أحد مفاوضي أوسلو: عباس تنازل مسبقا عن أوراق القوة

أحد مفاوضي أوسلو: عباس تنازل مسبقا عن أوراق القوة

القدس – الشاهد| قال الوزير السابق وأحد فريق مفاوضات أوسلو زياد أبو زياد (80 عاما) إن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن لا يختلف عن السابق دونالد ترمب سوى بالأسلوب، لكن جوهر تعامله مع القضية الفلسطينية فلن يختلف شيء.

 

وقال أبو زياد في مقال له بصحيفة القدس: لا أحد يتوقع أن يحقق بايدن انقلابا ً دراماتيكيا جوهريا في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل أو أنه سيأتي بالحل العادل الذي نريده نحن الفلسطينيون. فهو لا يخفي ولا ينكر دعمه والتزامه المطلق بأمن إسرائيل وضمان استمرار تفوقها العسكري بالمنطقة وبالعلاقة الاستراتيجية بين بلاده وإسرائيل وستكون سياسته استمرارا للسياسة التقليدية الأمريكية كما عهدناها في عهد كلنتون واوباما.

 

ومع ذلك، قال أبو زياد: إنني أعتقد بأن فوز بايدن سيعطي القيادة الفلسطينية هامشا للتحرك وفرصة لالتقاط اللحظة وللنزول عن الشجرة العالية التي تسلقت عليها في عهد ترمب وبقيت عالقة فوقها بدون سلم للنزول .

 

وأضاف قائلا: كما أن فوز بايدن سيؤدي بالتأكيد الى إطالة عمر السلطة الفلسطينية لفترة زمنية قصيرة قادمة بعد أن كانت السلطة على وشك الإنهيار لو استمر ترمب في الحكم ، ذلك لأن الأمل في التوصل الى حل وإلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة هو المبرر الوحيد لبقاء السلطة فإذا ما تبدد هذا الأمل فإنه لا يبقى أي مبرر أو معنى لاستمرار وجودها كوكيل أو مقاول يعمل لصالح الاحتلال للقيام بالمهام القذرة كجمع النفايات أو إدارة شؤون البلديات نيابة عنه.

 

وأكد أبو زياد أنه "لا بد من الإقرار بأنه لا توجد أي دولة أو رئيس دولة في العالم يستطيع أن يقدم لنا ما نريد بالمجان أو بدون أن يكون لدينا من الوسائل ما يمكنّا من أن نفرض إرادتنا عليه. لأنه وبكل بساطة " لا توجد وجبات مجانية ". ونحن لا نملك ثمن الوجبة التي نريد لأننا تنازلنا مسبقا ً عن الثمن ودفعناه قبل أن نحصل على الوجبة. فقد تنازلنا عن المقاومة ونبذناها ، وخلدنا الى الراحة وانهمكنا في الصراع على الاستحقاقات الوظيفية والألقاب الشكلية والرتب والمسميات الفارغة والإمتيازات المرهونة ببقاء الاحتلال واستشرى في جسدنا الفساد وقمنا ببناء وهم أسميناه دولة وهو لا يملك شيئا ً من مقومات الدولة ، ثم تشققنا وتصدعنا من الداخل".

 

ودعا أبو زياد، الرئيس محمود عباس لإعادة النظر في مقترح عقد مؤتمر دولي للسلام الذي قدمه في خطابه أمام الجمعية العمومية.

 

وطالب بإعادة بناء المؤسسات على قواعد الشرعية الانتخابية التي ذابت الألسن وجفت الأقلام من كثرة ما تكلم عنها، وترتيب جدول أولوياتنا وإعادة الثقة بين الشعب والقيادة والتعبئة المعنوية والسياسية وتبني استراتيجية واضحة وثابتة هدفها استغلال كل الطاقات الشعبية للضغط باتجاه تحقيق الاستقلال والتحرر الوطني بما في ذلك المقاومة الشعبية كبرنامج وطني يُعمل به وليس كشعار للتلويح بهدف التخويف أو الابتزاز الذي لم يعد ينطلي على أحد.

إغلاق