تفاصيل حصرية.. من يقف خلف مسرحية إطلاق النار على منزل ثائر أبو جويعد؟

تفاصيل حصرية.. من يقف خلف مسرحية إطلاق النار على منزل ثائر أبو جويعد؟

الضفة الغربية – الشاهد| أثارت حادثة إطلاق النار على منزل الضابط في جهاز الأمن الوقائي ثائر أبو جويعيد وهو أحد المتهمين بجريمة اغتيال الناشط نزار بنات في دورا جنوب الخليل، العديد من علامات الاستفهام حول المنفذ والأهداف من وراء عملية إطلاق النار.

الحادثة التي كان هدفها الترويع فقط، وطريقة تنفيذها جاءت مشابهة لعملية إطلاق النار على منزل الناشط نزار بنات قبل اغتياله بأيام، والتي هدفت لترويع زوجته وأطفاله على الرغم من معرفة المسلحين بأن نزار ليس موجوداً في المنزل.

تفاصيل حصرية

مصادر خاصة لموقع "الشاهد" كشفت بعض تفاصيل ما جرى والجهة التي تقف خلف عملية إطلاق النار على منزل أبو جويعد، والتي أكدت أن سيارةً توقفت أمام المنزل الساعة 02:30 فجراً، ترجل منها 3 مسلحين ملثمين يحملون في أيديهم بنادق M16 ومسدسات شخصية، وشرعوا بإطلاق النار بشكل كثيف باتجاه المنزل وسيارة كانت تقف أمامه.

وأوضحت المصادر أن المسلحين الذين قاموا بإطلاق النار نفذوا المهمة ببرود أعصاب وكأن جهة ما تقف خلفهم لتحميهم في حال تدخل أحد واعترض طريقهم، مشيرةً إلى أن بعض الدلائل من المكان أشارت إلى المسلحين يتبعون لأحد أجهزة السلطة الأمنية.

وأشارت المصادر لـ"الشاهد" أن عملية إطلاق النار جاءت كرسالة تهديد للمتهم ثائر أبو جويعد الذي أبلغ محاميه وبعض المتهمين معه أنه سيتحدث أمام المحكمة بما جرى يوم جريمة اغتيال الناشط نزار بنات، وذلك بعد أن شعر وبعض المتهمين الآخرين أنهم سيكونون كبش فداء في القضية.

المصادر كشفت أيضاً أن تأجيل محاكمة المتهمين مرتين على التوالي جاء لذات السبب الذي أطلقت فيه النيران تجاه منزل أبو جويعد، وهو الخوف من اعتراف بعض المتهمين بتفاصيل الجريمة لا سيما وأن المحاكمة ستكون على الهواء مباشرةً.

وبينت أن أجهزة السلطة أوصلت خبر إطلاق النار على منزل أبو جويعد لجميع المتهمين في قضية اغتيال بنات لإخافة كل من يفكر بالاعتراف أمام المحكمة بتفاصيل غير التي تم تلقينهم إياها، مشددةً على أن أجهزة السلطة أوصلت لعائلة أبو جويعد أن أفراداً من عائلة بنات هم من أطلقوا النار على المنزل، وطلبت من الصفحات الإلكترونية التابعة لها بترويج تلك الرواية.

تأجيل المحاكمة مرتين

هذا وقررت المحكمة العسكرية في رام الله، صباح الخميس الماضي، تأجيل الجلسة المرتقبة لمحاكمة المتورطين في جريمة اغتيال الناشط السياسي نزار بنات، على يد قوة من أجهزة السلطة.

وقالت مجموعة محامون من أجل العدالة، إنه كان من المفترض أن تعقد المحكمة العسكرية جلستها بتاريخ 21 سبتمبر الجاري، بعد ان تم تأجيلها قبل يومين نظرا لعدم حضور محامي المتهمين.

وجاء التأجيل الثاني لتصبح الجلسة القادمة بتاريخ 27 سبتمبر بناء على طلب وكيل المتهمين الذي ادعى اصابته بفيروس كورنا، وبالتالي عدم قدرته على الحضور للجلسة القادمة للدفاع عن موكليه.

وشهد مقر هيئة القضاء العسكري في رام الله، يوم الثلاثاء الماضي، وقائع الجلسة الأولى لمحاكمة المتورطين في جريمة اغتيال نزار بنات، غير أن القاضي أمر بتأجيل الجلسة بسبب عدم حضور محامي المتهمين، وهو ما دفع عائلة بنات للتشكيك في جدوى تلك المحاكمة التي تقاطعها العائلة.

