خطير.. تعرف على دور عباس في تفكيك مجموعات فارس الليل

خطير.. تعرف على دور عباس في تفكيك مجموعات فارس الليل

الضفة الغربية – الشاهد| بدون مقدمات، سربت السلطة الفلسطينية لائحة التهم الموجهة للعميل عميد عباس رطروط، والتي تشمل الارتباط بالمخابرات الإسرائيلية منذ عام 2005، والمشاركة في اغتيال عدد من قادة مجموعات فارس الليل -إحدى تشكيلات كتائب شهداء الأقصى- في البلدة القديمة بنابلس عام 2007.

وأشاعت فتح والسلطة موجة كبيرة للحديث حول القضية خلال الساعات الماضية، ما يطرح عدة أسئلة مهمة: لماذا الآن تم فتح القضية (سر التوقيت)، ما هو مبرر كشف لائحة التهم والتي لم تتحول لقرار قضائي؟ وما هو دور محمود عباس في تفكيك مجموعات فارس الليل واغتيال قادتها؟.

وجاء اغتيال الاحتلال لقادة فرسان الليل في 16 أكتوبر 2007، وتحديداً قائدها باسم أبو سرية الملقب بـ"القذافي"، بعد زرع العميل رطروط عبوةً ناسفة على سطح المنزل الذي كانا يترددان عليه، وقام الاحتلال بتفجيرها خلال اجتياحه للبلدة القديمة في نابلس.

اغتيال القذافي وبعض رفاقه في مجموعات فرسان الليل جاء بعد أيام قليلة من طلب رئيس السلطة محمود عباس من قادة أجهزة السلطة الأمنية بالعمل الفوري على تفكيك مجموعات فرسان الليل أسوةً بكتائب شهداء الأقصى التي استطاع عباس حلها وسلم مقاتليها أسلحتهم وحصل بعضهم على عفو إسرائيلي.

قيادات فرسان الليل والتي ضمت الشخصيات المقاومة والحقيقية في كتائب شهداء الأقصى رفضت طلب عباس وأجهزة السلطة حلها نفسها وتسليم سلاحها والحصول على عفو إسرائيلي وتعهد بعدم الملاحقة لقياداتها.

تفاصيل المساومة

مصادر فتحاوية كشفت أن عباس أوعز لسلام فياض رئيس الحكومة آنذاك وقادة أجهزة السلطة بالبدء بمساومة مجموعات فارس الليل بتسليم سلاحها والانخراط في أجهزة السلطة على غرار كتائب شهداء الأقصى.

ففي تاريخ 6 أكتوبر 2007، بدأت أولى خطوات المساومة عبر اتصال مباشرة بين محافظ نابلس جمال محيسن وقادة أجهزة السلطة بقادة مجموعات فارس الليل والطلب منهم بشكل صريح تسليم سلاحهم وكذلك تسليم بعض قياداتها لأجهزة السلطة من أجل حمايتهم من الاغتيال لحين الحصول على عفو إسرائيلي لهم.

وأكد محيسن لقادة فارس الليل أنه لا جدوى من استمرار بقائهم في تشكيلات مسلحة بعد قرار عباس وقف المقاومة في الضفة، وهددهم بأن الاحتلال ينتظر نتائج اتصالاتهم مع قادة فارس الليل قبل أن يقوم بعملية عسكرية في نابلس لتصفية واعتقال قادتها ومقاتليها.

وفي ظل الضغوطات والمساومات والتهريب استطاعت أجهزة السلطة في اقناع بعض المقاتلين من تسليم سلاحهم وأنفسهم، مستغلين حالة الخوف والأجواء الصعبة التي أعقبت اغتيال واعتقال الاحتلال بعد قادة ومقاتلي كتائب القسام في البلدة القديمة بنابلس، والذين كانت تربطهم علاقة قوية مع مجموعات فارس الليل.

اغتيال من رفض التسليم

وفي ظل فشل أجهزة السلطة في اقناع غالبية قيادات مجموعات فارس الليل ومقاتليها بتسليم سلاح، وبعد 10 أيام من المساومة، أبلغت أجهزة السلطة الاحتلال بفشلها في اقناع قيادات المجموعات بتسليم أنفسهم، فبدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية بشكل فوري في البلدة القديمة أسفرت عن اغتيال بعض قيادات المجموعات وإصابة آخرين واعتقال البعض الآخر.

وعلى مدار أيام من الاجتياح للبلدة القديمة استمر قادة جهازي الوقائي والمخابرات ومحافظ نابلس في الاتصال على قيادات فارس الليل المحاصرين في البلدة القديمة، لإقناعهم على تسليم أنفسهم وأن الاحتلال أكد لهم أن عرض العفو عنهم ما يزال سارياً رغم الاجتياح.

