نزوح جماعي من فتح بسبب مواقف عباس خلال العدوان على غزة

رام الله – الشاهد| يبدو أن توابع زلزال جولة القتال الحالية بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، ستصيب الصف الداخلي لحركة فتح، التي لم تكن على قدر الحدث، إذ أعلن عدد من كوادر الحركة الانفصال التام عنها نتيجة عدم اشتراكها في مواجهة الاحتلال، علاوة على مواقف قادتها الرمادية والتي لم تظهر الا عند الحديث عن اموال الاعمار.

 

وكتب الناشط اياد ابو سنية على صفحته تغريدة أعلن فيها مغادرة حركة فتح، وجاءت تغريدته كالتالي: "بسم الله الرحمن الرحيم، أعلن امام الله وامامكم، انا المواطن اياد ابو سنينة ابن حركة فتح في حِلٍ كامل من أي قرارات لما تسمى اللجنة المركزية لحركة فتح والرئيس محمود عباس".

 

وتابع: "من لم يحركه تدنيس المسجد الأقصى، ومن لم تحركه صرخات الثكالى في غزة، ومن لم يَشجَن لسفك دم ابناء شعبنا في اراضي الضفة الغربية والداخل المحتل، لا يستحق أن يمثلني أو يمثل أبناء هذه الحركة العملاقة التي قدمت الشهداء والاسرى والجرحى".

 

وأضاف: "فمن ترك الكف يواجه المخرز وحيداً غير مبالي بما يصيب الكف من جروحٍ وخدوش قد بات جاهلاً بالثورة وبليداً في كل سُبُلِ الحرية، وعليه فأني أتعهد أن اكون حيث يتطلب مني شعبي ووطني أن أكون أؤكد اني سأبقى فتحاوي حُر لا أتَبِع إلا لما يُمليه عليّ النظام الداخلي للحركة من مبادئ وقيم وطنية تناستها "القيادات" الراهنة".

 

وأردف بالقول: "إن كامل ولائي سيكون للضمير الوطني المقدسي فهو المنارة التي نسير على نورها وأثرها، وسأبقى على هذا الحال الى أن تنبثق قيادة ثورية تحترم تضحيات شعبنا وتحفظ كرامته بالقرارات الصادرة عنها…  والله على ما اقول شهيد .. ابن القدس المخلص اياد ابو سنينه".

 

موقف ابو سنينة لم يكن هو الموقف الوحيد، إذ كتب الناشط الفتحاوي عبد الرحيم عز الدين بربر تغريدة جاءت لتؤكد على انسحابه من حركة فتح نتيجة ضعف قيادتها ومواقفها، وغرد قائلا: "بسم الله الرحمن الرحيم، أنا المواطن المقدسي عبد الرحيم عز الدين بربر ابن حركة فتح، أُعلن أمام القاصي والداني أنني في حلٍّ من كل ما تمثله اللجنة المركزية الحالية لحركة فتح والرئيس محمود عباس "ابو مازن"".

 

وتابع: "فأنا قد انتميتُ لحركةٍ كانت لجنتها المركزية تحملُ أسماءً كصلاح خلف وخليل الوزير وسعد صايل وماجد أبو شرار، تلك الأسماء التي كانت تهزُّ الأرض حقاً، وعليه فإنني أولاً أُعلنُ استقالتي من منصب رئيس حركة الشبيبة الفتحاوية/ منطقة سلوان".

 

وأضاف: "أما ثانياً فسأبقى دائماً حيث يجب أن أكون في خدمة وطني وشعبي وقُدسي الحبيبة، ووجب التأكيد على أنني سأبقي فتحاوي حُرّ ولن اتبع يوماً لأجندةٍ هُنا أو أجندةٍ هُناك أو تيارٍ هُنا وقائمةٍ هُناك وسأبقى على موقفي حتى تنبثقُ قيادةٌ ثوريةٌ جديدةٌ تُعيد للحركةِ امجادها وثوريتها وروحها، والله من وراء القصد .. والسلامُ ختام".

 

وتسود حالة من السخط على مواقف فتح من جولة العدوان الحالي على قطاع غزة، ففضلا عن غياب فتح عن الفعل الميداني في مقاومة الاحتلال، لم يشعر الجمهور الفلسطيني بان ثمة اسناد سياسي على الاقل من طرف فتح.

 

كما تسبب رئيس السلطة محمود عباس في اغضاب الجمهور الفلسطيني بعدما استقبل وزير الخارجية الالماني هايكو ماس، بعد ساعات فقط من هجوم ماس على المقاومة واتهامها بممارسة الارهاب، وهو الأمر الذي دفع نشطاء وفعاليات شعبية واهلية للدعوة للتنديد باستقبال عباس للوزير الألماني ورفضا للصمت المخزي الذي تتشح به السلطة في مواقفها خلال العدوان.

 

ومنعت أجهزة السلطة عددا من المتظاهرين الذين لبوا دعوة للخروج والاعتصام قرب مقر المقاطعة وسط رام الله تنديدا باستقبال رئيس السلطة محمود عباس للوزير الألماني، حيث أقامت الأجهزة حواجز امنية منعت المتظاهرين من الوصول للمقاطعة، بينما ردد المتظاهرون هتافات مناهضة لعباس والموقف الالماني.

 

وبدلا من اسناد غزة، سارعت السلطة الى تأكيد دورها في اموال اعادة الاعمار التي من المتوقع ان تصل الى غزة، حيث سال لعاب السلطة وبدأت بشحذ سكاكين التصريحات بعد ان سمعت ببداية تخصيص الأموال لإعادة اعمار غزة بعد انتهاء العدوان.

 

 ورغم ان حكومة محمد اشتية تملأ الدنيا صياحا بانها تؤدي ما عليها تجاه غزة، الا ان واقع الحال يشي بعكس ما تدعيه السلطة، وان التفاتها المفاجئة لغزة تأتي غي تحصيل مكاسب من الاموال لتي ستأتي لغزة بهدف اعمارها.

 

رئيس الحكومة محمد اشتية، خرج في تصريح مفاده أن المبادرة المصرية لإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بقيمة 500 مليون دولار، ستكون عبر مشاريع تنفذها الشركات المصرية بالتنسيق الكامل مع السلطة الفلسطينية

الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=3938