مماطلة وتسويف

وأكدت عائلة بنات، أن تأجيل محاكمة المتورطين في جريمة اغتيال نزار بسبب غياب المحامي هو "مقدمة للتسويف والمماطلة واللعب على وتر الزمن، تمهيداً للحصول على تنازلات من العائلة، وهو ما ترفضه الأخيرة جملة وتفصيلا".

وقال غسان بنات شقيق الشهيد نزار، إن القضاء مسيس، ويتضح من التأجيل بأن السلطة وعدت القتلة بمكافأة ما، لذلك ما زالوا يلتزمون الصمت حتى الآن".

وتساءل بنات "كيف يفشل النظام السياسي في تأمين محامٍ بديلٍ لقضية بحجم ومكانة نزار؟"، معتبراً ذلك "استهزاءً بمشاعر الشعب الفلسطيني وأرواح الناس.

وأكد بنات رفض عائلته كل ما يصدر عن النظام السياسي القائم بالضفة، لأن المحاكم منقوصة ومجتزأة، مشيراً إلى أن العائلة ستنتظر بعض الوقت كي ترى ما سيصدر عن تلك المحاكم.

حرف الأنظار عن الجريمة

السلطة حاولت منذ اغتيال الناشط نزار بنات حرف الأنظار عن الجريمة لا سيما في ظل حالة الغضب المحلية والإقليمية والدولية مع الجريمة، والتي أظهرت السلطة بصورتها الحقيقة ودفعت بالعديد من الدول والمؤسسات لإدانة السلطة.

وقد أثار الموقف المتفرج لأجهزة السلطة مما يجري من أحداث في مدينة الخليل بين عائلتي الجعبري والعويوي نهاية يوليو الماضي، حالة من الاستغراب والتساؤل من قبل المواطنين، عن أهداف السلطة من موقفها ذلك، لا سيما وأن جميع الأحداث تتم تحت نظرها دون أن تحرك ساكناً.

مصادر خاصة من مدينة الخليل كشفت لـ"الشاهد" أن السلطة لم تدفع فعلياً بقوات يمكنها من السيطرة على الخلاف الكبير بين العائلتين، ناهيك عن أن القوات القليلة التي وصلت الخليل تنتشر في بعض المفترقات دون أن تحرك ساكناً تجاه أعمال التخريب والحرق وإطلاق النار على منازل المواطنين.

وأوضحت المصادر أن عملية انتشار بعض عناصر السلطة في الخليل لا توحي بالمطلق أن الانتشار وفق خطة أمنية تهدف إلى السيطرة على شجار كبير، بل هو انتشار من أجل الظهور الزائف بأن السلطة وأجهزتها تحاول السيطرة على الشجار وحماية المواطنين.

المصادر أكدت أن المعلومات التي وصلت من قيادة السلطة في رام الله إلى محافظ الخليل جبرين البكري وقادة أجهزة السلطة بالمدينة، بأن لا يتدخلوا في إنهاء الخلاف أو السيطرة على عمليات الحرق وإطلاق النار وتحديداً في المناطق التي تسيطر عليها السلطة.

وشددت المصادر على أن الهدف من ذلك هو إبقاء الخلاف بين العائلتين أكبر مدة ممكنة بهدف حرف الأنظار عن الاحتجاجات التي يشهدها الشارع بشأن قضية اغتيال نزار بنات، والتي تصل ذروتها يوم السبت من كل أسبوع.

جرائم مشابهة

مسرحية عملية إطلاق النار على منزل أبو جويعد هي ذاتها كررتها السلطة وأجهزتها مع العديد من النشطاء، والذين كان آخرهم الناشط الحراكي والمرشح عن قائمة طفح الكيل للانتخابات التشريعية فخري جرادات، والذي أطلق مسلحون النار تجاه سيارته فجر الجمعة قبل الماضية، في جنين.

وأفاد شهود عيان أن المسلحون أطلقوا 3 رصاصات من مسدس، تجاه السيارة، ما أدى إلى تضررها، فيما لم تحضر أجهزة السلطة التي يفترض بها أن توفر الأمن إلى مكان الحادث.

كما وأطلق مسلحون مجهولون النار على الأسير المحرر محمود  السويطي -وهو شيق الناشط ضد الفساد فايز السويطي- بعد اقتحام منزل منزله في بيت عوا غرب الخليل فجر الجمعة 4 يونيو.

وأفادت مصادر عائلية أن المسلحين أطلقوا النار بشكل مباشر على الأسير المحرر السويطي وأصابوه بـ 4 رصاصات في أقدامه، أمام زوجته وأطفاله وتم نقله للمستشفى.

إغلاق