بطاقات VIP .. امتيازات ترتبط بمدى رضا الاحتلال عن حاملها

بطاقات VIP .. امتيازات ترتبط بمدى رضا الاحتلال عن حاملها

رام الله – الشاهد| لم يكن خبر سحب الاحتلال لبطاقة VIP  من وزير خارجية السلطة رياض المالكي خبر محزنا بالنسبة للفلسطينيين، إذ ترتبط هذه البطاقات في وعي الجمهور الفلسطيني بمدى رضا الاحتلال عن حاملها، وهو أمر لا يسعى له غالبية الشعب الفلسطيني بالتأكيد.

 

وتعد هذه البطاقات جواز مرور سحري في الضفة، حيث يعفي حاملها من الانتظار مع المواطنين او الخضوع للتفتيش على الحواجز العسكرية للاحتلال المنتشرة في كل زوايا شوارع الضفة، كما انه يتمتع بمعاملة تفضيلية في السفر عبر مطار اللد أو معبر الكرامة الذي يسافر منه سكان الضفة الى الاردن ومن ثم الى بقية حول العالم.

 

وكانت وزارة الخارجية برام الله، أعلنت أن الاحتلال سحب البطاقة من الوزير المالكي، مساء اليوم الأحد، واخضعته لإجراءات تفتيش استفزازية، واستدعت الوفد المرافق له للتحقيق عند المخابرات الاسرائيلية على جسر الأردن، بينما لم يرد الاحتلال على هذه الاخبار.

 

سيف عقاب

وينظر الاحتلال الى هذه البطاقة على أنها سيف مسلط على رقاب مسئولي السلطة، كي لا يفكر أحد منهم في معارضة الاحتلال أو مناهضته، وبالتالي سيخسر كل الامتيازات التي يتمتع بها حامل البطاقة.

 

ورغم أن مسئولي السلطة وحركة فتح ومنظمة التحرير يملؤون الدنيا صراخا وتصريحات بأنهم ضد الاحتلال من ناحية، إلا أن السلطة تسوق هذه البطاقات على أنها حق للمسئول الفلسطيني من الناحية الاخرى.

 

و تعتبر بطاقة VIP جزءا أصيل من منظومة التنسيق الأمني بين الطرفين، يحصل بموجبها حامل البطاقة على امتيازات خاصة نظير العمل بشكل جدي وفعلي من أجل واد أي محالة لإشعال فتيل المقاومة في الضفة، حيث ينظر المواطنون إلى سلوك قادة السلطة، الذين يدعون إلى المقاومة الشعبية كخيار في مواجهة الاحتلال، لكنهم يرفضون بكل إصرار تجريب خيار العصيان المدني ضده.

 

امتيازات خاصة

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية، منتصف العام الماضي، تقريرا عن امتيازات مسئولي السلطة، حيث بدأ الاحتلال بمنح تلك البطاقات لقيادات السلطة وحركة فتح بعد اتفاق أوسلو وإقامة السلطة عام 1994، وتمنح بحسب الاتفاق لثلاث فئات هي:

1- الأشخاص ذوو المناصب الرفيعة في السلطة الفلسطينية وضباط الشرطة الذين في مرتبة لواء.

2- المدراء العامون للأقسام في السلطة الفلسطينية وموظفوها الذين في مستوى مماثل لأشخاص وضباط الشرطة برتبة عميد.

3- رؤوساء الأقسام في الدوائر التابعة للسلطة وموظفوها الذين هم في مستوى مماثل للأشخاص وضباط في الشرطة برتبة عقيد.

 

وتنسحب مميزات البطاقة على المحيطين بالشخصية وهم "الزوجة ، الأطفال ، الوالدين- سائق واحد- حارس شخصي".

 

وتمنح بطاقة الشخصيات المهمة (VIP)، لمستويين، الأول VIP1 ويحملها رئيس السلطة ورئيس الحكومة والوزراء وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، والثاني VIP2 ويحملها سياسيون من أعضاء المجلس التشريعي وقيادات في منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الثوري لحركة فتح، وشخصيات تصنّفها (إسرائيل) بالمهمة.

 

معاملة تفضيلية

وتوفر البطاقة امتيازات لحامليها مثل الدخول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، والسفر عبر مطار اللد (بن غوريون)، وتسهيل المرور على الحواجز الأمنية بدل الانتظار لساعات.

 

كما تمنح البطاقة تصريحاً مؤقتاً مدته ثلاثة أشهر للزوجة والأبناء للتمتع ببعض امتيازاتها كتسهيل المرور عبر بوابات الجدار الفاصل وفي منطقة القدس المحتلة، والتنقل عبر سيارتهم الخاصة وعدم التفتيش، كما يسمح لتنقل حراس بعض الشخصيات بأسلحتهم.

 

وعلق المواطنون على خبر سحب بطاقة VIP من الوزير المالكي، فكتب المواطن أحمد أبو طه على صفحته معلقا بسخرية: "عشن تعرفوا حجم المعركة الدبلوماسية التي تخوضها القيادة، عقبال باقي المناضلين".

 

 

 

لكن المواطن مؤيد أبو عيشة كان له رأي آخر، يتعلق بأهمية منصب وزير الخارجية اذا كان صاحب المنصب لا يستطيع دفع الضرر والظلم عن نفسه، فعلق بقوله: "وزير خارجية وبده بطاقة VIP على ارضه ووطنه !!! شو فايدة هل وزير اذا هيك".

 

 

بينما أبدى الموطن عبد بن سعيد فرحته بخبر سحب البطاقة من المالكي، وعلق بالقول: "عملو خير، لأن سفرياتهم كلها خاصة بحجة الوطن، شو عمل المالكي 16 سنة وزير خارجية؟، يمكن الخارجية ملك لعائلة المالكي".

 

 

وأعطت المواطنة رانية طه خلاصة القول في ماهية الموقف الحقيقي من تلك البطاقات وكيف انها تحمل تمييزا بين المواطنين الواقعين جميعا تحت الاحتلال، فعلقت بالقول: "هيك الاصل، كلنا تحت الاحتلال ،، فش احتلال على levels".

 

 

إغلاق