مفكرون وشخصيات سياسية: النهج القمعي للسلطة قطع صلتها بالشعب الفلسطيني

مفكرون وشخصيات سياسية: النهج القمعي للسلطة قطع صلتها بالشعب الفلسطيني

رام الله – الشاهد| طالب عدد من الشخصيات الوطنية ومفكرين سياسيين، السلطة بكف يدها القمعية عن الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن قيادة السلطة باتت على قطيعة تامة مع التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني والحركة الوطنية الفلسطينية.

 

وذكر البيان الذي حمل توقيع عدد منهم، اليوم الاثنين، أن قيادة السلطة وهي ذاتها قيادة المنظمة وفتح، تؤكد تمسكها بنهجها التسلطي، الذي تتشبّه به بالأنظمة السلطوية العربية، المعادية للحرية والديمقراطية، ولدولة المؤسسات والقانون والمواطنين، وذلك بتعمدها بين فترة وأخرى اعتقال أصحاب الرأي الأخر، وقمع الحراكات الشعبية المشروعة.

 

وقال البيان: "إن القيادة الفلسطينية في ذلك تؤكد قطيعتها مع التاريخ النضالي للحركة الوطنية الفلسطينية، وانقلابها على طبيعتها كحركة تحرر وطني، بتشبّثها بواقعها كسلطة تحت الاحتلال، وتنكّرها للروح الوطنية والكفاحية عند شعبنا الفلسطيني، وبث روح الإحباط والخنوع فيه، بدل بث روح الكفاح والانتصار للحرية والكرامة".

 

تهميش المنظمة

وأضاف: "لم تكتف القيادية الفلسطينية بتهميش منظمة التحرير، وهو ما تمثل مؤخرا بضرب عرض الحائط بقرارات المجلسين الوطني والمركزي القاضية بوقف التنسيق الأمني، ومراجعة طبيعة علاقاتها بإسرائيل، وإنما فاقمت ذلك بحلّ المجلس التشريعي، والهيمنة على السلطة القضائية، ثم بتراجعها عن تنظيم الانتخابات، ووأدها كل الجهود الرامية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية".

 

وأكد أن هذه السياسات لا تخدم شعب فلسطين، وهي دلالة على أفول كياناته السياسية السائدة ودلالة على عمق الأزمة التي تطال تلك الكيانات، في بناها وخطاباتها وسياساتها وخياراتها.

وقال إنه يدين تلك السياسات، ويدين معها بشدة سياسات قمع الحراكات الشعبية المطلبية والوطنية، ومصادرة الرأي الأخر، وتقييد الحريات، واعتقال أصحاب الرأي، معبرا عن استغرابه من صمت قادة في المنظمة والسلطة والفصائل، ومن الكتاب، الذين طالما تغنوا بأنهم يكتبون بـ"الدم من أجل فلسطين".

 

وأكد أن ما يجري يؤكد مجددا، الارتباط الوثيق بين الطبقة السياسية المسيطرة في المنظمة والسلطة والفصائل وسياسات القمع والفساد والخنوع أمام إسرائيل الاستعمارية والاستيطانية والعنصرية.

 

إنهاء الاعتقال السياسي

وأشار الى أن شعب فلسطين كان قبل قيام السلطة أكثر قوة وتصميما وتحررا ووحدة في النضال ضد إسرائيل منه بعد قيامها، موضحا أن إحدى اهم مشكلات الحركة الوطنية هو الانفصام في الفكر السياسي الفلسطيني بين مفهومي التحرير والحرية، إذ الحرية لا تتجزأ، ولا حرية لوطن بدون حرية المواطنين.

 

وقال البيان إن الموقعين عليه يرفعون أصواتهم عاليا ضد تلك السياسات، مشيرا الى أنهم سيعززون حراكاتهم من أجل إقفال ملف الاعتقال السياسي نهائيا، واحترام حرية الرأي، في الضفة وغزة.

وأضاف: "لا حل للأزمة الوطنية الفلسطينية إلا باستعادة حركتنا الوطنية لطابعها كحركة تحرر وطني، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، من مدخل الانتخابات، وفق رؤية تتأسس على وحدانية الشعب والأرض والقضية والرواية التاريخية".

 

ومن أبرز الموقعين على البيان كل من:ـ ماجد كيالي، أسعد غانم، حنين الزعبي، خالد الحروب، ليلي حبش، عوض عبد الفتاح، سعاد قطناني، أحمد البرقاوي، بكر عواودة، ساري حنفي، أريج صباغ الخوري، جابر سليمان، ناديا نصر ـ نجاب، يوسف سلامة، عبده الأسدي، محمد إبراهيم، يوسف سلامة، مصطفى الولي.

 

قمع واعتقال

وكانت أجهزة السلطة قمعت وقفة احتجاجية خرجت الى دوار المنارة وسط مدينة رام الله، للتنديد بجريمة اغتيال الناشط نزار بنات، واعتقلت عددا كبيرا من المشاركين فيها بعد أن اعتدت عليهم بالضرب.

 

موجة استنكار ورفض

وتسبب قمع المشاركين واعتقال بعضهم الى موجة تنديدات واستنكار بين الفصائل الفلسطينية ومؤسسات حقوقية وأهلية، حيث اتهموا أجهزة السلطة بالإساءة للعديد من الرموز الوطنية والأسرى المحررين، وما يمثله ذلك من إساءةً للقضية الوطنية ويشكل مراكمةً للتجاوزات الخارجة عن العرف الوطني.

 

إغلاق