قيادات نسوية تعلن تشكيل حراك للدفاع عن الحريات العامة وللمطالبة باستقالة حكومة اشتية

قيادات نسوية تعلن تشكيل حراك للدفاع عن الحريات العامة وللمطالبة باستقالة حكومة اشتية

الضفة الغربية – الشاهد| أعلنت عضو الأمانة العامة للاتحاد العامة للمرأة الفلسطينية والناشطة النسوية ريما نزال على الموقف النسوي الصادر عن الاجتماع الذي بادرت لعقده قيادات سياسية ونسوية من أطر ومؤسسات وجمعيات في الضفة الغربية وقطاع غزة بالإعلان عن تشكيل حراك نسوي للدفاع عن الحريات العامة

وأكدت نزال في بيان صادر عنها مساء اليوم السبت، أن الاجتماع جاء من أجل التباحث حول الأحداث الجارية في فلسطين المحتلة ممثلة بقمع أجهزة السلطة المظاهرات والحراكات السلمية المنظمة للاحتجاج على اغتيال الناشط المعارض نزار بنات وممارسة الاعتداء والعنف على الصحافيات والصحفيين ومحاسبة المسؤولين والمتورطين بقتله.

وأشارت إلى أنه "عندما تواجه الكلمة بالهراوات وقنابل الغاز وعندما تُمس رمزية الحجر الفلسطيني المقاوم للاحتلال ليتحول إلى أداة قمع لضرب رؤوس المتظاهرين وعندما تصبح هواتف الاعلاميات مستهدفة من قبل أجهزة السلطة بهدف إخفاء الحقيقة فلا بدّ من جميع الشرائح الاجتماعية ان تهب للدفاع عن العقد الاجتماعي ورفع البطاقة الحمراء في وجه منتهكي حرمة المبادئ والقيم المتعارف عليها في المجتمع ومنع المساس بحرية الرأي والتعبير.

وشددت إلى أن خصوصية وضع المرأة الاجتماعي وضرورة إدانة العنف الذي مورس ضد الصحافيات على وجه الخصوص لكونه مبني على علاقات القوة الاجتماعي والهادف إلى إخافتهن ومنعهن من تغطية الحدث.

وأوضحت نزال إلى أن المشاركين في الاجتماع طالب بإقالة حكومة اشتية وبضرورة تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في مقتل "بنات" والتوصل الى خلاصات ونتائج تعلنها على الرأي العام بما يوصل شهيد حرية التعبير إلى العدالة.

وبينت نزال أن الاجتماع ايضا طالب بسرعة تحديد موعد جديد للانتخابات بحلقاتها المتكاملة التشريعية والرئاسية والمحلية وانتخابات المجلس الوطني معتبرة ان تأجيل الانتخابات أحد الأسباب التي أدت إلى احتقان المجتمع وتفاقم أزمته

كما نوهت نزال الى ان المشاركين في الاجتماع منوهة طالبوا بعودة الحوار الوطني حول انهاء الانقسام ووحدة النظام السياسي الفلسطيني كون الوحدة الوطنية أحد شروط الانتصار الوطني ضد الاحتلال مطالبة بتثبيت الصورة الناصعة للقضية الفلسطينية التي نشأت وأثرت في الرأي العام الدولي في معارك الدفاع عن القدس وبيتا وغزة واستقطبت التضامن والتعاطف الدوليين.

وأضافت نزال إلى أن الاجتماع طالب المناضلات والمناضلين في حركة فتح بضرورة لعب دورهم في حماية وعدم التماهي مع ما سياسات الأجهزة الأمنية كما دعا الاجتماع إلى التوجه فورا الى استكمال الحوار الوطني الشامل لانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وتغليب الصراع الرئيسي على كل ما عداه من صراعات ثانوية تحكمها المصالح والمنافع وثمنت تشكيل حراك نسوي لصون الحريات العامة المكفولة في القانون المحلي كالحق في حرية الرأي والتعبير والتي انضمت لها دولة فلسطين كالعهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية واتفاقية مناهضة التعذيب.

