أمريكا تُمكن لسلام فياض وماجد فرج

أمريكا تُمكن لسلام فياض وماجد فرج

رام الله – الشاهد: يسيطر في أروقة رام الله ومجالسها الحديث عن عمل أمريكا بقوة في هذه الأيام للتمكين لسلام فياض (69 عاما) وماجد فرج (59 عاما) لتولي المشهد بعد غياب الرئيس محمود عباس (85 عاما) عن المشهد، والمتوقع في أي لحظة.

 

ويعد فياض وفرج من أدوات السياسة الأمريكية في الملف الفلسطيني، حيث ساهم فياض في نجاح خطة "كيث دايتون" لصناعة قوة أمنية تؤمن بالعمل لصالح الاحتلال الإسرائيلي تحت مسمى "التنسيق الأمني".

 

كما ساهم فرج في تحقيق الأهداف الإسرائيلية من التنسيق الأمني، عبر الحفاظ على الهدوء في الضفة الغربية بما يسمح بتمدد الاستيطان، إضافة للمساعدة الفعالة في تحقيق اختراقات دولية عبر "التطبيع".

 

بوابة المؤتمر الثامن

وقال سياسي مقرب من المقاطعة في رام الله إن أمريكا تدفع بقوة لتولي سلام فياض رئاسة الشق المدني، عبر تشكيله الحكومة، فيما تدفع باللواء ماجد فرج للسيطرة على المشهد الأمني وتعزيزه بتولي عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح.

 

وأضاف أن الإعلان عن إقامة المؤتمر الحركي الثامن لفتح في مارس 2022 لم يكن مفاجأ، فيما كانت تحضيراته الرئيسية قد انطلقت منذ اعلان الغاء الانتخابات التشريعية قبل خمسة أشهر.

 

المصادر أكدت أن ماجد فرج وحسين الشيخ اقنعا الرئيس بضرورة الإسراع في عقد المؤتمر، لإستبعاد "المنشقين عن صف الرئيس".

 

ووفق المعلومات، فإن الرئيس سيقصي عضو اللجنة المركزية السابق ناصر القدوة عن مواقعه، وسيقلص لأكبر قدر حضور تيار القيادي الأسير مروان البرغوثي من هيئات التنظيم، خاصة المجلس الثوري.

 

شبكة فرج

من جانبه يخطط ماجد فرج للوصول لعضوية اللجنة المركزية، بعد أن نجح في فرض الموالين له خلال انتخابات أقاليم حركة فتح الأخيرة.

 

ونجح فرج في اضعاف خصومه اللواء جبريل الرجوب (68 عاما) واللواء توفيق الطيراوي (72 عاما)، وساهم بشكل فعال في قرار فصل القدوة من المركزية، لكنه قد لا ينجح في ازاحتهم من المشهد بشكل كامل خلال هذا المؤتمر.

 

ومع ذلك، فإن أروقة المقاطعة تتحدث عن الوضع الصحي لماجد فرج، والذي قد لا يسعفه كثيرا في متابعة خططه.

 

أوامر أمريكية

وكان اللواء فرج محور الزيارة التي قام بها مدير المخابرات الأمريكية (سي آي إي) ويليام بيرنز في أغسطس 2021 للمنطقة، والتقى فيها عباس وفرج والمسؤولين الإسرائيليين.

 

وجرى خلال الجولة الحديث عن ضرورة ترتيب انتقال سلس بعد الرئيس عباس.

 

كما شدد بينز خلال لقائه بعباس على رغبة أمريكا "في تعزيز مكانة ماجد فرج خلال الفترة المقبلة، سواءً داخل حركة فتح أو داخل السلطة، خاصة أنه يحمل الأفكار نفسها التي يؤمن بها عباس في الجانب السياسي".

 

 

دحلان الحذر

وفي هذه الأثناء، لا زال محمد دحلان (60 عاما) يسعى لزيادة نفوذه في هيئات فتح، عبر استمالة مفاصل رئيسية فيها. لكنه بات أكثر حذرا لمنع فرج من القضاء على شبكته قبل الوصول للحظة الحسم الحقيقية، حيث سيفجر غياب عباس فوضى كبيرة، تسعى الأقطاب المتناحرة لضمان الزعامة فيها.

إغلاق