رامي الحمد لله.. محاولات لإقحام نفسه في قوائم فتح الانتخابية رغم كره التنظيم له

رامي الحمد لله.. محاولات لإقحام نفسه في قوائم فتح الانتخابية رغم كره التنظيم له

الضفة الغربية – الشاهد| تواصل الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في مايو ويونيو المقلبين نكأ الجراح وإظهار المزيد من الخلافات داخل صفوف حركة فتح والشخصيات المقربة من رئيس السلطة محمود عباس.

آخر فصول تلك الخلافات ظهر مع محاولات تيار في حركة فتح يتلقى تمويلاً من الحمد لله فرض اسم الأخير على قوائم حركة فتح للانتخابات التشريعية في مدينة طولكرم.

وقالت مصادر لموقع "الشاهد" إن الخلاف الذي تصاعد في الاجتماع الذي عقد في مقر الحركة بمدينة طولكرم، تخلله ضرب بالأيدي وإطلاق نار قبل أن يتم السيطرة على الموقف وفض الاجتماع.

ويعد رامي الحمد لله من الشخصيات المقربة لرئيس السلطة محمود عباس، على الرغم من عدم انتمائه لحركة فتح، إلا أن قبولاً دولياً واسعاً يلقاه الحمد لله، وطرح اسمه مرات عدة كخليفة في منصب الرئاسة.

ولد الحمد لله عام 1958 في بلدة عنبتا بطولكرم، ويعمل رئيساً لجامعة النجاح الوطنية منذ عام 1998، وشغل منصب رئيس لجنة الانتخابات المركزية عام 2002، ليعينه الرئيس عباس عام 2014، كرئيساً للوزراء، حتى تقديم استقالته عام 2019.

معارضة فتحاوية

واجه الحمد لله معارضةً شديدة لرشيحه في منصب رئيس الوزراء، وكذلك معارضة في القرارات التي كان يتخذها بعيداً عن رئاسة السلطة وحركة فتح، وهو الأمر الذي جر عليه انتقادات علنية من شخصيات وازنة في مركزية فتح وتحديداً حسين الشيخ وعزام الأحمد.

بعد تكليفه بتشكيل الحكومة عام 2014، قدم استقالته للرئيس عباس قبل أن يمضي أسبوعين على تأدية حكومته اليمين، وقال حينها إن سبب الاستقالة هو التعدي على صلاحياته من أعضاء في الحكومة، إلا أنه سرعان ما تم تسوية الأمر وعاد لترأس الحكومة، وأجرى تعديلات عليها تباعًا دون توافق مع باقي الفصائل.

وطوال مدة عملها تعرضت حكومة الحمد الله لانتقادات كبيرة واتهامات بالفساد فيما يتعلق برواتب وعلاوات الوزراء، في حين كان الموظفون العموميون يواجهون أوضاعًا صعبة بسبب تدني نسب الرواتب، خاصة موظفي قطاع غزة.

شهدت فترة حكومة الحمد لله انتشاراً للفساد والفلتان الأمني في الضفة الغربية، هذا بالإضافة إلى تطبيقه خطة رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس في معاقبة سكان قطاع غزة لدفعهم الانتفاض في وجه حركة حماس.

استبدال الحمد لله باشتية

مع تصاعد الانتقادات ضد الحمد لله، طلب الرئيس عباس عام 2019، بتقديم استقالته، وكلف عباس عضو اللجنة المركزية محمد اشتية بتشكيل حكومة جديدة، غالبيتها من حركة فتح وشخصيات مقربة من الرئيس عباس.

استمر اشتية في نهج الحمد لله، وتنفيذ سياسة رئيس السلطة محمود عباس، ومع إصدار المرسوم الرئاسي للانتخابات نفذت حكومة اشتية مطالب الرئيس عباس برفع بعض العقوبات عن غزة وأعادت صرف رواتب كامل لموظفي السلطة الذين يجلسون في بيوتهم.

قبول دولي وإسرائيلي

طرح اسم الحمد لله بشكل قوي لخلافة عباس عام 2017، وذكر الصحفي الإسرائيلي في قناة كان غال بيرغر أن رئيس الحكومة الفلسطينية السابق رامي الحمد لله، بات مرشحاً قوياً لخلافة الرئيس محمود عباس، في رئاسة السلطة الفلسطينية.

وتساءل بيرغر "لماذا الحمد لله؟"، ثم أجاب "لأنه نظيف (أي لم يتلطخ في قضايا فساد في السلطة) وجامعي، يعد رمزا رسميا، ولا ينتمي لأي معسكر داخل حركة فتح". وكان يرأس الحمدلله جامعة النجاح في نابلس شمال الضفة الغربية، قبل تعيينه رئيسا للحكومة.

فساد حكومي

اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح كان من أوائل الشخصيات التي هاجمت الحمد لله وحكومته آنذاك، وشن هجوماً لاذعاً عليها، قائلاً "إن بعض الوزراء يتعاملون فيها وكأنها جزء سيادي يخصهم".

وقال الطيراوي، "بعض الوزراء لا يعرفون ما يحصل داخل وزاراتهم ومنشغلون في أجنداتهم الشخصية وامتيازاتهم، الأمر الذي جعل بعض الوزارات في حالة مزرية لا تطاق".

وأضاف: "بعض الوزراء لا يعمل معظم موظفيها شيئاً، لأن هؤلاء الوزراء يعملون مع مجموعة صغيرة تخدمهم داخل الوزارة، وليس من صلاحيات لغيرهم ولا من مهمات يقومون بها، وكأنها جزر سيادية تخصهم".

وتابع الطيراوي: "حالة العمل الحكومي السلبية داخل بعض الوزارات، واللامبالاة والاستهتار الذي تكرس فيها، تنعكس على الإطار الشعبي الذي أصبح يدرك بأن الإهمال الحاصل داخل هذه الوزارات ينعكس على حياته ويجعلها صعبة، رغم أن أصل مهمة هذه الوزارات دعم صمود المواطنين وتسهيل حياتهم وحل مشكلاتها، وبناء أسس دولة عصرية".

وأدان الطيراوي "الفساد الإداري والمحاباة والمحسوبية والاستحواذ والاستقواء بالمنصب داخل هذه الوزارات، تحديداً الذي يحرف البوصلة عن المسار الذي يجب أن تشير إليه، ويجعل الموطفين المستبعدين من العمل والذين يشكلون الغالبية العظمى في هذه الوزارات يضجون ويحتجون على أوضاعهم البائسة، الأمر الذي ينعكس على الإنتاج الفعلي المطلوب في هذه المرحلة بالذات"، على حد تعبيره.

أما الوزير السابق شوقي العيسة، والذي قدم استقالته بسبب ما أسماه فساد الحكومة ورئيسها، فقد اتهم الحمد لله بالكذب وتشويه الحقائق في رده على ما كشفه العيسة من فساد حكومي آنذاك.

إغلاق