شارك في سحل المتظاهرين.. والدة البرغوثي تخير ابنها بين الاستقالة أو البراءة منه

شارك في سحل المتظاهرين.. والدة البرغوثي تخير ابنها بين الاستقالة أو البراءة منه

الضفة الغربية – الشاهد| عبرت عائلة البرغوثي عن رفضها للقمع والسحل الذي قامت به أجهزة السلطة وبمشاركة من بلطجيتها خلال الأيام الماضية بحق المتظاهرين الذين خرجوا للتنديد بجريمة اغتيال الناشط نزار بنات جنوب الخليل نهاية الأسبوع الماضي.

وقالت عهد التميمي على صفحتها عبر فيسبوك مساء اليوم الاثنين: "عائلة البرغوثي لا تقبل الظلم.. والدتي المناضلة ناريمان التميمي أبلغت أخي الذي قام بالمشاركة في فض مسيرات المواطنين في الشوارع أن لا يعود إلى المنزل فإما أن يستقيل ويعتذر أو أن الوالدة ستعلن البراءة منه".

قائمة العار

وكان موقع "الشاهد" نشر قائمة العار للعناصر والبلطجية الذين شاركوا في قمع وسحل المتظاهرين وسط رام الله السبت الماضي، وهو الأمر الذي أثار صدمة واستياء الشعب الفلسطيني والمؤسسات الحقوقية والأهلية وحتى الدولية.

وكان من بين الذين شملتهم قائمة العار وعد التميمي، والذي يظهر قيامه بسحل أحد المتظاهرين بجانب عناصر وبلطجية آخرين.

قمع وسحل

وأظهرت مشاهد حية من وسط رام الله اعتداء أجهزة السلطة وبلطجيتها على المتظاهرين السلميين الذين تجمعوا على دوار المنارة وسط رام الله للتنديد بتورط السلطة في جريمة اغتيال الناشط المعارض السياسي نزار بنات في الخليل قبل يومين.

وانتشر البلطجية في محيط التجمع الجماهيري، وفي لحظة انقض افراج الامن على المتظاهرين وضربوهم بالعصي والهراوات وسحلوهم بشكل عنيف في الشوارع المحيطة بدوارة المنارة.

استقالات من السلطة

وأعلن عدد من موظفي السلطة في الضفة عن استقالتهم من مناصبهم وأماكن عملهم، وذلك احتجاجاً على القمع الوحشي والسحل الذي تعرض له المتظاهرين وسط رام الله يوم أمس على يد عناصر وبلطجية من أجهزة السلطة.

وقال الموظف أحمد البرغوثي من مدينة رام الله في بوست نشره على حسابه عبر فيسبوك: "أما عني فإني أعلن استقالتي من هذه السلطة كموظف في مؤسسة مدنية فلا لي ولا علي من دم أبناء الشعب الفلسطيني حتى وإن كنت أعمل في مؤسسة مدنية بعيدة كل البعد عن دم الشهيد نزار بنات".

وأضاف: "ولكن ابتعادي عن المنظومة ككل هو أهدى وأفضل للبال، والله غالب أمره، حيث قال عز وجل.. "أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".

وتابع: "فالحمد لله لي ٣ اغنام وقطعة من الارض تكفي كرامتي ١٠٠ عام، كل الشكر لزملائي في العمل لا دخل لهم بتاتا بما قررت وما رأيت منهم الا كل خير، والسلام ختام".

وفي ذات السياق، أعلن زيد محمد سيف الدين عم علي عن استقالته من منصب منسق الدبلوماسية الرقمية في دائرة الدبلوماسية والسياسات العامة بمنظمة التحرير الفلسطينية.

وقال في بوست له على فيسبوك: "لا أخفيكم بأني فكرت مرارًا باتخاذ هذا القرار خلال العامين والنصف التي قضيتهما في القطاع الحكومي، لم أتردد بانتقاد السلطة ابدا خلالها، وشهدت وسمعت عن عدة قضايا من فساد وتكاسل في العمل وتجاوزات و و و الخ".

وأضاف: "لكن ما حدث مؤخراً ومشاهد "شبيحة" الأجهزة الامنية بالقرب من موقع عملي كانت بمثابة رصاصة الرحمة لي. على الرغم من أن عملي كان محصورًا في الساحة الدولية وبعيدًا عن السياسة الداخلية ولكنني لا أريد أي صلة بهذه المنظومة".

وتابع: "نزار بنات قدم حياته من أجل كلمة الحق وهذا أقل ما أستطيع تقديمه من أجل ذلك ومن أجل ضميري".

وطالب زيد اعتبار استقالته هذه بمثابة "مشاركتي بعصيان مدني ضد السلطة، آملًا أن أرى خطوات مشابهة من الزملاء في هذا القطاع، والأهم أنني أعتبرها شهادة لنفسي لكي أُريح ضميري وانام مرتاح البال".

وتابع: "لم يكن صعبًا فضح جرائم الاحتلال والحديث عنها خلال عملي ولكن كان دائمًا الجزء الأصعب هو التطرق إلى تصرفات السلطة، في كثير من الأحيان كانت السلطة عدوًا للقضية في هذا الجانب".

واستطرد: "لم أنتمي إلى أي حزب أو فصيل ولم ولن أعمل لأي فرد أو "مسؤول". كنت وسأظل أعمل لأجل فلسطين فقط، على كافة المنصات المتاحة لي. عملت مع فريق مميز على مدار الساعة بشفافية كاملة وضمير حي وفي بعض الأحيان من دون أي مقابل، ولكن العناصر الإيجابية في هذه المنظومة نادرة ولا تستطيع أن تقوم بالتغيير في الوضع الراهن".

وختم بالقول: اعتبروني كنت ساذجًا حينما ظننت بإنني قادرًا على التغيير من الداخل. ولكنني لا أريد أن أفقد الأمل، لطالما كنت ضد هجرة العقول والشباب وشجعت أصدقائي على البقاء في البلد، وإنني مقتنع بأن لسنا نحن من يجب عليه الرحيل. نستحق أفضل من ذلك بكثير، شعب قدم شهداء وأسرى وضحى بأغلى ما يملك يستحق أكثر بكثير.

إغلاق