وزير العدل الأسبق يشن هجوماً لاذعاً على السلطة بسبب مجزرة جنين

وزير العدل الأسبق يشن هجوماً لاذعاً على السلطة بسبب مجزرة جنين

الضفة الغربية – الشاهد| شن وزير العدل الأسبق فريح أبو مدين هجوماً لاذعاً على السلطة الفلسطينية بسبب المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم جنين فجر اليوم الاثنين، وأسفرت عن استشهاد 4 مواطنين وإصابة آخرين بجراح.

وقال أبو مدين في منشور له على فيسبوك مساء اليوم الاثنين: "لو قتلت إسرائيل في قطاع غزة من استشهدوا فجر اليوم في جنين لتلقت ألف صاروخ فدماء ليس بهذا الرخص يا منسقين".

هذا وشهدت مدينة جنين فجر اليوم اشتباكات مسلحة عنيفة بين جنود الاحتلال ومقامين، بعد أن اقتحمت وحدات خاصة المخيم لاعتقال بعض المواطنين.

وتصاعدت في الأشهر الأخيرة عمليات المقاومة في جنين والتصدي لاقتحام قوات الاحتلال بالأسلحة النارية، أدت لاستشهاد عدد من المقاومين، آخرهم الشهيد ضياء الصباريني (25 عاماً) من مخيم جنين، والذي ارتقى شهيدا الأسبوع الماضي متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال قبل أسبوع من استشهاده.

تطبيع على حساب الشهداء

وفي الوقت الذي كان الاحتلال يخطط لإعدام الشهداء، يستمر مسلسل التطبيع الرسمي الذي ترعاه حركة فتح والسلطة مع الاحتلال، عقدت ما تسمى بـ"لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" في منظمة التحرير، السبت الماضي، لقاء تطبيعيًا مع فنانين وأدباء الإسرائيليين في مدينة رام الله.

وجاء اللقاء تتويجا لدعوة قدمها رئيس اللجنة محمد المدني عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، لنحو 20 من الفنانين والأدباء والمخرجين الإسرائيليين.

هذا اللقاء جاء ضمن مجموعة من الانشطة الطبيعية التي عقدتها السلطة وحركة فتح مؤخرا، إذ عقدت لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي، قبل ايام، لقاءً تطبيعيا مع عدد من الصحفيين الاسرائيليين في مقرها في مدينة رام الله.

مجازر متلاحقة

وتأتي المجزرة الأخيرة بعد أكثر من شهرين على مجزرة أخرى ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم جنين وأسفرت عن استشهاد 3 شبان بينهم اثنان من جهاز الاستخبارات العسكرية التابعة للسلطة.

والشهداء هم الملازم أدهم ياسر توفيق عليوي (23 عاما)، والنقيب تيسير محمود عثمان عيسة (33 عاما) من جهاز الاستخبارات العسكرية، والأسير المحرر جميل محمود العموري من مخيم جنين، كما أصيب محمد سامر منيزل البزور (23 عاما) من جهاز الاستخبارات بجروح حرجة.

استمرار التنسيق

وأكد خبير عسكري إسرائيلي أن قتل الاحتلال لاثنين من ناصر استخبارات السلطة في جنيين قبل يومين، لن يضعف التنسيق الأمني أو يدفع السلطة لسلوك مغاير لوظيفتها التي تتقنها وهي خدمة الامن الاسرائيلي.

 وذكَّر الخبير أمير بار شالوم في تقرير على موقع "زمن إسرائيل"، بإعلان السلطة في نوفمبر 2020، عودة التنسيق الأمني مع الاحتلال بعد قرابة نصف العام من تقليصه بسبب تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بخصوص احتمال تنفيذ خطة ضم مناطق في الضفة.

ولفت الى أن "الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي اجتمعا في غرفة واحدة، لفهم ما حدث في جنين، وللتأكيد أن ما حصل لن يؤثر على استمرار التنسيق الأمني بشكل وثيق وفعال، لاسيما أن جنين منذ بداية الانتفاضة الثانية، تعتبر مدينة راديكالية جدا، وأرضا خصبة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي والعناصر المسلحة في حركة فتح، وأن السلطة تجد صعوبة بالغة بالعمل فيها، لاسيما في مخيم اللاجئين على تلالها الغربية.

إعادة صياغة أمنية

دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد السلطة الفلسطينية إلى إعادة صياغة العقيدة الأمنية لأجهزتها.

تصريحات خالد والتي جاءت بعد ارتكاب الاحتلال جريمةً في مخيم جنين فجر اليوم أسفرت عن استشهاد 3 شبان وإصابة آخرين واختطاف آخر، غالبيتهم من جهاز الاستخبارات العسكرية، كانوا على مقربة من كمين لقوة خاصة إسرائيلية اغتالت خلاله عضواً في سرايا القدس واختطف آخر.

وأضح خالد أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تداهم ليل نهار مناطق سيطرة السلطة الفلسطينية هي رسالة واضحة بأن الالتزامات الواردة في الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين ملزمة فقط للجانب الفلسطيني الذي عليه أن يتصرف باعتباره وكيلاً ثانوياً للمصالح الأمنية الاسرائيلية.

ودعا خالد في ضوء أحداث جنين الاخيرة ومثيلاتها التي تتكرر مشاهدها كل يوم في جميع مدن وبلدات وقرى ومخيمات الضفة الغربية الى وقف كل اشكال التنسيق الأمني مع سلطات وقوات الاحتلال ، عملا بقرارات المجلس الوطني الفلسطيني وقرارات الدورات المتعاقبة للمجلس المركزي وقرارات اللجنة التنفيذية.

إغلاق