دبلوماسي فلسطيني: قدمت نصائح لعباس لتحسين أداء السفراء فقرر العمل بعكسها

دبلوماسي فلسطيني: قدمت نصائح لعباس لتحسين أداء السفراء فقرر العمل بعكسها

رام الله – الشاهد| كشف السفير السابق والدبلوماسي الفلسطيني عدلي صادق، عن تقديمه نصائح وملاحظات لرئيس السلطة محمود عباس من أجل تطوير وتحسين عمل السفراء، لكنه لم يلق لها بالا بل وأمر بتنفيذ تعليمات معاكسة لها.

 

وشدد في مقابلة صحفية، على أن السلك الدبلوماسي الفلسطيني، بحاجة لإصلاح وعلاج للثغرات في طريقة تعيين الموظفين والسفراء ومختلف القضايا، التي أثيرت مؤخراً بعد الانتقادات التي وجهت لسفراء في دول أوروبية، على أدائهم خلال العدوان على غزة.

 

وشدد الدبلوماسي السابق، على أن أحد أسباب التراجع في الأداء الدبلوماسي هو "إدارة الظهر لقانون السلك الدبلوماسي رقم "13" لعام 2005، سواء بما يتعلق بمدة الابتعاث أو آليات اختيار السفراء وغيرها".

 

وقال إنه قدم ملاحظات للرئيس عباس حول تطوير السلك الدبلوماسي الفلسطيني، قبل سبع سنوات، وأضاف: تفاجئت أن الرئيس نفذ قرارات معاكسة لملاحظاتي.

 

وضرب صادق مثالا على تلك النصائح، فقال: "على سبيل المثال قلت للرئيس أن الدبلوماسي الذي نبعثه لبلد معين يجب أن يفهم طبيعة البلد ونظامها وكل شيء يتعلق بها، لا أن يكون أساس اختيار السفير لبلد ما أنه قريب منا ونختار له بلداً "يرتاح فيه" كأنه ذاهب لسياحة".

 

وأكد صادق أن "المشروع الوطني في شقه السياسي ليس في ذهن الرئيس بالشكل الصحيح، لأنه يريد موالين له ويبدون الطاعة، وأن يشكل عصبية خاصة به في السلك الدبلوماسي"، حسب وصفه.

 

وأضاف: "وزارة الخارجية تتكون من شقين: المقر العام، والبعثات الدبلوماسية، وبقينا 15 عاماً المقر العام لا علاقة له بالبعثات، وكانت الدائرة السياسية في منظمة التحرير مسؤولة عن البعثات، ووزارة التخطيط والتعاون الدولي لا تملك صلاحيات في السفارات، لذلك لم يكن يوجد ترابط بين شقي أي وزارة خارجية في العالم".

 

فضائح بالجملة

وازدادت فضاح السفراء الفلسطينيين حول العالم، فما بين سفير لا يتقن لغة البلد التي يقيم فيها، وصولا الى سفير يترك اللقاء الصحفي ليكمل لمترجم عنه، وانتهاءا بسفيرة يفترض انها تمثل الشعب الفلسطيني تجتمع مع سفير الاحتلال لغسل الدم الفلسطيني عن يديه.

 

وكانت سفيرة السلطة في ايرلندا جيلان وهبة، بطلة آخر تلك الفضائح، فبينما كان الشعب الفلسطيني يلملم جراحه وآلامه حزنا على ضحايا العدوان على غزة وعمليات القتل في الضفة، عقدت السفيرة لقاء محبة مع سفير الاحتلال لتبدل النكات والضحك وكأن شيئا لم يكن.

 

وعقد اللقاء مع السفير الإسرائيلي في إيرلندا أوفير كاريف في مطعم في العاصمة دبلن، في الوقت الذي تقود فيه الحكومة الإيرلندية حملة دولية ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 

 وتصدر اللقاء عدد من الصحف الإيرلندية التي أشارت إلى أنه "يشارك للمرة الأولى كل من السفير الإسرائيلي في إيرلندا أوفير كاريف والسفيرة الفلسطينية جيلان وهبة في حفل عشاء عمل مشترك أقيم بتاريخ 24 أيار في كلية ترينيتي في دبلن في إيرلندا بدعوة من مؤسسة أهلية تدعو للتعددية الثقافية".

 

مصاريف هائلة

وأظهرت دراسة للائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان" عام 2017، أن السفير الفلسطيني يتقاضى راتباً أساسياً يبلغ 13.9 ألف شيقل، والمستشار أول 10.6 ألف شيقل، والمستشار 9.2 ألف شيقل، والسكرتير الأول 7800 شيقل، والسكرتير الثاني 7300 شيقل، والسكرتير الثالث 6300 شيقل والملحق 5200 شيقل.

 

تلك الرواتب تأتي منفصلة عن العلاوات الأساسية على رواتب العاملين في السلك الدبلوماسي والتي تصل إلى 16% من الراتب الأساسي، ناهيك عن صرف علاوات غلاء معيشة تصل تتراوح بين 150% إلى 450% والتي قد تصل الزيادة بدل غلاء معيشة إلى 50 ألف شيقل، وبدل سكن بنسبة 50% ورسوم تعليم مدرسي بواقع 70%، وذلك بسعر صرف ثابت للدولار بقيمة 3.4 شيقل.

 

وجاء العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة لتسلط الضوء مجدداً على عمل وإنجاز تلك السفارات في الدفاع عن شعبهم وترويج قضاياه العادلة للعالم.

 

وطالما أطلق الفلسطينيون على السفارات الفلسطينية بأنها أوكار للفساد، بقيت في مواقفها السلبية والصامتة امتداداً لموقف السلطة وحركة فتح التي تركت الشعب الفلسطيني يذبح من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي واكتفت ببعض التصريحات الجوفاء

إغلاق