القدوة لماذا خرج الآن؟ وأين كان في السنوات الذي دُمرت فيها فتح؟

القدوة لماذا خرج الآن؟ وأين كان في السنوات الذي دُمرت فيها فتح؟

الضفة الغربية – الشاهد| أثار إعلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة عن تشكيل "الملتقى الوطني الديمقراطي" والذي يضم شخصيات همشتها القيادة الحالية لحركة فتح برئاسة محمود عباس، علامات استفهام على توقيت الخطوة التي قام بها القدوة.

فعلى مدار سنوات طويلة والتي شغل فيها القدوة مناصب عدة في السلطة الفلسطينية وحركة فتح، لم يسمع له صوتاً على حالة التدمير الذي تتعرض له الحركة داخلياً، أو انتقاده للفساد الذي يضرب الحركة، أو حتى إصراره على معرفة المتواطئين في قتل خاله الرئيس ياسر عرفات.

القدوة الذي ناصر القدوة الذي ولد في مدينة غزة عام 1953، حاصل على شهادة الطب من جامعة القاهرة عام 1979، وانضم لحركة فتح عام 1969، وعضواً في المجلس المركزي لمنظمة التحرير عام 1981، وشغل منصب وزير الخارجية الفلسطيني عام 2003، وأخيراً رئيساً لمؤسسة ياسر عرفات.

عايش القدوة المراحل التي مرت بها حركة فتح، وكان على إطلاع دائم بما تعانيه من حالة ترهل واختطاف من قبل بعض الشخصيات المتنفذة برئاسة محمود عباس، ناهيك عن صمته على انحراف مسار الحركة ومبادئها من حركة تحرر وطني إلى رائدة التنسيق الأمني مع الاحتلال ومحاربة المقاومة.

عرضة للهجوم والانتقاد

مصادر خاصة في حركة فتح كشفت لموقع "الشاهد" أن القدوة أصبح أحد أهم الشخصيات التي يهاجمها الرئيس محمود عباس خلال اجتماعات اللجنة المركزية، بل وصل الأمر إلى تهديده بالاعتقال أو القتل إذا استمر في خطواتها للانشقاق عن الحركة.

المصادر أكدت أن القدوة يتواصل سراً مع القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان وكذلك مع الأسير مروان البرغوثي، من أجل تشكيل جبهة قوية ضد الرئيس عباس والشخصيات المحيطة به، والتي يرى القدوة أنه أحق منهم في المناصب التي يشغلونها بما فيها رئيس الحركة والسلطة.

انشقاق القدوة أثار حالة من الارتباك في حركة فتح، لا سيما في ظل اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، إذ أن الحركة ستخوض الانتخابات التشريعية بـ 3 قوائم على الأقل، والرئاسة بمرشحين على الأقل هما محمود عباس ومروان البرغوثي الذي يصر على الترشح.

الشيخ يهاجم القدوة

حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية للحركة هاجم القدوة وأكد أن فتح ستخوض الانتخابات بقائمة واحدة موحدة، وأضاف: "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".

وأكمل: "فتح أكبر وأعظم من قادتها، لأنهم العابرون في تاريخها وهي الفكرة الباقية.. مهما هزت الريح البعض فهي الجبل الذي لا تهزه الرياح".

الناطق باسم الحركة منيب الجاغوب حاول التخفيف وتبهيت انشقاق القدوة بالقول: "هم بالفطرة متمردون، وقد يكون هذا التمرد شرطاً أساسياً غير مكتوب من شروط العضوية فيها دون أن يصرح أحد به".

ناصر القدوة الذي يتهمه البعض بأنه يبحث عن منصب الرئاسة للحركة والسلطة الفلسطينية، وليس هدفه الاحتجاج لإصلاح الحركة، قال: "لن أستقيل من حركة فتح وسأبقى فتحاوياً وهي هو إعادة فتح لمصافيها الطبيعية".

تساؤلات لماذا الآن؟

من جانبه، اعتبر القيادي في الجبهة الشعبية ذو الفقار سويرجو أن الحراك الذي أطلقه القدوة لن يكتب له الحياة لسبب واحد هو أن صمت الأخير لسنوات عن كل التجاوزات لا تعفيه من المسئولية التي يحملها للآخرين الآن، كونه كان أحد أعمدة الفريق الذي يقود الحالة الفلسطينية.

وتساءل سويرجو قائلاً: "لماذا تذكر الآن؟ أين كنت سيد ناصر عندما صادر الرئيس كل شيء.. من اللجنة المركزية لحركة فتح للجنة التنفيذية للمنظمة للمجلس الوطني والمجلس المركزي والصندوق القومي والمحكمة الدستورية وحق سن القوانين بمرسوم رئاسي".

 

الحراك الذي اطلقه د ناصر القدوة لن يكتب له الحياة لسبب واحد ان صمت الدكتور ناصر لسنوات عن كل التجاوزات لا تعفيه من…

Posted by ‎ذوالفقار سويرجو‎ on Friday, March 5, 2021

وختم القيادي في الجبهة الشعبية بالقول: "تذكرت الآن أنك لا تستطيع التأثير من داخل المؤسسة الفتحاوية وما هي الضمانة ألا يستمر عدم التأثير هذا؟".

في النهاية، حالة التفكك التي تعاني منها الحركة والتي قد تشهد المزيد من الانشقاقات حتى قبل الانتخابات المقبلة، يعتبرها البعض نتيجة حتمية لاختطافها من قبل بعض القيادات وانحراف مسارها الذي انطلقت لأجله، وتقديمها لعلاقاتها مع الاحتلال على حساب المصلحة الوطنية.

إغلاق