عباس يلوك الفشل.. لقاء أولمرت وافراغ قرار الإدانة من مضمونه

عباس يلوك الفشل.. لقاء أولمرت وافراغ قرار الإدانة من مضمونه

نيويورك/

انتهت تصريحات رئيس السلطة محمود عباس إلى أفعال معاكسة، تؤكد بقائه في دائرة الاستسلام والفشل، التي أوصلت القضية الفلسطينية إلى صفقة أمريكية إسرائيلية لتشريح ما تبقى من جسد فلسطين المحتلة.

 

ووصل عباس أمس إلى مدينة نيويورك للمشاركة في جلسة مجلس الأمن الدولي، بالتزامن مع أنباء عن افراغ طلب قرار ادانة "صفقة القرن" من محتواها، وعدم ادانتها أو ذكر الولايات المتحدة.

 

ولم يقف الأمر على افراغ القرار، بل واصل الرئيس عباس مضغ الفشل، حيث سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت الذي استخدم عباس لمهاجمة خلفه في الحكومة بنيامين نتنياهو قائلا إن عباس هو الشريك الوحيد لإسرائيل الذي يمكن من خلاله تحقيق "السلام".

 

واختار عباس أن يذهب ضعيفا وحيدا إلى نيويورك ويلتقي مجرم حرب كأولمرت على أن يلتقي بالقوى والفصائل الفلسطينية، التي أجمعت على رفض الصفقة وأكدت أهمية اللقاء الوطني في تقوية الموقف الفلسطيني الرافض.

 

وقال الكاتب هاني المصري إن الرفض الفلسطيني السياسي القوي للصفقة المسمومة ظهر في الشكل والمضمون مرتبكًا وضعيفًا ومتناقضًا مع نفسه.

 

وهذا، وفق المصري، يظهر من خلال الحديث عن وقف العلاقات والالتزامات مع إسرائيل، بما فيها الأمنية، تارة، وتغيير وظائف السلطة تارة أخرى، وتسليم مفاتيحها للاحتلال تارة ثالثة. والحديث عن أن هذا أو ذاك سيحدث بعد الضم من دون توضيح هل سيكون ذلك فورًا أو بعد حين، أي بعد ضم الأغوار والمستعمرات الاستيطانية كلها أو جزء منها. وإذا كانت النية متوفرة، فلماذا لا يتم بناء البديل، سياسيًا ومؤسسيًا في السلطة والمنظمة، القادر على مواجهة الوضع الجديد بعد حل السلطة أو انهيارها أو إعادة النظر في هيكليتها ووظائفها؟

 

كما يظهر الارتباك في أن خطابات الرئيس عباس لا تزال تراهن على عملية السلام الميتة وعلى إمكانية إحيائها، ومليئة بالحنين إلى أوسلو، وتصوّر أن الاتفاق مع إسرائيل ممكن، كما حصل في المفاوضات السرية في أوسلو التي تمت من وراء الإدارة الأميركية، وكأن العدو أميركا، لذلك تتركز الإدانات والتصعيد – في الغالب – على الإدارة الأميركية، في ظل إيحاء بإمكانية تحييد إسرائيل، وتبرير ذلك بذريعة عدم القدرة على فتح جبهتين مع أميركا وإسرائيل في وقت واحد، وكأنّ هناك جبهات، وليست جبهة واحدة، وهي إسرائيل المحتلة الاستيطانية العنصرية، لا سيما بعد انتقال الولايات المتحدة في عهد ترامب من تأييد إسرائيل إلى الشراكة الكاملة مع اليمين المتطرف الإسرائيلي، وما يجسده من الاحتلال والعنصرية والاستيطان والعدوان.

 

في الحقيقة، يُظهر سلوك القيادة الفلسطينية – حتى الآن – بأنها في حالة من العجز والانتظار وفقدان القدرة على المبادرة، وتخشى من الإقدام على خطوة تؤدي إلى مجابهة غير مستعدة لها، ولا تريد أن تستعد لها.

 

ويظهر عدم الجدية كذلك في الطريقة التي تم التعامل بها مع الوحدة الوطنية، وأكمل المصري قائلا: بعد اللقاء القيادي الرمزي في مقر المقاطعة برام الله، وما أقره من إرسال وفد إلى قطاع غزة تمهيدًا لزيارة الرئيس، عدنا إلى المماطلة والتسويف، ما يدل على أنه "عادت ريما لعادتها القديمة"، وتجري إعادة إنتاج الطريقة السابقة التي أدخلت حوارات واتفاقات الوحدة في دوامة لم تخرج منها.

إغلاق