رسوم استراحة أريحا.. حكومة اشتية تتفنن في استغلال حاجة المواطنين

رسوم استراحة أريحا.. حكومة اشتية تتفنن في استغلال حاجة المواطنين

رام الله – الشاهد| لم يكن ينقص المسافرين عبر استراحة أريحا في الطريق الى معبر الكرامة على الحدود بين الضفة والاردن سوى ان تفرض الحكومة رسوما اضافية على دخول السيارات للاستراحة لكي يكتمل مسلسل الاستغلال البشع لحاجات المواطنين من أجل تحصيل ايرادات مالية جديدة للحكومة على حساب المواطنين.

 

وعبر المواطنون عن غضبهم من استمرار الحكومة في نهج فرض الرسوم والضرائب دون وجه حق، معتبرين ان هذا السلوك هو استخفاف بمعاناة المواطنين وتأكيد على فشل السياسيات المالية للحكومة في التخفيف عن المواطنين، في ظل ارتفاع تكاليف السفر وخاصة مع انتشار فيروس كوورنا.

 

 

وكتب المواطن ابو جهاد بدر، ساخرا من قارات السلطة بفرض الرسوم الجديدة على المواطنين دون أي وجه حق، وعلق قائلا: "بطلعلهم الفدائيه اصحاب الطلقه الاولى".

 

أما المواطنة أماني دار يوسف، فأشارت الى ان الخدمات في لاستراحة سيئة جدا، وعلقت بالقول: "ولا طيب مش حاجزين كرسي بجوز ما تلاقوه وقاعدين تحت تكييف مش موجود، وضو مش قوي وبنعس !؟".

 

أما المواطن مهيوب حاج علي، فاعتبر ان صمت المواطنين على هذا السلوك هو الذي يشجع الحكومة على فرض مثل هذه الرسوم، وعلق قائلا: "انا لو محل الحكومة طالما الشعب هيك حاني راسه وقابل الذل بفرض ال١٠ شيكل على كل سيارة بتدخل كل مدينة وبشكل يومي".

 

أما المواطن وليد قهوان، فتحدث ساخرا بانه لو كان مكان الحكومة لفرض الرسوم على الهواء الذي يتنفسه المواطنون، وعلق بالقول: "مش عارفين كيف يشلحوا هالشعب؟ بكرة بجوز يفرضوا ضريبه على الهواء ؟؟!!".

 

أما المواطنة سائدة الحروب، فتوقع ان تقوم الحكومة بفرض ريبة على كل شيء، وعلق قائلا: "طيب فش اخبار اذا رح يفرضوا ضريبة على كل نفس بناخده ..هيك اربح اشي الهم..مش ضايل النا غير النفس".

 

أما المواطن محمد اسليم، فصب جام غضبه على ما تقوم به الحكومة من فرض للرسوم والضرائب على المسافرين، وعلق بالقول: "ملعون ابو هالاستراحة الي كل يوم وثاني رسوم جديدة".

 

أما المواطن محمود دويكات، فعقد مقارنة بين السفر حول العالم والذي لا تطلب رسوما وهمية مثلما يحدث في المعاب رالتي تسيطر عليها السلطة، وعلق قائلا: "سافر من اي مطار ف العالم . ما بتدفع شيكل . لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. لسنا بخير".

 

اما المواطن ساجد ملواني، فخر من فرض الرسوم الجديدة مشيرا الى ان تلك الرسوم سوف ترتد الى صدر المواطن رصاصا، وعلق بالقول: "هاد عشان حماة الوطن يشترو فيهم كلاشنكوف يحاربوك فيه وقت تطالب بحقوقك ياشعب. بنفس عنا مقامات عليا راتبها صغير ولازم يكبرو".

 

اما المواطن محمد شواهنة، فعبر عن غضبه من سلوك الحكومة، وعلق قائلا: "الله لا يشبعهم ، بخزوا بكل شي، نفسي يعملوا شي منيح للبلد، مش عارفين من وين بدهم يحلبوا هالمواطن الغلبان".

