كاتب اسرائيلي: غانتس ألقى لعباس عظمة على شكل رزمة وعود فارغة

كاتب اسرائيلي: غانتس ألقى لعباس عظمة على شكل رزمة وعود فارغة

رام الله – الشاهد| قال الكاتب الإسرائيلي المعروف تسفي بارئيل، أن وزير جيش الاحتلال بيني غانتس قدم لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رزمة فارغة من الوعود التي لن تقدم ولن تؤخر بشأن الوضع القائم بين السلطة والاحتلال.

 

وأشار في مقال كتبه في صحيفة "هآرتس" العبرية، الى أن تلك الوعود الفارغة التي أطربت عباس خلال لقاءه بغانتس لن تبني الثقة بين الطرفين، لافتا الى أن كل ما فعله الوزير الاسرائيلي هو إلقاء عظمة لعباس.

 

واعتبر الكاتب أن جعجعة اللقاء كانت أكثر انتشارا من طحن الاجراءات الحقيقية على الارض، موضحا أن اللقاء ترك ذيلاً من الغبار؛ قرض بمبلغ نصف مليار شيكل، وتسوية وضع آلاف العائلات الفلسطينية، ومنح ألف رخصة بناء في مناطق "ج"، وإضافة تبلغ 15 ألف تصريح عمل.

 

وأشار الكاتب إلى أن تصاريح العمل ليست بالأمر الجديد، "فحكومة بينيت قررت ذلك في بداية آب/أغسطس الماضي، وبالأساس بعد النقص في عمال البناء في "إسرائيل"، وعباس سبق أن قرأ هذه الأخبار المثيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وهو ليس بحاجة لساعي بريد يفتح له هذه الهدية ويعرض عليه ما بداخلها".

 

وتساءل برئيل: "من هي العائلات السعيدة التي ستحصل على لم الشمل؟"، منوهة إلى أن "التجربة تدلل على أن العملية طويلة ومتعبة، فالمعايير غير واضحة، والقرارات اعتباطية، وترتبط بمصادقة جهاز "الشاباك" بالطبع، رغم أن الكثيرين ممن طلبوا لم الشمل يمكثون في الضفة منذ سنوات طويلة بصفة سائح، و"إسرائيل" على أي حال لن تتنازل عن سيطرتها المطلقة على الديموغرافيا الفلسطينية في المناطق."

 

عظمة واهية

وبحسب الصحيفة، فإن "العظمة" التي ألقى بها غانتس لعباس لا يمكن أن تكون أساسا جديدا للثقة بين الطرفين، طالما "أن السكان الفلسطينيين يتعرضون لزيارات ليلية من قبل الجيش، والجيش يساعد المستوطنين على إقامة بؤر استيطانية، والجيش يدعم كل إطلاق نارٍ لقتل الفلسطينيين، إضافة لهدم البيوت بشكل وحشي، وعدم تمكن الفلسطينيين من الحركة بحرية بين المحافظات في الضفة وبين الضفة وقطاع غزة."

 

ونوهت "هآرتس" إلى أن "خطوات غانتس وبينيت تستهدف بناء الثقة مع إدارة جو بايدن، مقابل تجميد أي عملية سياسية، والموافقة بصمت من قبل الولايات المتحدة على عدم الدفع قدما بتطبيق حل الدولتين، في حين تعود تل أبيب إلى فكرة السلام الاقتصادي، وربما ستعرض نسخة باهتة من "صفقة القرن" لدونالد ترامب".

 

ونبهت بأن "بايدن لم يعرض أي رؤية لحل النزاع أو أي مبادرة لاستئناف المفاوضات، لقد تحول لشريك ممتاز لحكومة بينيت، الذي قال: "لن نقوم بضم أراضٍ، ولن نقيم دولة فلسطينية".

 

ولفتت الصحيفة إلى أنه "مع هذا الشعار، لا يمكن بناء الثقة مع الفلسطينيين، وبالتأكيد لا يمكن تعزيز السلطة أمام حماس، علما بأن غانتس صرح بأنه "كلما أصبحت السلطة أقوى، حماس ستصبح أضعف، وكلما كانت لها سلطة أكثر، سيكون هناك المزيد من الأمن، ونحن سنضطر إلى العمل بشكل أقل".

 

وكان غانتس أكد أن من مصلحة الإسرائيليين أن تكون السلطة الفلسطينية في الضفة قوية في مقابل ضرب وإضعاف من أسماهم بـ"المتطرفين".

تصريحات غانتس التي جاءت صباح اليوم جاءت في معرض رده على الانتقادات التي وجهت له داخلياً على خلفية لقائه رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس في مقر المقاطعة برام الله قبل أيام.

إغلاق