التنسيق الأمني من وجهة نظر حسين الشيخ تثير الشارع الفلسطيني: قليلاً من الخجل

التنسيق الأمني من وجهة نظر حسين الشيخ تثير الشارع الفلسطيني: قليلاً من الخجل

الضفة الغربية – الشاهد| أثارت تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ حول التنسيق الأمني ردود فعل غاضبة في الشارع الفلسطيني والذي حاول تبريره بأنه "خدمة للقضية الفلسطينية".

وقال الشيخ في تصريحاته: "ذهبنا إلى التنسيق الأمني من قاعدة سياسية على أساس إنهاء الاحتلال، وهو لخدمة القضية الفلسطينية وليس لخدمة الاحتلال، والناس تبالغ في الموضوع، وأنا أقف بقوة إلى جانب الأجهزة الأمنية في القضية".

نزار والتنسيق

واستذكر الجمهور في هذا الجانب الناشط نزار بنات، والذي كان من أكثر الشخصيات في الضفة التي تهاجم السلطة والتنسيق الأمني، والذي دفع حياته ثمن لمواقفه ضد الفساد الذي ينخر السلطة ومؤسساتها، والشخصيات المتورطة به.

السلطة التي نسقت مع الاحتلال لدخول المنطقة التي يتواجد فيها المنزل الذي كان يأوي إليه بنات جنوب الخليل، وأوضحت مصادر أمنية أن المنزل الذي تم اقتحامه من قبل أجهزة السلطة يتواجد في منطقة جبل جوهر جنوب شرق الخليل، والتي هي تحت سيطرة الاحتلال.

ارتباط بالاحتلال

وسبق أن أعلن عضو اللجنة المركزية المفصول من حركة فتح ناصر القدوة أن جزء كبير من أجهزة السلطة مرتبط بالاحتلال، وهو أمر أسوأ من مجرد تنسيق أمني معه كما تروج السلطة.

وقال القدوة في مقابلة ديفيد هيرست مدير تحرير موقع ميدل إيست آي، أن ما يجري من تعاون أمني مخالف للمصالح الوطنية الفلسطينية ومصالح الشعب.

حديث القدوة جاء رداً على مقابلة للمتحدث باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة والتي أكدت خلالها على أهمية التنسيق الأمني مع الاحتلال، مشدداً على أنه مستمر وهو مظهر من مظاهر سيادة السلطة.

سلطة لحماية المستوطنين

وكان مقطع فيديو لمسن فلسطيني أعرب فيه عن غضبه من الدور الذي تقوم به السلطة من تنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: "التنسيق الأمني يضرنا فالجدار ابتلع أراضينا".

وأضاف: "هذه سلطة فلسطينية؟!.. هذه سلطة وطنية إسرائيلية.. السلطة لحماية المستوطنين وليست لنا".

المسن الذي بدأ في حالة غضب وقهر مما تقوم به السلطة من حماية للإسرائيليين وتعاون أمني معهم، أوضح أن الاستيطان ابتلع الأراضي الفلسطيني، مضيفاً "أنا قلبي مقهور يا ابني".

إرجاع الجنود والمستوطنين

وكانت آخر بطولات التنسيق الأمني، ما قامت أجهزة السلطة من تأمين خروج حافلة إسرائيلية تقل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين دخلت مدينة الخليل بطريق الخطأ الأحد الماضي.

وأفاد شهود عيان أن قوات من أجهزة السلطة حضرت إلى الشارع الذي كانت تسير فيه الحافلة، وقامت بتأمين خروجهم إلى طريق تابعة

وأوضحت قناة كان الإسرائيلية أن الحافلة كانت تقل جنوداً من لواء جولاني، وفوراً حضرت قوات من أجهزة السلطة وقادتهم لخارج المنطقة دون أي أحداث.

سلوك متواصل

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن قوة من أجهزة السلطة أعادت الأسبوع الماضي، للارتباط العسكري الإسرائيلي إسرائيليتين بعد دخولهما رام الله دون تنسيق.

وقالت الصحيفة، إن شهود عيان فلسطينيين شاهدوا أجهزة السلطة في رام الله وهي تقوم بإعادة الإسرائيليتين بعد أن دخلتا بسيارتهما مخيم الأمعري، وكانتا في حالة سيئة بسبب إكثارهما من شرب الكحول.

وأوضحت أن أجهزة السلطة حضرت إلى المكان ونقلت الإسرائيليتين إلى حاجز بيت ايل شمالي رام الله، وسلمتهن لجيش الاحتلال.

في حين، ذكرت الإسرائيليتان في البداية أن إسرائيلية ثالثة تتواجد في المخيم، لكن أجهزة السلطة بذلت جهودًا كبيرة، وفق الصحيفة، في البحث عنها دون فائدة؛ ليتبين لاحقًا أن القصة مختلقة.

التنسيق الأمني خيانة

وسبق أن أكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبرين أن التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال هو أمر مرفوض يأباه ديننا الإسلامي، ويتعارض مع المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، ويجب أن يتوقف.

وقال صبري خلال خطبة الجمعة، منتصف الشهر الماضي: "هل حدث عبر التاريخ الفلسطيني أنّ قيادة فلسطينية قد سبق لها أن نسقت مع قوات احتلالية؟ لماذا لم نسمع أي صوت يعارض هذا التنسيق الذي جلب علينا الويلات؟".

تقدير إسرائيلي

تصريحات الشيخ تتناقض مع ما ذكرته صحيفة معاريف الإسرائيلية  والتي قالت في مايو الماضي، إن المؤسسة السياسية والعسكرية والأمنية تقدر جهود السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية في خفض التوتر والاحتكاكات بالضفة الغربية خلال الحرب التي شنت على قطاع غزة في 10 مايو الماضي.

وقالت الصحيفة في تقرير مطول لها عن نتائج العدوان على غزة إن أجهزة السلطة قامت بما يلزم لخفض التوتر ومنع تفجر الأوضاع بالضفة، لا سيما وأن حماس كانت تخطط لذلك.

هذا وكان قادة أجهزة السلطة قد وعدوا المبعوثين الأمريكيين الذين حضروا إلى المقاطعة وكذلك المسئولين الإسرائيليين بأنهم لن يسمحوا بأن تقوم ثورة أو انتفاضة في الضفة الغربية.

إغلاق