طوارئ صحية أم سياسية ؟

طوارئ صحية أم سياسية ؟

رام الله/

انتشر فيروس كورونا في 90 دولة حول العالم حتى الآن، لم تعلن أيا منه حالة الطوارئ الكاملة كما أعلنها رئيس السلطة محمود عباس مساء أمس الخميس، لكنها هذه الدول أعلنت إجراءات طبية واسعة لمواجهة المرض.

 

في المقابل، قفزت السلطة من صفر إجراءات وقائية لمواجهة المرض إلى إعلان حالة طوارئ عامة والتي تعني تجاوز أكثر للقوانين واللوائح.

 

ورغم تطمين رئيس الحكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية من عدم استخدام الطوارئ في جوانب سياسية، لكن بساطير أجهزة الأمن كانت أسرع منه، وانتقلت بسرعة لتعتقل كل من رفض هجوم الرئيس عباس على اضراب الأطباء ووصفه بالحقير، قبل أيام فقط.

 

واعتقلت أجهزة السلطة القيادي في فتح حسام خضر، والدكتور عميد مسعود الذي يعمل في دائرة العلاج في الخارج، لأنهما انتقدا الرئيس عباس، فيما سرت همهمات بين الطبقة العليا في السلطة أن هناك نية لفرض اقامات بيتية على عدد من المسؤولين بحجة مرض الكورونا.

 

وحذر الناشط ضد الفساد فايز السويطي من كون اعلان الطوارئ لا يهدف لمواجهة كورونا بقدر ما هو تعبير عن فشل كبير للسلطة ومسعى للهرب من استحقاقات وطنية وسياسية عديدة، إضافة لكونه فرصة لتضييق أشد على كل من ينتقد السلطة ويعارض سياستها الكارثية، خاصة في التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي.

 

ويرى السويطي أن كل السلطة عاجزة عن تنفيذ اجراء واحد ضد صفقة القرن، وتعجز عن تلبية أبسط مطالب النقابات سواء الأطباء أو المعلمين أو المهندسين وطلبات الحراكات الشعبية بشأن مشكلة الكهرباء وتغول شركات الاتصالات.

 

كما لفت إلى أن السلطة التي قضت على السلطة القضائية والتشريعية والإعلامية والرقابية لم يبقى أمامها إلا اعلان الطوارئ للسيطرة على غليان الشارع.

 

بينما أبدى الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري استغرابه من قرار فرض الطوارئ، قائلا: "يا طخه يا اكسر مخه من تقريبا عدم إجراءات إلى إعلان حالة الطوارئ.. إما الوباء منتشر جدا، ويجب مصارحة الناس، أو قرار إرتجالي متسرع".

 

وعلى مستوى الشارع، كانت نتائج اليوم الأول من حالة الطوارئ، هي احتجاج باطلاق النار واغلاق الشوارع في مخيم بلاطة بسبب الاعتقال السياسي للقيادي خضر، والاحتجاج واشعال الإطارات واغلاق الشوارع في أريحا والخليل بسبب عدم الثقة في إجراءات السلطة الوقائية لعدم انتشار المرض بعد نيتها نقل المصابين بالمرض للحجر الصحي في هاتين المحافظتين.

 

ويبقى السؤال، هل هي طوارئ صحية أم طوارئ سياسية، أم هي بروفة لما هو قادم، فيما تتنتظر المنطقة تنفيذ الاحتلال لصفقة القرن بما يشمل انتشار فيروسي للاستيطان والاستيلاء على الأغوار، فيما يستعد كل الرؤوس لمعركة ما بعد عباس، التي بدأت بوادرها الصعبة تلوح بالأفق.

إغلاق