دورة اعتقال المواطنين.. سلطة فاحتلال فسلطة

دورة اعتقال المواطنين.. سلطة فاحتلال فسلطة

يعيش الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس تحت احتلال مخابراتي أمني عسكري مزدوج، وتتمثل دورة حياته الاعتقالية بين اعتقال لدى أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، ليتبعها اعتقال لدى الاحتلال الإسرائيلي، وبعد أن يخرج محررا، تتلقفه من جديد أجهزة أمن السلطة.

الباب الدوار والتنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال غير سرين بل أصبح مجال تفاخر لقادة الاحتلال بأنه انجاز كبير، يريحهم من تبعات احتلال الضفة بشكل مباشر، ويمنع تماسهم المباشر “المكلف” مع الشعب الفلسطيني.

بينما يتفاخر أيضا قادة السلطة ورئيسها محمود عباس بالتنسيق الأمني باعتباره أمر مقدس لا يمكن وقفه، ولكن يمكن التهديد بوقفه لمحاولة الضغط على إسرائيل بمصالحها حينما تؤخر المكافأة المالية لقادة الخيانة الوطنية المسماة تنسيق أمني.

يوميا تستبيح قوات الاحتلال مدن الضفة الغربية على مدار 24 ساعة، وتعتقل بمتوسط 10 إلى 20 مواطنا، تمثل نسبة المعتقلين السياسيين لدى الاحتلال منهم ما لا يقل عن شخصين يوميا.

دورة حياة المواطن بين اعتقال لدى الاحتلال واعتقال لدى السلطة، أصبحت تتوسع وتطال المزيد من المواطنين، في رسالة من طرفي التنسيق الأمني أنك كفلسطيني لا مجال لك للحياة هنا، وعليك الرحيل ان أردت الكرامة أو الحرية.

الليلة اقتحمت قوات الاحتلال مدن الضفة كالعادة، ومن بين المعتقلين كان الشاب أحمد اليمني، وهو أسير محرر من سجون الاحتلال، واعتقل لاحقا لدى جهاز المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية، واليوم يعاد اعتقاله لدى الاحتلال.

اليمني، اعتقل لدى مخابرات السلطة لمجرد أنه رفع علم اليمن مكتوب عليه من فلسطين هنا اليمن، خلال مباراة التطبيع بين فريقي فلسطين والمملكة العربية السعودية في القدس المحتلة مؤخرا.

كيف أصبح رفع علم اليمن بمثابة اتهام للسعودية بارتكاب جرائم بحق الشعب اليمني في حربها المستمرة هناك !.

تماما، عندما تصبح “الخيانة” مجرد وجهة نظر باسم “التنسيق الأمني”، يصبح رفع علم اليمن، إهانة للسعودية، في زمن انقلاب الموازين!

 

إغلاق