 

المواطن يصرف على الحكومة

أما عضو سكرتاريا الحملة الوطنية لحرية حركة الفلسطينيين، محمد جاد الله، فقال إن "المواطن أصبح مصدر الدخل للحكومة، ولماذا أدفع هذا المبلغ؟ يوجد في الاستراحة موقف مركبات للمسافرين يدفع على المركبة يومياً مبلغ 15 شيكل، لماذا لا تترك زاوية هناك لمن يريد استقبال مسافرين، والعملية كلها لا تستغرق ربع ساعة ربما".

 

وأشار إلى أن الحملة تواصلت مع جهات الاختصاص حول ارتفاع تكاليف السفر، وقال: "نضغط لتخفيف كلفة السفر على الفلسطيني، فحص الكورونا يكلف المواطن 100 شيقل، وعلى المنصة يجب أن يدفع مبلغ 20 دينار، بالإضافة لدفع ضريبة بقيمة 155 شاقل، وطالبنا كثيراً بأن يتم تخفيضها لكن الاحتلال هو من فرض زيادة الضريبة، الأصل أن تكون بقيمة 26 دولار حسب الاتفاقيات".

 

رسوم غير قانونية

وحول الشرعية القانونية لفرض هذه الرسوم، قال المستشار القانوني في ائتلاف "أمان"، بلال البرغوثي، إن "القانون الأساسي الفلسطيني كرس مبدأ أن لا ضريبة ولا رسوم إلا بنص قانوني، لذلك فإن عملية الجباية يجب أن لا تتم إلا بإرادة المشرع الذي يمثل المواطن، لكن للأسف غالباً تفرض الرسوم بشكل مخالف لهذا النص".

 

وتابع: "الثورات التي قامت في أوروبا على خلفية الضرائب والرسوم بشكل جزافي، عندما كان يشعر المواطن أنه خاضع للابتزاز، نأمل على الحكومة أن تعي هذه الحقيقة، ولا تفرض التزامات غير قانونية على الناس، الفلسطيني يدفع الضريبة الأكبر إذا اتفقنا أنها شرعية، فكيف إذا كانت تفتقد للسند القانوني".

 

وأكد أن عدة ممارسات حكومية تفتقر إلى "مبدأ الشرعية القانونية"، وقال: "في بعض الأحيان يستندون إلى المادة رقم 7 في قانون الموازنة العامة، وفقهاء القانون مجمعون على مخالفة المادة للقانون الدستوري".

 

وأوضح: "المادة تتحدث عن إمكانية فرض الرسوم مقابل الخدمات التي تقدم للمواطن، المادة صدرت قبل إصدار القانون الأساسي في 2002، ولا تتحدث عن هذا الشكل من الرسوم والضرائب، بل عن منتجات تقدمها الدولة وبالتالي تتقاضى بدلها، للأسف الشديد يجري استخدام المادة على نحو مخالف للمادة 88 من القانون الأساسي".

 

واعتبر البرغوثي أن "الحكومة غير مهتمة أو مكترثة" بالمبالغ التي تضاف على المسافرين، وأكد أنها "مخالفة للنص الدستوري".

 

وقال: "للأسف الشديد أصبحت المبادئ الدستورية مهدرة تماماً، هذه المسائل تصب في إطار الحرية والحقوق الاقتصادية للمواطن، إذا أخذت مني ضريبة يجب أن تقدم لي خدمات موازية للرسوم، أقلها حقي في الانتخاب والتعبير والتنقل وأن لا يفرض عليَ إتاوات دون أن يكون لها سند قانوني".

 

رحلة عذاب

ويعاني المواطنون في رحلة العذاب للسفر عبر معبر الكرامة الأمرين، حيث تستغل السلطة وبعض الافراد في الجانب الاردني من المعبر حاجة المواطنين للسفر، وأضحى المواطن ضحية الاستغلال الحكومي عبر شهادات التطعيم ورسوم الدخول، واضطراره في بعض الاحيان لدفع رشاوى من اجل تحصيل موعد سفر قريب.

هذه المعاناة دفعت رئيس لجنة فلسطين النيابية في مجلس النواب الاردني النائب محمد جميل الظهراوي، للقول في تصريحات صحفية، "للأسف يجب ان يكون هناك حركة دبلوماسية من السلطة الفلسطينية من خلال وزارة الصحة ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية".

إغلاق