كتب وليد عبد الحي: المقاومون الستة وسلطة التنسيق الامني

كتب وليد عبد الحي: المقاومون الستة وسلطة التنسيق الامني

رام الله – الشاهد| كتب وليد عبد الحي: تمكن الليلة الماضية ستة من رجال المقاومة الفلسطينية من "التحرر" من زنازين أحد سجون الاحتلال (سجن جلبوع) عبر نفق حفروه، خمسة منهم من الجهاد الاسلامي وسادسهم من كتائب شهداء الاقصى.

 

ومن المؤكد ان سلطات الاحتلال ستقوم بعمليات تفتيش واسعة ومراقبة للطرق والهواتف وبيوت اقارب المقاومين وخلفياتهم الاجتماعية( من اصدقاء او غيره) وستعمل على الاستفادة من اية معلومة قد تبدو بسيطة لكنها قد تكون دليلا على اماكن هروبهم.. وسيعمل الاحتلال على رصد الطرق الى لبنان وغزة والاردن بل والسواحل الفلسطينية…وكل هذا امر متوقع..

لكني ارى ان الخطورة هي في ان تصدر اوامر الى اجهزة سلطة التنسيق الامني للتتبع المقاومين والمساهمة في اعادة القاء القبض عليهم، وقد يستبعد البعض ذلك ولكني اقرا السجل  " التنسيقي " لأجهزة التنسيق الامني فأجد ما يشير الى:

 

أولا: اكدت عشرات التقارير الاسرائيلية سابقا الدور الفعال لسلطة التنسيق الامني في اجهاض عشرات العمليات المسلحة ضد قوات الاحتلال، وبالتالي ليس في الامر أي جديد.

 

ثانيا: من يوقف دفع رواتب الاسرى والشهداء وترك اسرهم يتضورون جوعا ، لديه كل الاستعداد لكي ينسق جهوده مع الاحتلال للبحث عنهم بخاصة في اماكن يعرفها عملاء التنسيق الامني.

 

ثالثا: مع تزايد التنافس وراء الكواليس بين "نخبة التنسيق الامني"  لوراثة سلطة رئيس مريض، فان عثور احد الاجهزة الامنية على المقاومين الستة او بعضهم سيدعم "اوراق اعتماد"  رئيس هذه الشعبة الامنية  او تلك لدى اسرائيل والولايات المتحدة( ومن لا يصدق ذلك عليه العودة لمذكرات كونداليزا رايس وكيف تم اعتماد الرئيس الحالي ).

 

رابعا: ان الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية ومعهم اسرائيل قد تربط( في مفاوضات وراء ستار) أي مساعدات للفلسطينيين بمدى التزام السلطة ببنود التنسيق الامني وبخاصة في حالات كهذه.

وعليه، من الضروري على التنظيمات وبخاصة الجهاد الاسلامي وكتائب الاقصى(التي تمثل الاتجاه الاصيل لحركة فتح) ان تتوقع حملة اعتقالات بين صفوفها من قبل الاحتلال وسلطة التنسيق الامني للحصول على أي معلومات مهما كانت، لذا ضرورة التوقف عن أي تصريحات الا "التعبوية " فقط ، وعلى المواطنين ان لا يتباهوا "بمعلومات حصلوا عليها بأي شكل من الاشكال.

 

ان احتمال اعادة اعتقال المقاومين امر وارد وبنسبة ليست هينة في ظل الظروف المعقدة جدا من حولهم، ابرزها حجم المعلومات المتوفرة عند الاحتلال وعمق ارتباط اجهزة التنسيق الامني مع الاحتلال، والسياق التاريخي يجعلني ميال وبشكل كبير الى ان الاوامر صدرت لأجهزة التنسيق  الأمني للبحث عنهم وتقديم المعلومات لإسرائيل، أليس  " التنسيق الامني مقدس.. مقدس " ؟.

 

إغلاق