قيادات وكوادر فتحاوية: سنغادر قيادة النظام السياسي في أي انتخابات قادمة

قيادات وكوادر فتحاوية: سنغادر قيادة النظام السياسي في أي انتخابات قادمة

الضفة الغربية – الشاهد| يوم بعد يوم تتصاعد الأصوات الفتحاوية المحذرة من اندثار حركة فتح وخسارتها لآخر معاقلها السياسية والمتمثلة في قيادة السلطة، وذلك جراء حالة الفساد واستمرار تسلط القيادة الحالية على الحركة دون إحداث أي تغيير يذكر منذ سنوات طويلة.

آخر الأصوات جاء من القيادي الفتحاوي عبد المجيد السويطي من الخليل والذي حذر من تكرار فتح للأخطاء السابقة في مؤتمراتها التنظيمية من خلال تكرار الوجوه القيادية.

وقال السويطي في منشور له على فيسبوك: "المؤتمر الثامن لفتح.. تغير للقيادات أم تغيير للاستراتيجيات"، وأضاف: "في المؤتمرين الذين عقدا في الوطن السادس والسابع حدثت بعض التغيرات في بعض القيادات ، لكن لم تعطى أية أهمية لتعديل الأنظمة ووضع الاستراتيجيات".

وتابع: "إذا كانت فتح ذاهبة للمؤتمر من أجل لإجراء تعديلات على الأنظمة ووضع استراتيجيات وطنية وانتخاب قيادة غير مصممة مسبقا فستكون امام فتح فرصة للبقاء في النظام السياسي الفلسطيني رغم ما لحق بها من أذى ، ولكن إذا كرست الخطأ للمرة الثالثة في المؤتمر الثامن وفصلت هيئة عامة للمؤتمر  لإعطاء الشرعية لقيادة مفصلة مسبقا ، فإن المتوقع ان تغادر قيادة النظام السياسي في اي انتخابات قادمة".

وختم قائلاً: "على الفتحاوين أن يدركوا أنهم لا يستطيعون الاختباء إلى الابد وراء الذرائع لتأجيل الانتخابات العامة ، وأنهم سيواجهون الجمهور في انتخابات قريبة وقريبة جدا.. آملا أن يكونوا قد استفادوا من دروس الماضي".

إحباط الكوادر

الردود على ما نشره السويطي أظهر حالة من الإحباط والسخط على قيادة حركة فتح الحالية، وقال اللواء سرحان دويكات: "القادم في تصفية جيوب الحركه اعظم لقد بدأت الحرب الاستباقيه لترسيم حدود الحركه على مقاس تحالف الخائفين الخانعين مع راس المال الشريك في الحل الاقتصادي.. ما تبقى من الوطن يمنح هبات لشركاء الطبقه السياسيه على قاعدة تبادليه اعطني الولاء وخذ حصه مما تشاء".

فيما قال خليل زايد: "فتح.. كانت حركة تحرر وطني و ثوره.. انطلقت بعد ان توفرت امامها كل العناصر والاسس و المبادئ اللازمه لقيام الثوره..وبعد السقوط في شباك اوسلو وتتصل إسرائيل من كافة التزاماتها لاقامة الدوله..مع التسليم الفلسطيني باستمرار قيام ..سلطه لادارة الشوءون الاداريه للشعب وترسيخ ذلك على مدى ربع قرن ونيف…انتفت صفة الثوره وحركة التحرر عن ..فتح…ولم يعد هناك اية ظروف ذاتيه او موضوعيه متوفره لتعود حركة فتح الى سبرتها الأولى".

أما جمال الرجوب فعلق قائلاً: "ستكتشف بأن المؤتمرات كانت هي الوصفة الأمثل لإنهاء الحركة التي كنت تعرفها والإتيان بواحدة أخرى لتنسجم مع ما سيطرح في قادم الأيام".

الكادر أبو صفوت من جانبه قال: " أخشى ما أخشاه أن تصبح فتح ذات يوم كجبهة التحرير الجزائرية .علينا أن نأخذ الدروس والعبر من تاريخ الشعوب والثورات .فتح ستكون قوية بالاوفياء من رجالها ،بالحريصين على الوطن والمواطن .الانتهازيون والثوار الكسبة سيقودون فتح إلى الهاوية ،وسنصبح ذات يوم معارضة غير مؤثرة في النظام السياسي ،ان لم نعد لملمة الاوراق المبعثرة ، وإعادة صياغة البرنامج ".

حرد وتجميد عضويات

وسبق أن علق عضو المجلس الثوري لحركة فتح وأحد أبرز قياداتها في جنين أحمد كميل عضويته في حركة فتح بسبب التعيينات الجديدة التي صادق عليها رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس نهاية يوليو، والتي جاءت جميعها من "عظام الرقبة" وليس الكفاءة.

وقال كميل في تصريحات صحفية: "التعيينات الجديدة التي لا تنسجم مع مخرجات الدورة الأخيرة للمجلس، وباختصار لن أكون شاهد زور وما يجري حالياً مخالف لما تم اتخاذه من قرارات بتغيير السفراء وقادة الأجهزة الأمنية والمحافظين إلا أن ما يتم تسريبه عكس القرارات التي اتخذت".

وأوضح القيادي الفتحاوي أن المجلس الثوري للحركة في دورته الأخيرة اتخذ قرارات بإجراء تغييرات شاملة في مختلف المؤسسات.

إقصاء وفصل

وكانت صحيفة العربي الجديد قد ذكرت في 22 يونيو الماضي، أن اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح الذي بدأ أعماله الليلة الماضية، أقصى عدد من الأعضاء الذين شاركوا في قائمة الحرية الانتخابية التي نتجت عن تحالف مروان البرغوثي وناصر القدوة.

وأوضحت الصحيفة أن الإقصاء جاء وسط انتقادات حادة من الكادر الفتحاوي الذي استبق الاجتماع بمطالبات علنية بضرورة عقد المؤتمر الثامن للحركة.

وأقصى المجلس من اجتماعه كلاً من فدوى البرغوثي، زوجة عضو اللجنة المركزية للحركة الأسير مروان البرغوثي، وجمال حويل المقرب من البرغوثي، وفخري البرغوثي الأسير المحرر الذي أمضى 34 عاماً في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وجميعهم أعضاء منتخبون في المجلس الثوري.

 

تراجع شعبية فتح

وأظهرت العديد من استطلاعات الرأي تراجعاً حاداً في ثقة الشارع الفلسطيني بحركة فتح وزعيمها محمود عباس، حيث رأى 14% من المشاركين في الاستبيان إن حركة فتح بزعامة عباس هي الأكثر جدارة بقيادة وتمثيل الشعب الفلسطيني، بينما رأى نحو 53% من نسبة المستطلعين أن حماس هي الأكثر جدارة بقيادة وتمثيل الشعب الفلسطيني.

وأشار الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، إلى تراجع الدعم لرئيس السلطة محمود عباس، رغم أنه يعتبر على المستوى الدولي "شريكا في إعادة إحياء عملية السلام التي وصلت لطريق مسدود منذ زمن طويل".

إغلاق