بالفيديو: استمرار الاشتباكات في الخليل والسلطة تفشل في توفير الأمن للمواطنين

بالفيديو: استمرار الاشتباكات في الخليل والسلطة تفشل في توفير الأمن للمواطنين

الضفة الغربية – الشاهد| تواصلت الاشتباكات العائلية المسلحة في مدينة الخليل، لليوم السادس على التوالي، وسط فشل من قبل أجهزة السلطة في فرض النظام وتوفير الأمن للمواطنين الذين يعيشون في حالة من الرعب على مدار أيام.

وأظهرت مقاطع مصورة فجر اليوم الأحد، عمليات إطلاق نار كثيفة بين عائلتي الجعبري والعويوي في المدينة على خلفية مقتل الشاب باسل الجعبري على يد مسلح من عائلة العويوي على خلفية ثأر قديم.

فيما أقدمت سيارة تقل عدد من المسلحين على إطلاق النار تجاه مخبز السنابل التابعة لعائلة الجعبري في المدينة، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

استغلال السلطة للفوضى

وقد أثار الموقف المتفرج لأجهزة السلطة مما يجري من أحداث في مدينة الخليل بين عائلتي الجعبري والعويوي، حالة من الاستغراب والتساؤل من قبل المواطنين، عن أهداف السلطة من موقفها ذلك، لا سيما وأن جميع الأحداث تتم تحت نظرها دون أن تحرك ساكناً.

مصادر خاصة من مدينة الخليل كشفت لـ"الشاهد" أن السلطة لم تدفع فعلياً بقوات يمكنها من السيطرة على الخلاف الكبير بين العائلتين، ناهيك عن أن القوات القليلة التي وصلت الخليل تنتشر في بعض المفترقات دون أن تحرك ساكناً تجاه أعمال التخريب والحرق وإطلاق النار على منازل المواطنين.

وأوضحت المصادر أن عملية انتشار بعض عناصر السلطة في الخليل لا توحي بالمطلق أن الانتشار وفق خطة أمنية تهدف إلى السيطرة على شجار كبير، بل هو انتشار من أجل الظهور الزائف بأن السلطة وأجهزتها تحاول السيطرة على الشجار وحماية المواطنين.

المصادر أكدت أن المعلومات التي وصلت من قيادة السلطة في رام الله إلى محافظ الخليل جبرين البكري وقادة أجهزة السلطة بالمدينة، بأن لا يتدخلوا في إنهاء الخلاف أو السيطرة على عمليات الحرق وإطلاق النار وتحديداً في المناطق التي تسيطر عليها السلطة.

وشددت المصادر على أن الهدف من ذلك هو إبقاء الخلاف بين العائلتين أكبر مدة ممكنة بهدف حرف الأنظار عن الاحتجاجات التي يشهدها الشارع بشأن قضية اغتيال نزار بنات، والتي تصل ذروتها يوم السبت من كل أسبوع.

انكشاف الخطة

الشارع الفلسطيني وقواه في الضفة والتي تعي ما تخطط له السلطة، دعت إلى تظاهرات حاشدة على دوار المنارة وسط رام الله يوم الإثنين المقبل في تمام الساعة السادسة مساءً، والذي يوافق اليوم الأربعين لجريمة اغتيال الناشط والمعارض السياسي نزار بنات، للمطالبة بمحاسبة قتلته.

عائلة بنات والتي أعلنت مؤخراً أن السلطة تحاول حرف الأنظار عن الجريمة، اتهمت أجهزة السلطة بتوظيف حسابات على منصات التواصل الاجتماعي من أجل النيل من الشهيد نزار ومن عائلته، مؤكدة على أنه سيتم محاسبة الذباب الالكتروني وكل من نال من الشهيد او العائلة عبر الطرق القانونية.

السلطة تتحمل المسئولية

فيما وصف مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الانسان عمار دويك ما يجري في مدينة الخليل من عمليات إطلاق نار وحرق للمحال التجارية بالأمر الخطير، محملاً السلطة وأجهزتها الأمنية المسئولية عما يجري.

وقال الدويك في تصريحات إذاعية مساء أمس السبت: "ما يحدث في مدينة الخليل هو أمر خطير جداً لكنه ليس بجديد، فالظاهرة بدأت تتكرر وتقوى في الضفة منذ عدة سنوات، نتيجة عدة تراكمات واخطاء وتساهل الجهات الرسمية".

وأضاف: التواطؤ من قبل السلطة كان في منحنيين، الأول هو مسألة فوضى السلاح حيث دخلت العائلات الفلسطينية في سباق تسلح وبدأ البعض بتكديس الأسلحة لحماية نفسه دون وجود ضبط، أما المنحى الآخر فهو وجود بعض الظواهر السلبية للأعراف العشائرية، حيث تتسامح معه الحكومة وتشرعنه وتمأسسه في بعض الأوقات من خلال لجان في المحافظات".

وأوضح الدويك أن من بعض مظاهر القضاء العشائري السلبية هي العقوبات الجماعية وإجلاء عائلات من بيوتها وظاهرة ما يسمى بفورة الدم التي يتم فيها استهداف الأملاك بسبب اسم العائلة ورغم ذلك فان السلطة تعلم عن فورة الدم في بعض الاماكن ولا تأخذ إجراءات.

وشدد على أن المؤسسة الرسمية وأجهزة السلطة تتحمل المسؤولية عن كل ما يحدث ويجب فرض هيبة القانون لأن من أمن العقوبة أساء الأدب.

ووصف مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الانسان، عمار دويك مشهد السلم الأهلي اليوم بالخطير، وزادت الخطورة في عام 2020 مع انتشار جائحة كورونا وارتفاع حالات جرائم القتل في الضفة، إلى جانب تفشي العنف والجريمة في الداخل المحتل عام 48.

إغلاق