نبيل عمرو: السلطة ضحت بالمصالحة لتعيد علاقتها بالاحتلال

نبيل عمرو: السلطة ضحت بالمصالحة لتعيد علاقتها بالاحتلال

رام الله – الشاهد| استنكر عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير نبيل عمرو خطوات السلطة الفلسطينية الأخيرة من إعادة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي والدول المطبعة معه، وإيقاف جهود المصالحة الوطنية.

 

وشدد عمرو (73 عاما) على أن السلطة أهملت عمدا خيارات عديدة، أهمها ترتيب البيت الفلسطيني وبث الروح بالحياة الديمقراطية، وهو ما كان يجب أن دون انتظار ما سيحدث على الصعيد الإقليمي والدولي.

 

وعمل عمرو مستشارا للرئيس الراحل ياسر عرفات ولاحقا لمحمود عباس، وكان ضمن وفده المفاوض عام 2005.

 

وكما اختلف عمرو مع عرفات، اختلف لاحقا مع عباس خاصة بعد تقرير لجنة غولدستون عام 2009، ونتيجة ذلك استقال من عمله بالسفارة الفلسطينية في القاهرة.

 

وقال عمرو في تصريحات لتلفزيون وطن: الجميع يعلم ان السبب الجوهري لعودة العلاقات مع إسرائيل هو المال المحتجز لدى اسرائيل، ودون حل هذه المشكلة فإن السلطة ستجد صعوبة في المضي قدما في كون تلك الأموال تمثل ثلثي المدخول المالي للسلطة.

 

وأضاف أنه كان بالإمكان اخراج الموقف السياسي، بشكل أفضل من الصورة التي ظهر بها هذا الموضوع.

 

وعن التخبط في اتخاذ القرار قال عمرو: "لا يوجد لدينا مؤسسة تنتج قرار، والقرارات التي تتخذ يتم اتخاذها بطريقة سريعة وارتجالية وهي ردود فعل فورية".

 

واستدل عمرو بذلك قائلاً " إذا كانت القرارات المتعلقة بتعليق العلاقة مع إسرائيل قد صدرت باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لكن قرار العودة للعلاقة لم يكن كذلك لأن أعضاء اللجنة التنفيذية غير راضين ومعارضين وضد القرار الذي اتخذ بالامس، ما يعني انهم يتلقون المعلومات بعد اتخاذ القرارات ولا يشاركون في حيثيات اتخاذ القرارات وهذه احد مثالب العمل السياسي الفلسطيني الذي يجب تفاديه لان القضية الفلسطينية في بؤرة الأحداث ، وهناك تطورات يومية لا يصح الرد عليها بشكل تلقائي وسريع".

 

وعن وعود الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن للسلطة الفلسطينية قال عمرو: "ما قدمته الإدارة الأمريكية الجديدة هي وعود حول الهوامش، كاعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، تمويل الاونروا، افتتاح القنصلية الأمريكية المعنية بالفلسطينيين في القدس، واعادة الحديث حول حل الدولتين، وفقط الحديث دون العمل، وهذه وعودات طرحتها حملة بايدن الانتخابية."

 

ولفت عمرو إلى أن الاسرائيليين يستغلون هذه الفترة لاعتصار الواقع حتى آخر قطرة والاستفادة منه في تطوير الاستيطان، فإلى ان يستلم بايدن مقاليد الحكم بعد 3 شهور، وتشكيل إدارته الذي قد يستغرق 3 شهور إضافية تسعى إسرائيل للاستفادة من تلك الفترة لتطوير الاستيطان بشكل كبير.

 

وعن وصف القيادي بحركة فتح حسين الشيخ ما جرى بأنه انتصار للرئيس عباس، قال عمرو إن كلمة انتصار كلمة كبيرة جدا ومبالغ فيها كثيرا، مضيفاً "لا يوجد انجازات وانتصارات مخفية، والمواطن الفلسطيني ليس اعمى، بل هو أكثر مواطن في العالم مرتبط يومياته بالحياة السياسية، فحين يخرج من بيته يجد حاجز اسرائيلي، وحين يذهب ليستلم راتبه يجد نصه، ومن الخطأ الاعتقاد ان المواطن لا يعلم ما يجري".

 

ولفت عمرو الى أن اسرائيل وقع في يدها كنز مجاني بعودة التنسيق الامني، خاصة ان اسرائيل تقول انها لم تقدم لنا شيء سوى اعادة الاموال، وعند التمعن برسالة منسق حكومة الاحتلال كميل أبو ركن، فإنها تخلو من أي تعهدات سياسية بل تحدثت عن الأموال فقط.

 

إغلاق