مجدداً.. أجهزة السلطة تقتحم منازل عائلات بنات في الخليل

مجدداً.. أجهزة السلطة تقتحم منازل عائلات بنات في الخليل

الضفة الغربية – الشاهد| ذكر عمار بنات أن أجهزة السلطة اقتحمت منازل العائلة جنوب الخليل صباح اليوم الثلاثاء، وقامت بتفتيشها، وذلك في أسلوب أصبح متكرراً تقوم به تلك الأجهزة منذ بدء محاكمة قتلة الناشط نزار بنات.

وأثارت تلك الخطوة غضب المواطنين الذين وصفوا ما يقومون به من دهم واقتحامات بأنها تشابه ما يقوم به الاحتلال بشكل يومي في مدن وقرى الضفة.

ووجه عمار في بوست نشره على فيسبوك صباح اليوم رسالةً إلى محافظ الخليل قائلاً: "إذا كنت قد نسيت فواجب علينا أن نذكرك أنك المسؤول الأول عن اغتيال الشهيد نزار بنات أنت واجهزتك الأمنية في الخليل".

اعتقال حسين

وكانت أجهزة السلطة قد اقتحمت منازل العائلة الأسبوع الماضي، وقامت باعتقال حسين بنات الشاهد الرئيس على جريمة اغتيال نزار جنوب الخليل في 24 يونيو الماضي.

ووجهت نيابة السلطة في الخليل له تهمة حيازة السلاح، ومددت توقيفه 15 يوماً لاستكمال التحقيقات معه.

كما واتهمت النيابة العامة للسلطة في مذكرة صادرة عنها الثلاثاء 28 الماضي، حسين بإطلاق النار على منزل ثائر أبو جويعد الضابط في الأمن الوقائي وأحد المتهمين في جريمة اغتيال نزار بنات جنوب الخليل.

100 يوم على الجريمة

وتأتي انتهاكات أجهزة السلطة بعد مئة يوم على جريمة اغتيال وتصفية الناشط نزار بنات، في جريمة هزت الشارع الفلسطيني، لبشاعتها ومحاولة السلطة إنكار ارتكابها، ناهيك عن حالة الألم والفقد الذي لا تزال تتجرعه عائلته.

الجريمة التي أكدت على الوجه الحقيقي للسلطة تجاه كل من يعارضها، جاءت بعد أسابيع قليلة من خروج الشعب الفلسطيني من معركة قاسية مع جيش الاحتلال، والتي هبت خلالها الجماهير والمقاومة للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، فيما انبرت السلطة وأجهزتها في ملاحقة المقاومين والمتظاهرين.

ففي فجر الـ 24 من يونيو الماضي، تحركت قوة من أجهزة السلطة مكونة من 14 ضابطاً وجندياً يستقلون عدة سيارات مدنية باتجاه المنطقة الجنوبية للخليل، قاصدين منزل لعائلة بنات، أوى إليه نزار وابن عمه حسين للاختفاء عن أعين أجهزة السلطة التي كانت تلاحقه في محاولة لاسكات صوته الذي صدح ضد الفساد وأوجع السلطة وقادتها كثيراً.

البيت الذي يقع في المنطقة ج وتحديداً جبل جوهر حارة الصرصورية احتاجت أجهزة السلطة للتنسيق الأمني مع الاحتلال لدخولها وتنفيذ الجريمة، وما أن وصل القتلة الذين يتبعون لجهاز الأمن الوقائي في الساعة الثالثة فجراً، إلى المنزل متسللين كخفافيش الظلام حتى انتهكوا حرمته ودخوله من النوافذ بعد أن فتحوها بالعتلات وصولاً إلى الضحية الذي كان يغط في نوم عميق.

قام اثنين من القتلة برش نزار وابن عمه الذي كان ينام معه في الغرفة ذاتها بغاز الفلفل ووضع المسدسات على رؤوسهم والطلب منهم بعدم الحركة أو النهوض عن الفرشة، وأثناء ذلك كان أحد القتلة قد توجه إلى فرشة المجني عليه وكان يحمل بيده عتلة حديدية وبعد أن تأكد من هويته قام بضربه على رأسه أكثر من مرة بواسطة العتلة الحديدية ومن ثم انهال عليه بالضرب على باقي أنحاء جسمه.

تشير لائحة الاتهام التي تلتها المحكمة العسكرية التابعة للسلطة قبل أيام، أنه عندما قام أحد المتهمين الذي كان يرتدي فيست عليها شعار الأمن الوقائي وقال لهم "كملو" وفعلا استمروا بالاعتداء عليه ومن ثم قاموا برفعه وضرب رأسه بعامود بناء (شمعة) داخل المنزل، ومن ثم قاموا بإخراج المجني عليه خارج المنزل فوقع منهم على الباب فقاموا بسحبه من أقدامه إلى الخارج واقتياده باتجاه المركبات.

وبعد ذلك وحسب اللائحة، عاد مرة أخرى حوالي خمسة متهمين وقاموا بتفتيش المنزل ومصادرة لاب توب وستاند كاميرا وهاتف وتعود ملكيتها للمجني عليه كانت موجودة في الشقة، وأن المجني عليه لا يستطيع الوقوف على أقدامه أثناء إخراجه من المنزل فقاموا بالإمساك به وأخرجوه إلى المركبة البولو لون سكني مع الاستمرار بالاعتداء عليه خلال إصعاده إلى المركبة.

حفل التأبين

هذا وعقدت عائلة بنات وأصدقاء الناشط الراحل نزار اجتماعاً لوضع اللمسات التحضيرية الأخيرة لحفل تأبين ابنها في 9 أكتوبر الجاري، بساحة المجلس التشريعي بمدينة رام الله.

وكانت بنات، قد حددت في 21 سبتمبر الماضي، مكان إقامة حفل تأبين ابنها، في ساحة المجلس التشريعي بمدينة رام الله في 9 أكتوبر المقبل.

وقالت العائلة في بيان صادر عنها، "عائلة الشهيد نزار بنات تحييكم بتحية الشرف والحرية والكرامة.. تكريماً للشهيد نزار بنات وهذا من عادات وتقاليد أبناء شعبنا الفلسطيني على مدار التاريخ تعلن عائلة بنات والقوى الوطنية والإسلامية والقوائم الانتخابية والحراكات الشبابية عن إقامة حفل تأبين الشهيد نزار بنات في ساحة المجلس التشريعي – رام الله الساعة الرابعة من يوم السبت الموافق 9 أكتوبر 2021".

إعلان العائلة جاء بعد تأجيل مرات عدة بسبب رفض السلطة منحها موافقة على إقامة الحفل في المطاعم والقاعات بمدينة رام الله، وهو ما دفع أصحاب تلك المطاعم والقاعات للاعتذار عن استقبال عقد الحفل.

إغلاق