وفي ظل استمرار قادة المجموعات في رفض تسليم أنفسهم شدد الاحتلال من حصاره وعملية العسكرية، وضيق الخناق على المحاصرين، وشعور المحاصرين أنه لا سبيل إلا بتسليم أنفسهم وسلاحهم، واشترط المحاصرين انهاء العملية العسكرية مقابل تسليم سلاحهم لأجهزة السلطة بعد أيام من انتهاء العملية وليس أثنائها وهم ما تم، وتغنت السلطة وقادة أجهزتها بالقضاء على تلك المجموعات.

العفو الخادع

منح جيش الاحتلال العفو لبعض قادة كتائب شهداء الأقصى وفرسان الليل، ولكن وبعد أشهر قليلة من ذلك العفو، غدر الاحتلال كعادته، فاعتقل البعض واغتال آخرين، ما دفع ببعض المقاتلين إلى العودة للعمل المسلح.

فيما اعتقلت السلطة بعض قادتها في سجن جنيد بزعم حمايتهم، وبعد فترة وجيزة وخوفاً من غدر الاحتلال كما جرى في سجن أريحا واعتقال سعدات ورفاقه، تمكن قادة فرسان الليل الهرب من سجن جنيد.

ورفض قادة فارس الليل الذين فروا من السجن تسليم أنفسهم مجدداً، ما دفع بالسلطة للقيام بعمليات عسكرية في البلدة القديمة لاغتيال بعضهم، واتهم قائد المجموعات مهدي أبو غزالة السلطة بإطلاق النار على سفيان قنديل أحد قادة فارس الليل في محاولة لاغتياله كما واتهم أجهزة السلطة بتنفيذ قرارات أمريكية وإسرائيلية باستهدافهم.

استهداف سيارة محيسن

لم تكتف السلطة بهذا الحد، وعملت على ملاحقة جميع الخلايا الصغيرة لكتائب شهداء الأقصى، وتسليم بعضهم للاحتلال، فتبنت الكتائب الهجوم على سيارة محافظ مدينة نابلس، جمال محيسن، وقالت في بيان حمل عنوان "بدء دور الحساب…وهذه أولى مراحلها"، الهجوم في إطار الرد على حملة أجهزة السلطة على سلاح المقاومين في الضفة الغربية، مشيرة إلى أنه "إذا استمرت ملاحقة عناصر الحركة، فإن الحساب سيطول وسيمتد إلى الرقاب".

وقالت الكتائب آنذاك: يأبى محيسن إلا أن يستمر في وحل العمالة والرذيلة، ويأبى إلا أن يكون مخلصاً لأسياده من الصهاينة والأميركيين، فها نحن نرد عليك بأننا موجودون هنا في هذه الأرض المباركة ولن نسلّم سلاحنا، وسنبقى مدافعين عن كرامة أمتنا وعن شعبنا الذي يذبح ليل نهار على مرأى ومسمع من القريب والبعيد.

وحذرت الكتائب من المساس بعناصرها وأفرادها، وأكدت أن يحاول المساس بمقاتليها فسيكون مصيره مصير العملاء والخونة..

وطالب البيان أفراد أجهزة السلطة بأن لا يطبقوا الأوامر التي تصدر إليهم لملاحقة مطاردي الكتائب ومقاوميها، وهددتهم بأن الدائرة ستدور عليهم كما دارت وستدور على مديريهم، فيما طالبت عباس بالعمل فوراً على إزالة جمال محيسن وتنحيته ومحاسبته ووقف اللقاءات المتكررة مع الاحتلال.

 

لماذا حرق ورقة رطروط الآن؟

تسريب محضر اعترافات رطروط أثار العديد من علامات الاستفهام، لا سيما وأنه معروف لدى أجهزة السلطة منذ سنوات طويلة، الأمر الذي أرجعته بعض المصادر إلى محاولة من السلطة وأجهزتها في التغطية على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها اعتقال خلية جندها ماجد فرج للعمل مع الموساد الإسرائيلي في التجسس على الطلبة الفلسطينيين في تركيا.

هذا بالإضافة إلى محاولة تهدئة الشارع الفلسطيني بعد الجرائم المتواصلة لأجهزة السلطة في أعقاب اغتيال الناشط نزار بنات وما تبعها من عمليات اعتقال وسحل للمواطنين والنشطاء والأكاديميين في الشوارع.

 

إغلاق