رئيس الـ CIA يصل الأراضي المحتلة وسيلتقي عباس وفرج في رام الله

رئيس الـ CIA يصل الأراضي المحتلة وسيلتقي عباس وفرج في رام الله

الضفة الغربية – الشاهد| وصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية الـCIA  وليام بيرنز، إلى الأراضي المحتلة، وسيلتقي رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بنيت، وكذلك رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس ورئيس جهاز مخابراته ماجد فرج في مدينة رام الله.

الزيارة تأتي على وقع جهود أمريكية لتقوية السلطة ومنع انهيارها، لا سيما في ظل حالة الغضب والرفض الذي يحملها الشارع الفلسطيني تجاه السلطة ورئيسها وأجهزته الأمنية، وتحديداً بعد المعركة الأخيرة مع الاحتلال واغتيال الناشط نزار بنات.

سلطة بلا شرعية

هذا وحذر مسؤول الملف الفلسطيني – الإسرائيلي في وزارة الخارجية الأمريكية هادي عمرو من انهيار السلطة الفلسطينية، وذلك في ظل انتهاء شرعيتها والأزمة المالية والسياسية التي تعاني منها.

وقال عمرو لمسؤولين إسرائيليين التقاهم خلال الشهر الماضي: "السلطة مثل غابة تنتظر أن يشعلها شخص ما"، طالباً منهم اتخاذ خطوات لتقوية حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية.

وأشار مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى شاركوا في المحادثات إلى أن عمرو أكد لهم أنه عاد بقلق شديد من محادثاته في رام الله، قائلاً لهم: "لم أر السلطة الفلسطينية في مثل هذا الوضع السيئ من قبل".

وشدد المسؤول الأمريكي في محادثاته بـ"إسرائيل" أن مزيج الأزمة الاقتصادية في السلطة الفلسطينية والأزمة السياسية الداخلية وانعدام الشرعية العامة للسلطة الفلسطينية يخلق وضعاً خطيراً وغير مستقر.

وأوضح عمرو للمسؤولين الإسرائيليين أنه "إذا لم يكن لدى السلطة المال اللازم لدفع الرواتب فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التدهور وإلى الانهيار في نهاية المطاف"، مقدماً لهم سلسلة من الإجراءات الاقتصادية التي يمكن لـ"إسرائيل" اتخاذها لتحسين وضع السلطة المالي والاقتصادي بشكل سريع.

اتفاق ثلاثي

هذا ووقعت السلطة الفلسطينية على وثيقة سرية لاتفاق ثلاثي مع الاحتلال الادارة الامريكية من أجل تحسين وضع السلطة مقابل تنازلات كبيرة تتعلق بوقف ما يعتبره الاحتلال تحريضا في المناهج الفلسطينية والسماح له بالتدخل في تفاصيل صرف الرواتب وغيرها من النفقات.

وكشفت صحيفة عربي 21 عن أن الاتفاق الثلاثي تم توقيعها بتاريخ 14 تموز/يوليو 2021 بعد زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية هادي عمرو للمنطقة، حيث تضمن جوانب خطيرة تخص الشعب الفلسطيني.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها، التأكيد على أن الوثيقة تكشف أن الإدارة الأمريكية تفرض رقابة مشددة على وسائل الإعلام الفلسطينية، ومناهج التعليم، وإعادة تفعيل لجنة التحريض الثلاثية؛ الأمريكية الإسرائيلية الفلسطينية.

ونوهت المصادر، أنه "تم الاتفاق على أن تقوم لجنة إسرائيلية-أمريكية، بإعداد صيغة حول قانون الأسرى الفلسطينيين، من أجل أن تقوم السلطة بتنفيذه".

اتصالا لمنع الانهيار

وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن اتصالات أمريكية – إسرائيلية بالسلطة لدعم الأخيرة مالياً خشية انهيارها، وقالت الصحيفة الأسبوع الماضي، إن اتصالات غير مباشرة ومفاجئة إلى حد ما جرت في الأسابيع الأخيرة بين الحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة والسلطة لإنقاذ الاقتصاد الفلسطيني.

وأوضحت أن الوضع الاقتصادي اليائس للسلطة الفلسطينية يثير قلق الأمريكيين والإسرائيليين، بسبب تراجع عائدات السلطة الفلسطينية من الضرائب والمساعدات الخارجية، وعجزها المتزايد، حتى البنوك الفلسطينية تخشى إقراضها المزيد من الأموال.

وكشفت الصحيفة أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، ناقش في الآونة الأخيرة سبل ضمان بقاء قيادة السلطة الفلسطينية، ودعم اقتصادها.

وفي سياق متصل، ستبث حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد المقبل باقتراح لزيادة 15 ألف تصريح عمل لعمال فلسطينيين في مجال البناء وهو اقتراح بادر إليه وزير "التعاون الاقليمي" الإسرائيلي عيساوي فريج ووزير الاستيطان زئيف الكين.

تقوية السلطة

وذكر وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، أن مداولات ونقاشات تجري مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لبحث سبل تعزيز وتقوية السلطة الفلسطينية.

وكتب "غانتس" في تغريدة له عبر موقع تويتر قائلاً: "التقيت مع القائم بأعمال السفير الأمريكي في إسرائيل، مايكل راتني، وناقشنا أهمية المبادرات الاقتصادية والاجتماعية لتقوية السلطة الفلسطينية، وكذلك إجراءات بناء الثقة لصالح أمن المنطقة".

وأضاف غانتس: "في مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة، فإن الرابطة التي لا تتزعزع بين الولايات المتحدة وإسرائيل أمر حيوي، سنواصل العمل معًا لمواجهة التحديات المحلية والإقليمية".

منع الانهيار

وقالت القناة 20 العبرية، إن واشنطن تبذل جهودا جبارة بالاشتراك مع سلطات الاحتلال لإنقاذ السلطة من الانهيار بسبب الأزمة الحادة التي تمر بها سواء على صعيد الأزمة الاقتصادية، أو الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عقب جريمة اغتيال الناشط السياسي نزار بنات على أيدي أجهزة السلطة.

وأوضح مراسل القناة 20 للشؤون العربية باروخ يديد، في تقرير نشره عبر القناة، أن ما يزيد من حالة القلق في الأوساط الأمريكية والإسرائيلية هو الزيادة الكبيرة في شعبية حماس وتراجع مكانة السلطة وتفكك فتح وقد تجلى ذلك خلال استطلاعات الراي التي أجريت اثناء الحديث عن الانتخابات في مناطق السلطة الفلسطينية

وأكد وجود اتصالات يومية مكثفة بين وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ مع المسئولين الأمريكيين وسعيه لإحياء المفاوضات وعقد مؤتمر قمة ثلاثية بين "إسرائيل" والولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية، ومطالبته "إسرائيل" تجاوز مراحل أوسلو والدخول فور في مفاوضات الحل النهائي.

وذكر أن تصريحات حسين الشيخ الأخيرة بشأن المفاوضات، تأتي لتعزيز مكانة السلطة لتحقيق المصالح المشتركة الأمنية والاقتصادية بينها وبين "إسرائيل"؛ وهو ما يقوم به وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيسوي فريج على مدار الأسبوعين الماضيين.

وأشار إلى أن زيارة هادي عمر للمنطقة خلال الأسبوع الماضي شكلت ناقوس خطر لإسرائيل وللإدارة الأمريكية ومؤشر على قرب انتهاء عهد عباس وهو ما زاد من قلقها على مستقبل السلطة ومحاولاتها لتعزيز وتثبيت مكانتها قبيل مغادرة أبو مازن الحلبة السياسية.

إغلاق