقف العمل بالاتفاقات مع الاحتلال ؟

لم يكن ضروريا للمواطن الفلسطيني أن يقرأ التقارير الصحفية عن انتهاء اجتماع لجنة وقف العمل بالاتفاقات مع الاحتلال الصهيوني إلى لا شيء، لأنه يعرف هدف ومصير كل اللجان التي شكلتها السلطة الفلسطينية في تاريخها.

ويرى المواطن بعينه أن كل شيء على الأرض لم يتغير، فالتنسيق الأمني مستمر، بل ومتصاعد منذ قرار وقفه الأخير، والاحتلال وأجهزة السلطة يتبادلان اعتقال الشبان وحتى الفتيات، واللقاءات بين مسؤولي السلطة والاحتلال مستمرة.

ومن المقرر أن يجتمع اليوم وزير المالية الفلسطيني شكري بشارة مع مدير عام وزارة المالية الإسرائيلية ليناقش معه تعويض أموال الضرائب الفلسطينية، وتعويض ديون السلطة الفلسطينية لشركة الكهرباء الإسرائيلية.

وقالت الصحافة العبرية إن اجتماع اليوم يأتي على خلفية الخوف من الانهيار الاقتصادي للسلطة الفلسطينية، وهو خوف إسرائيلي نابع من مصلحة عليا تمثلها له استمرار السلطة بشكلها الحالي.

أما عن لجنة وقف الاتفاقيات، وكما هو متوقع، لم تسفر عن أي شيء، لأنه لا يراد لها أن تسفر سوى عن هباء.

ونقلت صحيفة العربي الجديد عن مصادر تأكيدها أن الاجتماع لم يسفر عن أي شيء حيث انقسم الحضور إلى طرف يؤكد ضرورة تنفيذ القرارات خاصة وان بعضها يمكن تنفيذه مباشرة، كمنع دخول بضائع الاحتلال ووقف التنسيق الأمني، وبعضها درس واتخذ بشأن آلياته قرارات في المجلس المركزي، فيما ذهب الطرف الأخرى وعلى رأسه عباس بضرورة التريث والبحث أكثر في آلية تنفيذ القرارات.

وشهد الاجتماع تلاسنا حادا بين المشاركين في الاجتماع الذي رتب له عباس شكلا يعطي رسالة بأنه مجرد ضيافة، وليس لقاء عمل بأجندة وأوراق تطرح على الطاولة. حيث عقد عباس اللقاء في قاعة الضيافة في المقاطعة، وليس في غرفة الاجتماعات، وظهر أعضاء اللجنة وكأنهم في زيارة بروتوكولية لعباس.

وضم طرفي النقاش، المؤيدون لاستمرار الاتفاقات والتريث بتنفيذ القرارات، عباس ومعه رئيس الشؤون المدنية وعضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” حسين الشيخ، وأمين عام حزب “الشعب” بسام الصالحي، وقادة الفصائل الصغيرة التي تدور في فلك “فتح”، وتعطي منظمة التحرير النصاب السياسي الذي تحتاجه “فتح” لأي قرار تتخذه.

احدى الملاسنات، وقعت حين رفض حسين الشيخ ما طرح أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، بضرورة أن يتم تنفيذ بعض قرارات وقف العمل بالاتفاقيات الإسرائيلية على الأرض.

وفي الختام قرر عباس عدم اصدار بيان لنتائج الاجتماع، وأمر جميع الحضور بعدم الحديث للإعلام أو تسريب ما جرى، لأنه في الحقيقة لم يتم التوصل إلى شيء.

وأعطى عباس الانطباع أنه يأمل من خلال اجتماع اللجنة تشكيل ضغط على الاحتلال لتقديم تسهيلات !!.

إغلاق