كتب حمدي فرّاج: نفاخر أم نخجل، نضحك أم نبكي ؟

كتب حمدي فرّاج: نفاخر أم نخجل، نضحك أم نبكي ؟

رام الله – الشاهد| كتب حمدي فراج: يلفت النظر كلام السيد حسن نصر الله عن الشاب الفلسطيني في غزة الذي استخدم المسدس عبر ثغرة الجدار واطلق النار من مسافة صفر، قائلا ان هذه "اللقطة" يجب ان تدخل التاريخ.

 

لكن السيد لم يشر الى لقطة أخرى يجب ان تدخل المكان المعاكس للتاريخ المخجل والمخزي للإنسان، من ان المحتلين احدثوا هذه الثغرة ليمدوا من خلالها بندقيتهم كي يقنصوا الفلسطينيين خلف الجدار. أما محللوهم فقد أشاروا الى ان الجدار الذي كلف بناؤه مليارات الدولارات، بدد أمنه فلسطيني بمسدس لا يتجاوز سعره الخمسمائة شيكلا.

 

كثيرة هي مبادرات الفلسطينيين التي تحاكي المعجزات، والتي تشعرهم بالفخر والاعتزاز، لكن منذ اتفاقية اوسلو اصبحنا منقسمون ومختلفون بماذا نفخر وبماذا نخجل، بمعنى آخر اصبح هذا السلوك الايثاري الايجابي الاعجازي شيئا يخجل منه البعض، في حين ان ذاك السلوك الهمجي المخزي الدوني، يفتخر به البعض الآخر.

قتل معارض سياسي في بيته، لا يمكن ان يحظى بقبول اي انسان بغض النظر عن جنسيته او عقائديته او دينه، ومع ذلك بدا المشهد في فلسطين ملتبسا، حتى وصل الامر بمن يعبر عن شجبه او انتقاده لهذا السلوك الدموي، يفقد وظيفته، كما حصل مع وزير الثقافة السابق الذي فصل من وظيفة امين المكتبة الوطنية وتم تعيين بديلا له لم يشجب ولم يستنكر، ويزيد ليس ندما على قتل الحسين، نقطة اول السطر.

 

التنسيق الامني مع المحتل واعتباره مقدسا، أمر تجمع غالبية مكونات المجتمع على رفضه، او على الاقل ضرورة وقفه، ناهيك انه "تنسيق" من طرف واحد، فمن غير المعقول ان تنسق اسرائيل معنا حول قضاياها الداخلية ومشاكلها الامنية والحزبية والاقتصادية والعسكرية.

 مرسوم الحريات الذي صدر في غمرة الانتخابات المسرحية الهزلية، فعدا عن انه اعتراف غير مباشر اننا نفتقد للحريات، فقد عدنا الى الوراء درجات، واصبحت السلطة "غابة جافة" وفق نائب وزير الخارجية الامريكي، رغم ان مرسوم الغاء الانتخابات لم يتضمن الغاء الحريات، حتى جاء التخريج "العبقري"، من اننا في مرحلة الثورة لا تجوز الانتخابات ولا الحريات ولا الديمقراطية.

 

حملة الاعتقالات الاخيرة في رام الله، بدعوى نيتهم تنظيم مظاهرة، أمر يثير السخرية، اي قاضي يقبل على نفسه النظر في قضية من هذا القبيل؟ الاعتداء بالضرب على الاسير المحرر ماهر الاخرس الذي اضرب عن الطعام ما يزيد على مئة يوم.

 

وكانت صوره وأخباره تحتل الحيز الابرز من وسائل اعلامنا الرسمية وغير الرسمية، حتى اصبح رمزا نفاخر به الدنيا والنضال العالمي، كيف لنفر من افراد اجهزة أمنية يتناولونه بالضرب والركل حتى فقد وعيه اربع ساعات (حسب قوله).

ثمانية معتقلين اضربوا عن الطعام، لسان حال ادارة سجنهم او نظارة توقيفهم: اصلا ليس لدينا طعام نقدمه لهم. اسرائيل الدولة الغاشمة لم تقدم على اعتقال شخص واحد على خلفية رأيه طوال عمرها.

إغلاق