الجبهة الديمقراطية: عباس يراهن على الاحتلال لتسويق لوهم السلام الاقتصادي

الجبهة الديمقراطية: عباس يراهن على الاحتلال لتسويق لوهم السلام الاقتصادي

رام الله – الشاهد| أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن مراهنة رئيس السلطة محمود عباس على إجراءات بناء الثقة مع الاحتلال هي انزلاق خطير نحو وهم السلام الاقتصادي الذي يُجمع الكل الفلسطيني على أنه تكريس لواقع الاحتلال وشطب للمشروع الوطني.

 

وقالت الجبهة في بيان صحفي، اليوم الخميس، إن التزامن بين إجراءات بناء الثقة والتسهيلات الاقتصادية والاجتماعية المزعومة من جانب الاحتلال مع السلطة  الفلسطينية، واستمرار العدوان الإسرائيلي على شعبنا والتنكر لحقوقه المشروعة لهو أكبر دليل على أن كل ذلك هو على حساب المشروع الوطني والمزيد من تآكله.

 

وشددت على أن هذه الاجراءات المزعومة تأتي في ظل وتهويد القدس ونهب الأرض وحصار غزة، والاعتقالات والتنكيل بالأسرى وحرمانهم من أبسط الحقوق، ومواصلة التنكيل بالمواطنين في بيوتهم وقراهم وعلى الحواجز والاعتداءات المستمرة على الأقصى، وهدم المنازل وتدمير المزروعات الفلسطينية وخاصة في الأغوار، وسياسة الاغتيالات كما حدث بالأمس القريب في اغتيال الشاب رائد جاد الله في قرية بيت عور التحتا.

 

واعتبرت أن كل هذه السياسات العدوانية تجاه شعبنا، تظهر بوضوح الطبيعة الوهمية لما يسمى إجراءات بناء الثقة والخطأ الفاحش الذي تقع فيه قيادة السلطة بالمراهنة على النوايا الأمريكية والإسرائيلية.

 

واكدت على أنه لا سبيل للنهوض بالمشروع الوطني والخروج من الأزمة الراهنة إلا من خلال مغادرة  نهج أوسلو الذي تنكر له الاحتلال منذ زمن طويل، والالتزام بقرارات المجلس الوطني واجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في سبتمبر الماضي.

 

وذكرت أن هذه القرارات تتمثل في وقف التنسيق الأمني وإعادة النظر بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال وخاصة اتفاقية باريس الاقتصادية، والعودة للحوار الوطني الجاد وإجراء الانتخابات واستعادة الوحدة الوطنية، والتوصل إلى استراتيجية مواجهه شاملة مع الاحتلال وسياساته، وزيادة كلفة الاحتلال المادية والبشرية والسياسية.

 

رزمة فارغة

وكان الكاتب الاسرائيلي المعروف تسفي بارئيل، قال إن وزير جيش الاحتلال بيني غانتس قدم لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس رزمة فارغة من الوعود التي لن تقدم ولن تؤخر بشأن الوضع القائم بين السلطة والاحتلال.

وأشار في مقال كتبه في صحيفة "هآرتس" العبرية، الى أن تلك الوعود الفارغة التي أطربت عباس خلال لقاءه بغانتس لن تبني الثقة بين الطرفين، لافتا الى أن كل ما فعله الوزير الاسرائيلي هو إلقاء عظمة لعباس.

 

واعتبر الكاتب أن جعجعة اللقاء كانت أكثر انتشارا من طحن الاجراءات الحقيقية على الارض، موضحا أن اللقاء ترك ذيلاً من الغبار؛ قرض بمبلغ نصف مليار شيكل، وتسوية وضع آلاف العائلات الفلسطينية، ومنح ألف رخصة بناء في مناطق "ج"، وإضافة تبلغ 15 ألف تصريح عمل.

 

وأشار الكاتب إلى أن تصاريح العمل ليست بالأمر الجديد، "فحكومة بينيت قررت ذلك في بداية آب/أغسطس الماضي، وبالأساس بعد النقص في عمال البناء في "إسرائيل"، وعباس سبق أن قرأ هذه الأخبار المثيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وهو ليس بحاجة لساعي بريد يفتح له هذه الهدية ويعرض عليه ما بداخلها".

 

وتساءل برئيل: "من هي العائلات السعيدة التي ستحصل على لم الشمل؟"، منوهة إلى أن "التجربة تدلل على أن العملية طويلة ومتعبة، فالمعايير غير واضحة، والقرارات اعتباطية، وترتبط بمصادقة جهاز "الشاباك" بالطبع، رغم أن الكثيرين ممن طلبوا لم الشمل يمكثون في الضفة منذ سنوات طويلة بصفة سائح، و"إسرائيل" على أي حال لن تتنازل عن سيطرتها المطلقة على الديموغرافيا الفلسطينية في الضفة والقدس".

 

وكان غانتس أكد أن من مصلحة الإسرائيليين أن تكون السلطة الفلسطينية في الضفة قوية في مقابل ضرب وإضعاف من أسماهم بـ"المتطرفين".

تصريحات غانتس التي جاءت صباح اليوم جاءت في معرض رده على الانتقادات التي وجهت له داخلياً على خلفية لقائه رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس في مقر المقاطعة برام الله قبل أيام.

 

إغلاق