كتب ماجد العاروري: وأد جَنين الانتخابات.. الخطيئة الكبرى

كتب ماجد العاروري: وأد جَنين الانتخابات.. الخطيئة الكبرى

رام الله – الشاهد| كتب ماجد العاروري: لا تستطيع اية قوة سياسية ان تأسر شعبا كاملا لمصلحتها، قد تفعل ذلك لبعض الوقت، لكنها لن تتمكن من فعل ذلك كل الوقت.

 

الانتخابات مصلحة فلسطينية، ولا يوجد اي سبب لإجهاضها، الانتخابات قطعت شوطا كبيرا، وهي تشبه كما وصف احد الاصدقاء المرأة الحامل في شهرها التاسع.

 

هل يستطيع اي طبيب ان يجهضها دون ان يكون ثمن ذلك حياة الجنين وحياة الام؟.

 

الثمن ذاته سيكون لو اجهضت الانتخابات ، ستجد السلطة نفسها في مواجهة المجتمع.

 

ستجد نفسها في مواجهة قوى سياسية جديده تعتبر نفسها صاحبة شرعية على حساب قوى تبخرت شرعيتها.

 

ستجد نفسها امام مئات القضايا الاجتماعية والمطلبية التي ستنفجر في وجهها.

 

اعلم ان الانتخابات تعني حياة او موت لبعض القوى السياسية ومصلحتها ان لا تجري الى الابد، لكن الزمان لا يرحمها.

 

الامر بات مكشوفا والمستفيد الاكبر من الغاء الانتخابات هو الاحتلال الاسرائيلي.

 

لا يريد للانتخابات ان تبقي قضية القدس حية، ولا يريد للسلطة ان تختبئ وراء قضية القدس، ويريد ان يحسم هذا الامر، لا انتخابات ولا قدس، ولا رأي عام حولها، هذه روح رسالته التي نعيها.

 

الخسائر التي ستنجم عن الغاء الانتخابات اعظم بكثير من اية خسارة نتيجة اجرائها.

 

الضاغطون من اجل الغائها وضعوا عبئا ثقيلا في حجر الرئيس الذي ما زال متمسكا بإجرائها، ويريدون ان يضعوا كل العبء عليه ليتخذ هذا القرار الثقيل.

 

فهل سينجحوا بذلك؟ لانهم فور اتخاذه القرار سيختفون عن الشاشة ويتركونه وحده في تحمل تبعات القرار.

 

اعتقد انه يدرك ذلك ويتذكر كيف تخلى الجميع عنه في ازمة تقرير غولدستون، لكن اصراره على اجراء الانتخابات سبجعل كل الناس تلتف حول قراره.

 

الليلة ستكون الجولة الاولى الحاسمة في اتخاذ القرار، وهناك جولة اخرى مع باقي الفصائل فلا زالت بعض القوى متمسكة بخيار للانتخابات.

 

النصيحة الاخيرة اقل الخسائر واصلح القرارات المضي في الانتخابات، فلا احد قادر على دفع ثمن الغائها، التاريخ لا يعود الى الوراء فما مضى كشف كل شيء وباتت كل الاجسام وكل الافكار ضعيفة تكاد تقدر على الوقوف.

 

دعوا جنين الانتخابات يلد فقد يكون فيها مستقبل اولادنا.

إغلاق