خشية إسرائيلية من أن تؤدي الهبة الفلسطينية لسقوط سلطة عباس

خشية إسرائيلية من أن تؤدي الهبة الفلسطينية لسقوط سلطة عباس

الضفة الغربية – الشاهد| حذر العديد من الخبراء الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين من أن استمرار العملية العسكرية في قطاع غزة يهدد بإشعال الضفة الغربية وتهديد سلطة عباس بالسقوط.

رأى الخبراء أن المعركة أظهرت حالة الضعف التي تمر بها السلطة الفلسطينية في مقابل تقدم حركة حماس والفصائل الأخرى والتي برهنت من خلال المعركة القائمة الآن أنها هي أحق بقيادة الفلسطينيين.

ضعف السلطة

وقال مدير مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أودي ديكل في مقال له مساء اليوم الأربعاء، أن حماس استطاعت تحقيق ما وضعت لنفسها في بداية المعركة من أن تكون المدافعة عن القدس وأنها هي من تقود الفلسطينيين في صراعهم ضد "إسرائيل".

وأوضح أن استمرار حالة التخبط في القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية حول أهداف المعركة وموعد نهايتها يهدد بانتقال المواجهة إلى الضفة الغربية وبالتالي وضعت سلطة عباس في خطر.

وأشار ديكل أن الهدف الاستراتيجي الذي كان على الحكومة الإسرائيلية أن تصوغه وتقدمه هو السيطرة على مسرح الحرب ومنع توسعها إلى ساحات إضافية، مع التركيز على إضعاف حماس ومنعها من السيطرة على الساحة الفلسطينية وإضعاف قدراتها العسكرية إلى على الأقل مستواها قبل عقد من الزمان.

وشدد على أن الحكومة الإسرائيلية عليها خلق قواعد جديدة للعبة في الساحة الفلسطينية، وإعادة السلطة الفلسطينية إلى مكانة الممثل الحصري للفلسطينيين، مع التطلع إلى وقت مغادرة عباس المشهد.

سقوط سلطة عباس

من جانبه، قال المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي إن هناك قلق كبير من مظاهر الهبة الفلسطينية في الضفة الغربية، ويخشى الصهاينة من أن تؤسس هذه الهبة لسقوط سلطة عباس مما يفقد "إسرائيل" القدرة على السيطرة على الأوضاع.

وبين النعامي أن دور السلطة في وأد مقاومة الضفة يمنح جيش الاحتلال الفرصة لمواجهة التهديدات على الساحة الأخرى وضمنها غزة، مضيفاً "عباس ذخر استراتيجي صهيوني.. إقصاؤه عن المشهد أمر الساعة".

سلطة عاجزة

عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبد الفتاح حمايل اعتبر أن نقد الشارع لسلوك وموقف السلطة مما يجري الآن مشروع، مشيراً إلى أنه لا يعقل أن تكتفي السلطة بإدانة وتحميل الاحتلال مسؤوليتها عمل يجري من اعتداءات.

وتابع: وإذا كانت عاجزة عن مواجهة الاحتلال فعليها التحرك بالحد الأدنى مما هو متاح لديها من أوراق ضغط مثل التحلل والتنصل من الالتزام بكل الاتفاقيات السابقة، ورفض العمل بما نص عليه اتفاق أوسلو.

وأوضح أن قيادات السلطة خلقت فجوة بينها وبين الشارع الفلسطيني، فهي تعيش في واقع منعزل كلياً عن الهم الوطني، لذلك يجب تفعيل كل أدوات الضغط السياسي والميداني، والتحلي بالمسؤولية الوطنية، وعليها أن تعيد النظر وتجري تقييماً شاملاً لسياساتها، لتدارك خطورة المرحلة الحالية.

وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية تتعامل مع الحالة الفلسطينية وكأنها منحصرة فقط في مناطق سيطرتها في الضفة الغربية، فلم تقدم أي مساعدات طبية أو إغاثية إلى غزة والقدس، ومستوى التحرك الميداني في الضفة الغربية جاء متأخراً، ويعكس حالة التردد لدخول هذه المواجهة، رغم أن الضفة تمثل خزاناً من الثورة قد يساهم في زيادة المكاسب السياسية الفلسطينية بهذه الجولة من المواجهة، لذلك نحتاج لقيادات ترتقي لمستوى وتطلعات ما تتعرض له القضية الفلسطينية.

أين فتح ومركزيتها؟

من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح إبراهيم أبراش أن ما يجري في فلسطين لا سابق له منذ النكبة، الشعب الفلسطيني وفصائله المسلحة في غزة وخصوصاً حركتي حماس والجهاد الإسلامي يأخذون زمام المبادرة ويضعون دولة الكيان في مأزق حقيقي، العالم كله انفعل وتفاعل مع ما يجري في القدس وغزة وكل ربوع الوطن بينما القيادة الفلسطينية هي الأقل انفعالاً وفعلاً بما يجري.

وتساءل قبل يومين في مقالة له عن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير قائلاً: "أين منظمة التحرير واللجنة التنفيذية ورئيسها وهل ما زالوا يبحثون الأوضاع ليقرروا ما يعملون؟".

وأضاف: أين حركة فتح ولجنتها المركزية الذين لم نعد نسمع لهم صوتاً بينما كانت تصريحاتهم وتغريداتهم في أمور أقل شأناً مما يجري لا تتوقف؟، أين الحكومة وهل ما زالت تدرس الوضع؟ وما هي نتائج دراستها؟، أين وزير الخارجية والسفارات وهل عندهم أكثر من إحالة الملفات لمحكمة الجنايات؟".

وتابع: "أين الإعلام الرسمي وتلفزيون فلسطين الذي استمر لأيام يقف موقف المتفرج والمحايد ولم يتحرك إلا بعد أن أصبحت بعض الفضائيات العربية وخصوصاً قناة الجزيرة فلسطينية أكثر من تلفزيون فلسطين؟".

وأوضح براشن أنه في جولات الحرب الأخيرة على غزة وبعد أن تهدأ الأمور كانت قيادة المنظمة والسلطة تستلم مجدداً زمام الأمور ويخاطبها العالم كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، ولكن في الحالة الراهنة الأمر مختلف وهناك ممثلون جُدد فرضوا حضورهم والعالم سيتعامل معهم، سواء تعلق الأمر بملف القدس أو الأوضاع في غزة.

وختم بالقول: ما يجري يؤسس لحالة وطنية جديدة وستحتاج لقيادة جديدة وإن لم تتدارك قيادة المنظمة والسلطة الأمر فإن الزمن سيتجاوزها، وعلى الرئيس أبو مازن وحركة فتح أن يتذكروا أن حركة فتح انتزعت قيادة وريادة الشعب والمنظمة بعد معركة الكرامة ونتيجة كفاحها المسلح.

إغلاق