ضحيتان والجاني واحد !

ضحيتان والجاني واحد !

كتب الصيدلي محمد عمرو من دورا قضاء الخليل جنوبي الضفة الغربية بعد استدعائه لدى جهاز الأمن الوقائي عن استهجانه من نهج الاستدعاء والضغط الأمني على حرية الرأي والتعبير، وخلص إلى أن موظف الأمن الفلسطيني يجد نفسه كالمواطن ضحية جهة ثانية تملي عليه عمل لا يقتنع به.

وكتب عمرو قائلا: “بالأمس كنت في ضيافة الأمن الوقائي في الخليل . وبكل صدق لا ولن أستطيع وصف الشعور الذي انتابني وما زال يرافقني بعد هذه الزيارة “.

وتابع “أثناء الجلسة كنت أسرح بفكري : هل أستحق أن استدعى الى التحقيق في مؤسسة أمن فلسطينية؟ وهل الدور الحقيقي لرجل الوقائي ان يقف ايضا هذا الموقف؟؟ كنت احاول ان اضع نفسي مكانه : هل فعلا ارتكب ( محمد عمرو ) خطيئة حقيقية وتعدى الحدود الوطنية والاخلاقية مما يدعو الى استدعائه والتحقيق معه؟ هل موضوع الخلاف بيني وبين محمد عمرو هو الوطن او المصلحة او المبدأ؟ أم ان الموضوع متعلق بشيء آخر ؟ “.

وقال عمرو: “على كل حال شعرت في لحظة ما أن رجل الامن الذي يحقق معي هو ايضا ضحية . ضحية سياسة وضحية قرار وضحية منهج وضحية مرحلة . شعرت أنه تحت ضغط كبير وتأكدت ان الحديث معه كان سيختلف لو كانت الجلسة خاصة في غير مقر الامن ودون صفة رسمية “.

ولفت قائلا: حرصت اثناء الجلسة الا تخرج مني اي كلمة جارحة او مستفزة وحاولت قدر الامكان تسهيل الحوار ليستطيع هو اكمال مهمته وان يزيح هذا الحمل عن ظهره .

ولخص عمرو خلاصة الجلسة التي وصفها ب(الحزينة) قائلا: انا تعهدت بعدم الإساءة لأي مسؤول فلسطيني وهو كتب تقريره بذلك . .. عدت الى البيت حزينا على هذا الواقع وقلت في نفسي ( هو وأنا ضحيتان لنفس الجاني ) .

وتعمل الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية بأجندة واضحة ضد أي حرية للرأي والتعبير وأي انتقاد لنهج السلطة ومسؤوليها والتي تقودها حركة فتح على نهج التنسيق الأمني مع الاحتلال، ومنع المقاومة بكافة أشكالها.

ولا يمر يوم دون استدعاء أو اعتقال مواطنين من مختلف الفئات بحجة إهانة وذم السلطة الفلسطينية أو أحد مسؤوليها، وتهم “إثارة النعرات الطائفية”.

وتصنف السلطة الفلسطينية ضمن أسوء الكيانات في سلم حرية الرأي والتعبير، وقمع المعارضة السياسية.

https://www.facebook.com/kalili.amro/posts/2453388408087759

إغلاق