غضب عارم يعم الشارع الفلسطيني بعد قرار عباس تأجيل الانتخابات

غضب عارم يعم الشارع الفلسطيني بعد قرار عباس تأجيل الانتخابات

الضفة الغربية – الشاهد| خرجت تظاهرات جماهيرية عفوية في الشوارع بالضفة الغربية وقطاع غزة، وطافت الميادين العامة احتجاجاً على قرار رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس تأجيل الانتخابات التشريعية التي كان من المقرر أن تجري في 22 مايو المقبل.

التظاهرات التي شارك فيها عشرات الآلاف طالب الرئيس عباس بالتنحي وترك الحكم، في ظل حالة الفشل السياسي والانقسام الداخلي الذي تشهده الساحة الفلسطينية منذ توليه كرسي الحكم، ناهيك عن حالة التمزق والتشظي التي شهدتها حركة فتح في عهده.

فيما دعت عدد من الفصائل الفلسطينية الجماهير إلى الخروج في تظاهرات عقب صلاة الجمعة اليوم، للتعبير عن رفضهم لقرار مصادرة حقهم في المشاركة بالانتخابات واختيار من يقودهم.

وكان عباس قد أعلن فجر اليوم الجمعة عن تأجيل إجراء الانتخابات متخذاً من ذريعة عدم حصوله على موافقة إسرائيلية لإجراء الانتخابات في القدس لتأجيلها إلى أجل غير مسمى.

وقال عباس في كلمته الافتتاحية خلال اجتماع بعض فصائل منظمة التحرير التي شاركت في اتخاذ قرار تأجيل الانتخابات: أبلغنا من عدد من الشخصيات في الاتحاد الأوروبي أنهم لم يحصلوا على موافقة إسرائيلية بإجراء انتخابات في القدس بسبب عدم وجود حكومة إسرائيلية.

الاتحاد الأوروبي يكذب عباس

نفى المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي في فلسطين شادي عثمان، وصول أي رد من سلطات الاحتلال حول طلب السلطة من الاحتلال السماح بإجراء الانتخابات في مدينة القدس.

وأكد عثمان في تصريح لصحيفة الرسالة الفلسطينية، إن الاتحاد لم يتسلم أي رد سلبي أو إيجابي من الاحتلال، لافتا الى أن الاتحاد دعا الاحتلال لاحترام الاتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني.

وقال عثمان إن الانتخابات هي بيد الفلسطينيين وبقرارهم، موضحا أن سلطات الاحتلال لم تقل نعم لإجراء الانتخابات في القدس، لكنها لم تقل لا في الوقت ذاته.

رفض فصائلي

واستكرت الفصائل الفلسطينية قرار رئيس السلطة محمود عباس تأجيل الانتخابات التشريعية، مؤكدة أن هذا القرار هو تعطيل للمسار الديمقراطي الذي اختاره الشعب الفلسطيني ليعبر عن إرادته في التغيير.

وأكدت حركة حماس أن قرار يمثل انقلاباً على مسار الشراكة والتوافقات الوطنية، مشددة على أنه لا يجوز رهن الحالة الوطنية كلها والإجماع الشعبي والوطني لأجندة فصيل بعينه.

وعبرت في بيان صحفي، عن بالغ أسفها لقرار عباس، وحملت حركة فتح ورئاسة السلطة المسؤولية الكاملة عن هذا القرار وتداعياته.

وأشارت إلى أن شعبنا في القدس أثبت قدرته على فرض إرادته على المحتل، وهو قادر على فرض إجراء الانتخابات.

بدورها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أنه لو كان هناك جدية لعباس في إجراء هذه الانتخابات لتحولت إلى صراع مع العدو وليس انتظار موافقته، مشيرة الى أن قرار التأجيل اتخذ منذ أيام واجتماع اليوم شكلي وهو لزوم الإخراج

وقال مسؤول الدائرة السياسية في الحركة د. محمد الهندي،: "موقفنا في الحركة هو بناء الوحدة الفلسطينية عبر مواجهة العدو والتصدي لمخططاته وعبر بناء مرجعية وطنية تتحلل من الاعتراف بالعدو والشراكة معه".

أكدت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أنها ترفض تأجيل الانتخابات، وتتمسّك بالاتفاقيات الوطنيّة لإجراء الانتخابات بحلقاتها الثلاث والتي فتحت آمالاً لدى شعبنا في إنهاء الانقسام وبإمكانيّة التغيير الديمقراطي، وإعادة بناء المؤسّسات الوطنيّة وفقًا للإرادة الوطنيّة.

 ولفتت في بيان صحفي، إلى أنّها "ستسعى بكل السبل من أجل العدول عن قرار تأجيل الانتخابات من خلال أوسع اصطفافٍ وطني وشعبي يفرض على القيادة المتنفّذة تنفيذ هذا الاستحقاق الوطني".

ورأت الجبهة أنّ "الانتخابات هي إحدى آليات تقرير المصير لشعبنا، وعلى هذه القاعدة دعت إلى أن تكون الانتخابات وسيلة اشتباك مع الاحتلال، وأن تستهدف في محصلتها تخليص شعبنا ومؤسّسات السلطة من الاتفاقيات الموقّعة معه، ومن القيود السياسيّة والاقتصاديّة والأمنيّة التي ترتّبت عليها.

إغلاق