بعد خديعة توظيفهم.. السلطة تقذف بالاسرى المحررين للشارع

بعد خديعة توظيفهم.. السلطة تقذف بالاسرى المحررين للشارع

رام الله – الشاهد| يبدو أن السلطة ماضية في مخططها بتحطيم الاسرى المحررين بشكل كامل، فبعد أن حولتهم الى متسولين على أبواب البريد ينتظرون مخصصاتهم المالية، جاءت الضربة الجديدة لهم عبر رفض استيعابهم في الاجهزة الامنية، ليتبخر بذلك أملهم في الاستقرار المالي والوظيفي.

 

ومنذ ان وضعت السلطة ملف الاسرى والمحررين تحت المجهر، وهي تقوم بتصفية قضيتهم شيئا فشيئا، فبدأت بإلغاء وزارة الأسرى وحولتها الى هيئة، ثم حولتها من هيئة حكومية الى هيئة أهلية، وقطعت رواتب الاسرى وتركت ذويهم بلا مخصصات مالية تعينهم على الحياة.

 

ثم جاءت مرحلة المساومة، بحيث تجبر الاسرى على القبول باستلام مخصص مالي منزوع منه صفة الراتب الرسمي، ثم وعدتهم بتعيينهم في الاجهزة الامنية لكي تكون مخصصاتهم المالية في أمان، لكنها الان تخلف وعدها لهم وتتركهم في مهب ريح الضياع الاجتماعي والوظيفي.

 

خطايا السلطة

ويتهم الأسرى المحررون السلطة باستخدامهم كدعاية انتخابية قبل تأجيلها نهاية ابريل الماضي، حيث وضعوا الوعود بتوظيفهم في خانة الدعاية، مشيرين الى أن السلطة لم تكن أصلا تملك النية لتوظيفهم واستيعابهم.

 

وأصدر الاسرى المحررون بيانا نددوا فيه بسلوك السلطة الذي جعل منهم متسولين على موائد المال المغمس بالذل، وانهم قرروا الخروج عن صمتهم والوقوف في وجه كل من يتآمر على قضيتهم ويحرمهم قوت أولادهم.

ونقل الناشط فايز سويطي على صفحته نص البيان، الذي جحاء فيه: "يا جماهير شعبنا الباسلة، في كل مناطق هذا الوطن الأسير، إننا اليوم قررنا ان نخرج عن صمتنا وان نطلعكم على ما يحاك ضد قضية من أنبل قضايا الوطن".

 

وتابع: "اننا اليوم وفي ضل كل هذا الهجوم علينا من قبل الاحتلال وكل انتهاكاته بحق شعبنا في بقاع هذا الوطن بدأت حملة لتحويل تضحيات الشهداء والاسرى والمحررين والجرحى الي قضية تسول و إسقاط الصبغة النضالية عنها".

 

وأضاف: "يا جماهير شعبنا الباسلة.. هذه الفئه المناضلة اصبح البعض ينبذها ويحاول التخلص منها.. اننا و منذ اشهر في صراع مع عدة جهات نحاول انتزاع حقنا المنصوص عليه في القانون الفلسطيني.. الا ان البعض يأبى الا ان يجعل منا فئه متسولة".

 

وقال أنه "كي تتم هذه المؤامرة جرى ابتداع مسمى التقاعد المالي للأسرى والذي لا يوجد له اصل او سند قانوني وقد رأى عدد كبير من أبناء شعبنا صور أهالي الأسرى والشهداء أمام مكاتب البريد بطريقة مذلة ومهينة لا تليق بتضحيات ابناءهم".

 

خطوات احتجاجية

وأضاف: "السبب انه اصبح محرم على هذه الفئة ان يكون لها حساب بنكي.. ما هو المسوغ الذي يمنع ان يكون للأسير حساب بنكي في البنوك التي اصبحت اقل من ان يقال عنها وطنية.. وقد جرت العديد من المحاولات لثني الأسرى من الاعتصام للمطالبة بإنصافهم تحت مظلة القانون الفلسطيني".

 

وتابع: "يا جماهير شعبنا الابية نحن سنمارس كل الوسائل للمطالبة بحقوق أهالي الشهداء والاسرى والمحررين والجرحى ومن ضمنها الاعتصام السلمي والحضاري.. الاعتصام سيكون اخر خيار نلجئ اليه ولكن حينها لن نمجد أحدا.. نحن بناة هذا الوطن نحن الدم الذي سال وسوف سيل من أجل هذه الارض الطاهرة".

 

وتفاعل عدد من المواطنين مع بيان الاسرى المحررين، وكتب المواطن مصلح عيسى: "السلطة تتحرك بمسار أوسلو، ولم تحتكم لقرارات المجلس الوطني بالتنصل من كل الاتفاقات المذلة واعتبار اسرائيل كيان احتلالي ووقف كل اشكال التنسيق، نعم على السلطة ايجاد المخارج والحلول او على قياده الشرفاء في فتح اعاده الثقة للشعب والقضية وسحب الثقة من القيادة المتنفذة".

 

 السلطة والبنوك شركاء

ويبدو مظهر ذوي الاسرى والشهداء والجرحى وهم يتجمعون على مكاتب البريد والصرافة من اجل صرف رواتب ابناؤهم مثيرا للشفقة والغضب في آن واحد، فبدلا من تقديم الاحترام والتبجيل وتقدير تضحيات هؤلاء، تمعن السلطة في قهرهم واظهارهم بمظهر المتسولين.

 

السلطة وعبر البنوك العاملة تحت اشرافيها، خضعت بكل سهولة لأمر الاحتلال، وبات الاسير والشهيد والجريح وكأنه عدو لتلك البنوك، رغم انها تمتص يوميا دم الشعب الفلسطيني بكل فئاته وطبقاته.

إغلاق