تفاصيل مثيرة.. هل حاول دحلان التخلص من عباس مبكراً؟

تفاصيل مثيرة.. هل حاول دحلان التخلص من عباس مبكراً؟

الضفة الغربية – الشاهد| أعادت الخلافات الطاحنة في حركة فتح إلى الواجهة الخلاف بين رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس والقيادي المفصول منها محمد دحلان، والذي يظهر في خفاياه محاولة اغتيال تعرض لها عباس بعد وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات بأيام قليلة.

إذا تعرض الرئيس عباس لمحاولة اغتيال في خيمة عزاء الرئيس عرفات في مدينة غزة بتاريخ 15 نوفمبر 2004، وأسفرت عن مقتل اثنين من مرافقيه، وإصابة عدد آخر.

وفي تفاصيل الحادثة، فقد اقتحم 30 مسلحاً مكشوفي الوجه خيمة العزاء بعد دخول عباس بلحظات وشرعوا بإطلاق نار عشوائي في الخيمة، قبل أن يتم إخلاء عباس منها إلى جهة آمنة، فيما انسحب المسلحين من المكان دون أن يلقى القبض على أي منهم حتى اليوم.

محمد دحلان والذي كان يشغل منصب وزير الأمن الفلسطيني آنذاك، نفى أن يكون عباس قد تعرض لمحاولة اغتيال، واعتبر أن ما جرى كان بسبب التدافع وعدم التنسيق بين الحراس الشخصيين لعباس وعناصر الأمن الذين كانوا يؤمنون خيمة العزاء.

وكان عباس آنذاك الشخصية الأوفر حظاً لتولي منصب الرئاسة، وذلك بسبب الدعم الغربي له، إلا أن شخصيات أخرى كانت طامعة في المنصب وفي مقدمتهم محمد دحلان، والذي يتهمه البعض بأنه كان يقف محاولة الاغتيال تلك للتخلص من عباس والظفر بمنصب الرئاسة.

تناقض في التصريحات

نفي دحلان أن يكون عباس قد تعرض لمحاولة اغتيال آنذاك، نفاه عام 2020، وذلك عبر وثائقي أنتجته وبثته فضائية تابعة له، والذي قال فيه إنه أنقذ عباس من محاولة اغتيال في خيمة الرئيس عرفات عام 2004.

بل وصل الأمر إلى إعلان دحلان أنه دعم عباس في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها عباس عام 2005، بنسبة ضئيلة، ليتفجر الخلاف بين الرجل عام 2005، في أعقاب إصرار عباس على إجراء الانتخابات التشريعية التي كان يعارضها دحلان آنذاك بسبب أوضاع فتح الداخلية.

وأمام تهديدات عباس بالاستقالة من منصب الرئاسة قبل دحلان وقيادات أخرى إجراء الانتخابات التشريعية، ليختلف الاثنان مجددا على القائمة الانتخابية لفتح، حيث تقدم محمود عباس بقائمة ضمت أسماء الحرس القديم، مستثنيةً القيادات الشابة للحركة، وهو أمر رأى فيه دحلان ورفاقه هزيمة قادمة لفتح لا محالة، فعارضوها.

وأمام إصرار عباس عليها تجمع مروان البرغوثي ومحمد دحلان وجبريل الرجوب وسمير المشهراوي، في قائمة انتخابية حملت اسم قائمة المستقبل، لينفرط عقد حركة فتح بشكل واضح وتبدأ الانشقاقات تباعاً.

التاريخ يعيد نفسه

لطالما شكلت الانتخابات الرئاسة أو التشريعية علامات فارقة في تفكك حركة فتح، فبعد التفكك الذي بدأ عام 2005، بدأ المسلسل بالإعادة عام 2021، عندما أصدر الرئيس محمود عباس مرسوماً رئاسياً بالانتخابات التشريعية والرئاسية في مايو ويونيو المقبلين.

ومع بدء المشاورات لتشكيل القوائم والتحالفات، بدأت الانشقاقات مجدداً وأقدم عضو اللجنة المركزية المفصول ناصر القدوة -ابن أخت الرئيس الراحل ياسر عرفات- على تشكيل تيار جديد، وأعلن عن خوضه للانتخابات التشريعية بقائمة منفصلة عن قائمة حركة فتح.

أثار ذلك الانشقاق غضب عباس فأقدم على فصل القدوة من مركزية حركة فتح، وبعد أيام قليلة من ذلك القرار قام بفصله من رئاسة مؤسسة عرفات.

محاولات تحالف دحلان والقدوة

صحيفة "القدس" المحلية، ذكرت في 20 مارس الجاري، أن تيار دحلان، يجري اتصالات مع القدوة، لتشكيل قائمة موحدة لخوض الانتخابات.

ولفتت الصحيفة الى أن التيار يواصل مشاوراته الداخلية بشأن إتمام تشكيل قائمة انتخابية ستمثله في انتخابات المجلس التشريعي التي ستجري في مايو/ أيار المقبل.

ووفقًا للمصادر، فإن الاتصالات بين قيادات تيار "دحلان" والقدوة، ما تزال في طور تبادل الأفكار حول إمكانية المشاركة في قائمة موحدة، وسيحسم هذا القرار في غضون الأيام المقبلة، وقبل إغلاق لجنة الانتخابات فترة استقبال ترشح القوائم، نهاية الشهر الجاري.

دحلان: فتح لنا

دحلان وفي أعقاب فصل القدوة قال في تصريحات متلفزة: " فتح لنا ولا أحد يستطيع أن يقصينا منها، ولن يمنعني أحد من أداء واجبي تجاه فتح، وعلينا الانتقال من حالة الوهن بسبب الانقسام إلى عمل برنامج وطني للمستقبل".

وأعلن دحلان، أن تياره سيشارك في الانتخابات التشريعية بقائمة كاملة من الكفاءات. موضحا أن القائمة المشاركة في الانتخابات ستكون من كفاءات سواء فتحاوية أو غير فتحاوية، وسيكون لها شأن كبير في الانتخابات.

وأضاف دحلان "نحن لا نتحالف ولا نعتمد ولا نراهن إلا على الشعب الفلسطيني، ولسنا حلفاء مع حماس ولكن أقول لسنا في حالة صراع".

إغلاق