على الطريقة العباسية.. مجدلاني يفصل أحد قيادات حزبه

على الطريقة العباسية.. مجدلاني يفصل أحد قيادات حزبه

الضفة الغربية – الشاهد| فصل رئيس جبهة النضال ووزير الشؤون الاجتماعية أحمد مجدلاني أحد أعضاء مركزية حزبه كمال هماش بعد تواصل الأخير مع رئيس قائمة "وطن" الانتخابية حسن خريشة بخصوص الانتخابات.

وذكرت مصادر مقربة من هماش أن مجدلاني يتهمه بمساعدة خريشة في تشكيل قائمته الانتخابية، وكذلك عدم حضوره لاجتماعات مركزية جبهة النضال في الآونة الأخيرة، بل والتحريض عليها.

المصادر أشارت أيضاً أن أعضاء في الحزب توجهوا لمجدلاني للتراجع عن قراره، وعدم تقليد رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس في أسلوب الفصل وتعامله مع مخالفيه في الرأي، إلا أن مجدلاني رفض مطلبهم.

تخلي فتح عن النضال

مجدلاني الذي أغضبه مساعدة هماش قائمة وطن الانتخابية، لم يلوم نفسه بعدما غدرت به فتح وتخلت عنه أثناء تشكيل قائمتها الانتخابية.

فجبهة النضال الشعبي الفلسطينية، وهي إحدى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، اتهمت حركة فتح بخيانتها في لحظة الصفر هي وشركائها في تحالف قوى اليسار، التي اتفقت معها على الانضمام إلى قائمتها الرسمية لخوض الانتخابات التشريعية المرتقبة.

كان الاتفاق ينص على تضمين قائمة حركة فتح الرسمية مرشحين عن جبهة النضال وجبهة التحرير العربية وجبهة التحرير الفلسطينية والجبهة العربية الفلسطينية، لكن فتح، أخلت بالاتفاق وقصرت الترشيح على كوادرها.

الجبهة اعتبرت أن ما جرى "خيانة"، وأن "فتح باعت المتحالفين معها"، وان رئيس السلطة محمود عباس كان على علم بما جرى لأن الاتفاق الأخير مع اليسار كان في مكتبه، وأكده في حينه عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد.

 

عديل الرئيس

وجرت العادة في تشكيل الحكومات، أن ينال الحزب نصيبه في الحكومة بحجم كتلته البرلمانية، ولكن ماذا إذا لم يصل حزبك نسبة الحسم، ولم يمتلك أي مقعد في المجلس التشريعي؟، الحل هنا أن تكون "عديل الرئيس" عندها تمتلك من الامتيازات ما لا يمتلكه غيرك في الأحزاب الكبيرة.

حال ينطبق على مجدلاني، والذي يعد عديل الرئيس محمود عباس، وأحد الشخصيات المقربة منه، والذي نال بسبب تلك العلاقة الامتيازات التي لم يحلم بها البعض في الساحة الفلسطينية ولا حتى في حركة فتح، فلا تكاد تخلو حكومة فلسطينية من منصب له.

ولد مجدلاني في دمشق عام 1955، وحصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من بلغاريا، ويشغل منصب أمين عام جبهة النضال منذ عام 2009، وعضواً في المجلس الوطني الفلسطيني، وكذلك المجلس المركزي، وتقلد منذ عام 2008، العديد من المناصب في الحكومات الفلسطينية المتعاقبة.

فساد في كل منصب

ارتبط اسم مجدلاني لدى الفلسطينيين بالعديد من ملفات الفساد التي ارتكبها أثناء توليه للعديد من المناصب الحكومة والتي كان أهمها شبهات تورطه في التواطؤ بعملية اغتيال عمر النايف في بلغاريا، والتي يمتلك علاقات قوية بها، إذ اعترف هشام رشدان الشخص الذي صور مكان الجريمة قبل اغتيال النايف بأنه صور المكان بطلب من مجدلاني.

تؤكد مصادر فلسطينية في السلطة الفلسطينية أن مجدلاني يزور بلغاريا باستمرار، إذ استطاع نسج علاقات مع شركات للتأمين هناك أثناء ايفاده لدراسة الدكتوراه، والتي هي في الأصل شركات للمافيا تحت ستار أنها تعمل في مجال التأمين.

الأمر لم يقتصر على ذلك، فقد اتهمت قيادات فتحاوية أنه من أكثر الشخصيات التي استطاعت توظيف أقاربها في المؤسسات الرسمية الفلسطينية، إذ تمكن خلال سنوات قليلة من تقلده لمناصب حكومية من توظيف 25 شخصاً من أقاربه وأبناء حزبه الذي لا يمتلك أي رصيد شعبي، وتحديداً في مركز التخطيط التابع لمنظمة التحرير ويتقاضون رواتب منتظمة من الحكومة الفلسطينية.

كما وتثار الشبهات حول مجدلاني في المناصب التي تقلدها في السفارات الفلسطينية، أو ممثلاً للرئيس عباس في بعض الدول وتحديداً سوريا، إذ أعطى الموافقة للنظام السوري بإبادة مخيم اليرموك بحجة وجود مسلحين بداخله.

فيما دفعه رئيس الحكومة الفلسطينية عام 2011، لتقديم استقالته بعد تلفظه بألفاظ نابية تجاه العمال الفلسطينيين على الهواء مباشرةً، وهي استقالة رفضها الرئيس عباس آنذاك.

إغلاق