تحرش وضرب

هذا وقدمت العديد من الصحافيات والفتيات الفلسطينيات روايتهن للاعتداءات التي مورست بحقهن خلال قمع أجهزة السلطة للتظاهرات التي خرجت منددة بالسلطة واحتجاجاً على اغتيال الناشط نزار بنات في الخليل.

فيما كشفت بعضهن عن قيام أجهزة السلطة بنشر صور خاصة لهن من هواتفهن التي تمت مصادرتها منهن خلال تغطيتهن لقمع التظاهرات في رام الله والخليل وغيرها من مدن الضفة.

رعب وسحل

وقالت الصحافية شذى حماد في شهادتها للاعتداء التي وقع عليها من قبل أجهزة السلطة وبلطجيتها بالقول: "تواجدت كصحفية لتغطية تظاهرة سلمية بمركز مدينة رام الله، بفست محصن نرتديه فقط خلال المواجهات مع الاحتلال، ومع ذلك لم أستطع التحرك في نصف شارع في وسط المدينة، لم أستطع رفع هاتفي وتوثيق ما يدور، لم أستطع إجراء مقابلات، لم أستطع الوصول للمتظاهرين المقموعين بالضرب المبرح والسحل".

وأضافت: "في نصف شارع فقط وسط رام الله "مركز سيادة السلطة"…  منع الصحفيين من ممارسة مهنتهم.. عربدة وضرب وتكسير معدات ومصادرة هواتف وتهديدات من قبل عناصر بلباس مدني، وبعضهم ملثم، وهو استكمال لهجمة مورست ضد الصحفيين يوم السبت".

وتابعت: "كان شعور كبير بالخوف، الخوف من الضرب، الخوف من التحرش الذي تعرضت له المتظاهرات… في نصف شارع لم يكن هناك أدنى شعور بالأمن، كانت عيونهم تحاصرنا طوال الوقت وتنتظر فرصة أن نرفع هاتف أو كاميرا حتى يهاجموننا".

واعتبرت حماد أن ما جرى بحقهم كصحفيين خلال اليومين الماضين، هو استكمال لعملية قمع تمارسها السلطة منذ سنوات، إذ أصبحت أكثر ممنهجة وواضحة بفرض قانون الجرائم الالكترونية وحجب عشرات المواقع الاخبارية، وما سبق ذلك من جملة استدعاءات واعتقالات لزملاء صحفيين على خلفية عملهم الصحفي وآرائهم السياسية وكتاباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وختمت بالقول: اليوم يتعرى واقع العمل الصحفي أمام الجميع، هذا هو الواقع: صحفي ممنوع من التحرك والتغطية في نصف شارع، في نصف شارع فقط وسط مركز المدينة.

ضرب ونشر معلومات شخصية

فيما نشرت الصحفية فاطمة عبد الكريم عبر حسابها على فيسبوك شهادة زميلتها الصحفية نجلاء زيتون والتي تعرضت لاعتداء وحشي من قبل بلطجية السلطة خلال التظاهرات في رام الله.

وقالت عبد الكريم في البوست الذي نشرته مصحوباً بصورة الصحفية نجلاء وعلى يدها أثار الضرب: "الاسم نجلاء زيتون. المهنة صحافية.. الزراق على يدها واحد من عدة مواقع ضربت فيها في جسدها، حيث تم الاعتداء عليها خلال تغطيتها للمسيرة الرافضة لقتل الناشط السياسي #نزار_بنات ومن ثم مصادرة هاتفها -غير الذي في يدها- يوم السبت".

وأضافت: "منذ ذلك اليوم وهي لا تشعر بالأمان للنوم في بيتها، واليوم بدأ بعض عناصر الأمن نشر صورها ومحادثاتها الخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

وتابعت: "أنحني احتراما لصلابتك في تقديم افادتك امام مكتب المفوض السامي لحقوق الانسان والهيئة المستقلة لحقوق الانسان ومؤسسات حقوقية اخرى، والدفاع عن حرية الصحافة رغم كل ذلك.

وختمت بالقول: طوبى لنساءك فلسطين، خصوصا وهن يتعرضن للقمع خلال مشاركتهن او عملهن في تغطية المسيرات الاخيرة بهدف ثنيهن عن المشاركة السياسية.

إغلاق