صحيفة أمريكية: الفلسطينيون يريدون التخلص من السلطة والاحتلال معا

صحيفة أمريكية: الفلسطينيون يريدون التخلص من السلطة والاحتلال معا

رام الله – الشاهد| أكدت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، أن الشعب الفلسطيني يرفض الحكم الاستبدادي لرئيس السلطة محمود عباس وحكومته، ويريد التخلص منه بقدر رفضه للاحتلال الإسرائيلي ورغبته في انهاءه.

 

وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم الأحد، إن الفلسطينيين غاضبون من قادة السلطة بسبب اغتيال الناشط المعارض نزار بنات، وأنهم يرغبون في التخلص من قادتها بقدر رغبتهم في التخلص من الاحتلال.

 

وذكرت أنه يتوجب على المجتمع الدولي ألا يغض الطرف عن كسر دائرة العنف الحالية وحكم السلطة الواحدة.

 

وأشارت الى أن إنهاء الاحتلال من خلال المفاوضات ووجود هيئة فلسطينية شرعية ومنتخبة بحرية أمران ضروريان، كما أن مطلب التغيير يأتي من القاع الآن بعد أن فشلت القيادة الفلسطينية في كسب شعبها أو إقناع العالم بالضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها ومشروعها الاستعماري.

 

مبررات واهية

وذكرت أن المبرر الوحيد الذي قدمه رئيس السلطة محمود عباس لتأجيل الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في 22 مايو هو عدم سماح الاحتلال لسكان القدس بالمشاركة، لكن كثيرين بمن فيهم الناشط بنات، اعتقدوا أن التأجيل كان خوفًا من خسارة حركة فتح تلك الانتخابات.

 

وأشارت إلى أن الكثير من المسؤولين الفلسطينيين أكدوا منذ العام 1997 وحتى اليوم أن "الشعب الفلسطيني يخوض معركة وجودية للتحرر من الاحتلال، فبالتالي يجب تأجيل القضايا الداخلية مثل مكافحة الفساد والمطالبة بسيادة القانون والانتخابات الدورية"، بل إن عزام الأحمد أحد كبار مسؤولي فتح، قال إنه يعارض "إجراء انتخابات في ظل الاحتلال الإسرائيلي".

 

ورأت الصحيفة أن هذا الأمر قد يكون هذا منطقيًا في حال كان الحديث عن احتلال عسكري قصير المدى، لكن الحكم العسكري الإسرائيلي استمر لأكثر من 50 سنة، والنضال من أجل الحرية ليس فقط من الاحتلال الإسرائيلي ولكن أيضًا من السياسات المحلية الديكتاتورية التي ترفض قبول النقد ولا تقدم أي فرصة للإصلاح السياسي أو محاسبة من هم في السلطة.

 

وأوضحت الصحيفة أن هذا لا يعني تبرئة الإسرائيليين أو المجتمع الدولي؛ فكلاهما كانا غير مبالين قبل شهرين عندما ألغى عباس بشكل تعسفي الانتخابات التي طال انتظارها، فنزار بنات الذي اغتيل على يد الامن كان أحد المرشحين في تلك الانتخابات، ولو فاز لكان بإمكانه الإدلاء بأقواله في هيئة تشريعية منتخبة.

 

ولفتت الصحيفة الى ان "غياب الإرادة السياسية في السنوات الأخيرة أدى إلى تأخير أي تحرك نحو حل سلمي للصراع، حيث شعرت إسرائيل والمجتمع الدولي أن الوضع الراهن هو الحل الأفضل، خاصة مع وجود قوة أمنية قوية تديرها الرئاسة الفلسطينية في رام الله".

 

واختتمت الصحيفة بقولها: "إن العالم استاء من اغتيال الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي، فيما انزعج هناك غضب مماثل في فلسطين بسبب مقتل بنات على يد الامن، لكن يبدو أن القيادة السعودية أفلتت من المحاسبة على القتل، فهل ستتم محاسبة قيادة السلطة؟"

 

اغتيال مدبر

وكان الناشط بنات قد وقع ضحية اغتيال مدبر نفذته قوة أمنية مشتركة بين جهازي المخابرات والوقائي في مدينة دورا، حينما أقدمت على اغتياله بعد أن اقتحمت منزله في مدينة دورا فجر اليوم.

 

وذكرت مصادر عائلية أن القوة الكبيرة التي اقتحمت منزل بنات قامت بتفجير الأبواب، وانهالت على بنات بالضرب المبرح بالهراوات والقضبان الحديدية على رأسه وهو ما زال في سريره.

 

وأضافت: لم تهدأ نارهم بعد ذلك، بل قاموا بالتمثيل في جسده وهو كان ما زال على قيد الحياة وقاموا بجره على الأرض بطريقة لا تليق بأي مواطن فلسطيني ولا بأي ناشط سياسي.

 

وشددت المصادر العائلية أن نزار تم ضربه من قبل عشرات المسلحين على رأسه بأعقاب البنادق والمسدسات وتم نقله إلى جهة مجهولة، لتعلن مستشفى عالية الحكومي وفاة نزار ومن ثم يخرج المحافظ ببيان يقول فيه إن نزار توفي بنوبة قلبية.

 

واتهمت كلا من رئيس السلطة محمود عباس ورئيس حكومته محمد اشتية بالمسئولية الكاملة والمباشرة عن اغتيال ابنهم، مؤكدة أن السلطة هي الخصم في هذه القضية

إغلاق