وكالة الأنباء الفرنسية ترصد: نبض الضفة مع المقاومة وضد خيار عباس

وكالة الأنباء الفرنسية ترصد: نبض الضفة مع المقاومة وضد خيار عباس

الضفة الغربية – الشاهد| سلطت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها الضوء على حالة الغليان التي تسود الضفة الغربية في ظل الهبة التي يقوم بها الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال، وكذلك حالة الغضب من السلطة موقفها مما يجري على الساحة الفلسطينية.

وقالت الوكالة في تقريرها "في الضفة الغربية المحتلة حيث امتلأت الطرق المتعرجة بإطارات السيارات المشتعلة وتناثرت شظايا الزجاج المحطم، تتردّد كلمة واحدة "مقاومة".

وأشار الوكالة أنه بعد المواجهات العنيفة في القدس المحتلة وباحات المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح على وجه الخصوص التي خلفت مئات الجرحى، والتصعيد الكبير في قطاع غزة الفقير والمحاصر والذي حصد أكثر من مئتي شهيد، تشهد الضفة الغربية تعبئة شعبية تضامنية عارمة.

انتفاضة ثالثة

ونقلت الوكالة عن المواطن أشرف أحمد: "هذه بداية الانتفاضة الثالثة".. في مخيم جنين حيث يقيم، ألصقت على الجدران صور "شهداء" الانتفاضات الفلسطينية السابقة (1987-1993) و(2000-2005).

وتقول الوكالة إن أحمد الذي يعمل في متجر صغير للحواسيب في جنين. في المساء، يرتدي قميصا أصفر وحذاء رياضيا ويلتقي أصدقاءه في منطقة الجلمة عند حاجز عسكري إسرائيلي على بعد سبعة كيلومترات إلى الشمال من جنين.

وتصف ما يجري عند الحاجز الإسرائيلي: "تنبعث عند الحاجز رائحة الغاز المسيل للدموع القوية، بينما تركت الإطارات التي أشعلت في اليوم السابق آثارها على الأرض، وينظم الشبان الفلسطينيون في الضفة الغربية والخليل ورام الله ونابلس وبيت لحم ومخيم جنين للاجئين كل ليلة احتجاجات غاضبة ضد القوات الإسرائيلية التي تردّ على رشقها بالحجارة، بإطلاق النار".

ويقول أحمد للوكالة إنه رأى "بأم عينه" كيف قُتل شخصان في جنين الأسبوع الماضي، وهما من بين 24 قتيلا فلسطينيا قضوا بنيران إسرائيلية في الضفة الغربية منذ العاشر من الشهر الجاري، في ما يمكن اعتبارها أسوأ أحداث عنف يشهدها النزاع بين الجانبين منذ عقد.

ويضيف الشاب الذي يؤكد أنه لا يدعم أيا من الفصائل الفلسطينية "أتابع عن كثب ما يحدث في القدس وغزة (…) الاحتلال الإسرائيلي هو المشكلة الأساسية". ولطالما اعتبرت مدينة جنين نقطة مركزية للنزاع خلال الانتفاضتين الفلسطينيتين الماضيتين ضد إسرائيل، وفيها ناد اجتماعي أطلق عليه اسم "متحف الشهداء".

وأحصت الوكالة على جدران النادي صوراً لـ 172 فلسطينيا استشهدوا في مواجهات سابقة مع الجيش الإسرائيلي، وينتمي هؤلاء "الشهداء" إلى جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا الجهاد الإسلامي وحماس اللتان تواجهان الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وحركة فتح التي يقودها اليوم الرئيس محمود عباس.

انكفاء عن فتح والتوجه للمقاومة

ويتحدث ضياء أبو واحد، وهو شاب في الثلاثينات، وناشط في حركة فتح أمضى خمس سنوات في المعتقلات الإسرائيلية، عن تراجع عدد الشبان الفلسطينيين "المستعدين للموت اليوم من أجل القضية التي تتبناها حركة فتح". بينما تستقطب حركتا حماس والجهاد الإسلامي اللتان "تقاومان" ضد الدولة العبرية، الشباب.

ويرى أبو واحد أن "أبو مازن" هو "المخطئ"، ويضيف "ظن أبو مازن أنه سيحدّ من وجودهم (المستوطنين) من خلال تطبيق القانون، لكن ذلك لم يصل بنا إلى أي مكان، أبو مازن قتل فتح"، معتقداً أنه "لو كانت هناك انتخابات اليوم، فإن حركة حماس ستفوز بها".

الأسبوع الماضي، داهم الجيش الإسرائيلي كما يفعل من حين إلى آخر، منازل في جنين بينها منزل بسام السعدي، أحد أنصار الجهاد الإسلامي، واعتقل نجله صهيب (27 عاما) وابن أخيه أيمن.

جيل جديد

ويقول السعدي، وهو من قدامى المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية حيث أمضى 14 عاما، "اتصل بي شخص من المخابرات الإسرائيلية ليطلب مني الحفاظ على الهدوء في المخيم وإلا ستحدث ثورة، لكنني لا أعمل معهم".

ويرى أن "الجيل الجديد أقوى حتى من الأجيال السابقة ولا يخاف"، وأن "شعبية حماس والجهاد الإسلامي تزداد لأنهما أخذتا زمام المبادرة في المقاومة".

وتحدّث مسؤول إسرائيلي فضل عدم الكشف عن اسمه عن "استراتيجية" حماس "للسيطرة على الضفة الغربية وإسقاط السلطة الفلسطينية".

ويقول إن حماس "وجدت فرصة لوضع الزيت على النار عندما رأت العنف في القدس". لكنه يشير الى أن الجيش الإسرائيلي "لا يهتم بتصاعد العنف في الضفة الغربية".

إغلاق