جيروزالم بوست: خطاب السلطة تجاه الاحتلال سيء لكن أفعالها ضد الفلسطينيين

جيروزالم بوست: خطاب السلطة تجاه الاحتلال سيء لكن أفعالها ضد الفلسطينيين

رام الله – الشاهد| قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، إن هناك تناقضا ما بين خطاب السلطة الفلسطينية في العلن وما بين أفعالها على أرض الواقع.

 

ونقلت الصحيفة، في عددها الصادر اليوم السبت، عن دبلوماسي غربي مقيم في رام الله، قوله إن "خطاب السلطة تجاه إسرائيل سيء، لكن أفعالها على الأرض وخاصة التنسيق الأمني مع الاحتلال جيد".

 

 واستدلت الصحيفة بحادثتين على ما سبق، أولهما، رصد مستوطنتين في وقت متأخر من الليل داخل مخيم الأمعري، وبمجرد إبلاغ الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن وجودهن، "هرعت قوات الأمن الفلسطينية ورافقتهن وحمتهن وسلمتهن لجيش الاحتلال".

 

والحادثة الثانية، وقعت في الخليل، حيث "قامت قوات الأمن التابعة للسلطة بمرافقة حافلة تقل جنوداً من جيش الاحتلال الإسرائيلي دخلت الخليل عن طريق الخطأ إلى خارج المدينة، ولم يصب أحد بأذى ولحقت أضرار طفيفة بالحافلة نتيجة رشق الحجارة من الفلسطينيين".

 

وتقول الصحيفة، إن الحادثتين كان يمكن أن تنتهيا بحدث أمني لولا تدخل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، التي منعت تعرض الجنود والمستوطنتين لأي أذى، وعدم قيامها بذلك كان يمكن أن يساهم في تدهور خطير للعلاقات بين السلطة والاحتلال.

 

وفقا لـ"جيروساليم بوست"، يبدو أن حكومة نفتالي بينيت والسلطة يتجهون نحو شكل من أشكال التقارب، بالإضافة إلى التنسيق الأمني ​​المستمر، ويتجلى ذلك في لقاء الوزراء الإسرائيليين وشخصيات لدى السلطة الفلسطينية مؤخرًا للمرة الأولى منذ عدة سنوات.

 

وكشفت الصحيفة، أنه "لم يتم الإعلان عن معظم الحالات التي تتعلق بإسرائيليين متواجدين في المنطقة المصنفة (أ)، ربما من أجل تجنب إحراج السلطة، وفي كل مرة يعلم الفلسطينيون أن السلطة الفلسطينية (أنقذت) مستوطنين إسرائيليين في المنطقة (أ)، فإنهم يتهمون السلطة الفلسطينية بـ العمل كمقاولين للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية".

 

واعتبرت الصحيفة، أن "حركتي حماس والجهاد الإسلامي تشكلان تهديدا مباشرا للسلطة دون الوجود الإسرائيلي في الضفة، كما ويضمن التنسيق الأمني ​​استمرار تدفق الأموال إلى السلطة الفلسطينية من الأمريكيين والأوروبيين والأطراف الدولية الأخرى".

 

وترى الصحيفة، أن حكومة بينيت وإدارة بايدن، تعملان على بقاء الرئيس عباس متمسكا بالسلطة، "وإذا تم استئناف محادثات السلام مع الاحتلال سيواجه عباس ردود فعل جذرية من الفلسطينيين".

 

الأمن أولا

وكانت صحيفة "إسرائيل أوف تايمز"، نقلت عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تذكر اسمه أن حكومة نفتالي بنيت تسعى لتقديم أجهزة GPS لأجهزة السلطة في الضفة من أجل خلق واقع أمني يكون التحكم فيه بشكل أفضل.

وأشار المسؤول الإسرائيلي الى أن حكومته تنظر في قائمة احتياجات قدمتها أجهزة السلطة لشراء معدات تشغيلية إضافية وفي مقدمتها أجهزة الـ GPS، منوهاً إلى أن المهمة الأسهل للحكومة الإسرائيلية هو تعزيز السلطة بالضفة في ظل انسداد أفق المفاوضات مع حماس في القاهرة.

 

وقال المسؤول: إن وزارة الجيش تدرس أيضا ما إمكانية السماح ببطاقات هوية فلسطينية لنحو 7000 فلسطيني غير مسجلين للعيش في المنطقة (ج ) بالضفة الغربية، الخاضعة أمنياً لـ"إسرائيل".

 

وكشفت الصحيفة أن بينيت سمح لمسؤولين إسرائيليين كبار في إجراء ما لا يقل عن ست مكالمات هاتفية واجتماعات مع نظرائهم الفلسطينيين منذ أن أدى اليمين الدستورية قبل أقل من شهرين.

 

المال مدخل المفاوضات

وكان خبير إسرائيلي توقع أن تزداد خطورة الوضع المتردي الذي وصلت إليه السلطة الفلسطينية، بعد ضعف مكانة رئيسها محمود عباس.

وذكر الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، آفي يسسخروف، في مقال نشر بـ"معاريف" العبرية، إن هناك حديثا متواصلا حاليا حول استقرار السلطة الفلسطينية، ويشير الكثير من الخبراء والمحللين إلى ضعف دراماتيكي في مكانة عباس بين الجمهور؛ خاصة بعد قتل "خاشقجي فلسطين"، المعارض نزار بنات من الخليل على يد عناصر أمن السلطة.

 

 وأشار إلى أنه بعد قتل بنات "تجري منذ ذلك الحين مظاهرات واحتجاجات ضد عباس"، لافتا الى أنه مع هذا الأمر، تعاني السلطة من وضع اقتصادي صعب ومتفاقم، يجعلها "تقف على شفا الانهيار".

 

 وأوضح يسسخروف، أن حركة فتح وأجهزة أمن السلطة تواصل السيطرة على الوضع، حتى وإن كان جزئيا، كما أن الوضع الاقتصادي والسياسي للسلطة تمر بأزمة تتشكل من عدة عناصر؛ مثل ضعف جباية الضرائب بسبب كورونا، وتوقف المساعدات العربية وخاصة من الخليج، وأيضا توقف الدعم الأوروبي للميزانية وللبنى التحتية.

 

تقوية السلطة

وكانت القناة 12 الإسرائيلية، أرجعت السبب في تقديم السلطة لقائمة مطالب للإدارة الأمريكية الجديدة من أجل الدخول مجدداً في مفاوضات مع حكومة الاحتلال إلى محاولتها استعادة كرامتها المفقودة بعد حرب غزة الأخيرة.

وقالت القناة إن معركة غزة الأخيرة رفعت من رصيد حركة حماس شعبياً، وفي المقابل أظهرت السلطة ومحمود عباس كسفن فارغة.

 

ورأت القناة أن السلطة تحاول من خلال قائمة المطالب، أن تقدم نفسها كطرف قادر على المبادرة وممارسة الضغط السياسي على حكومة الاحتلال، بما يتماشى مع المتغيرات في الشرق الأوسط.

 

وبحسب القناة فإن الإدارة الأمريكية الجديدة بعثت في قيادة السلطة آمالاً متجددة، وربما مبالغاً فيها وهو ما يفسر تقديم السلطة لقائمة المطالب التي لا يمكن لحكومة الاحتلال الموافقة عليها.

 

وتشمل قائمة المطالب التي قدمتها السلطة للإدارة الأمريكية في منع التوسع الاستيطاني، إطلاق سراح الدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو، زيادة عدد تراخيص العمل لدى الاحتلال، توسيع صلاحيات سلطة الجمارك الفلسطينية.

إغلاق