يوم العار في تاريخ جبريل الرجوب.. 24 عاماً على تسليمه خلية صوريف

يوم العار في تاريخ جبريل الرجوب.. 24 عاماً على تسليمه خلية صوريف

الضفة الغربية – الشاهد| يستذكر الشعب الفلسطيني في مثل هذا اليوم من كل عام الذكرى الأليمة بتسليم جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية للعديد من المقاومين وفي مقدمتهم خلية "صوريف" التي نفذت العديد من العمليات المؤلمة للاحتلال الإسرائيلي وتحديداً قبل 24 عاماً.

الخلية التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس نجحت في أواسط التسعينات بتنفيذ عدة عمليات على مدار أربع سنوات، أدت لمقتل 11 إسرائيلياً، وأسر الجندي شارون أدري وقتلته، واستطاعت إخفاء جثته لمدة سبعة أشهر.

عمل قائد جهاز الأمن الوقائي آنذاك جبريل الرجوب وبكل بقوة على البحث والتحري عن الخلية وتمكن من اعتقال بعض أفرادها، ووضعهم في سجون الوقائي سيئة السمعة، وأذاقهم ألوان العذاب، قبل أن يقوم بخيانة يندى لها الجبين بتسليمهم بطريقة قذرة للاحتلال.

فيما تمكن الاحتلال من اعتقال اثنين آخرين من الخلية وهما أيمن قفيشة ورائد حمدية، ولم ينجح في انتزاع أي اعتراف أو معلومات منهما، في المقابل وجراء التعذيب القاسي والمجرم من قبل أفراد الوقائي تمكن الرجوب من انتزاع العديد من المعلومات المتعلقة بعمل الخلية.

خطة التسليم

وفي الثالث عشر من نوفمبر عام 1997، وبعد أشهر من اعتقال بعض أفراد الخلية قرر الأمن الوقائي نقل قائد الخلية عبد الرحمن غنيمات ورفيقه جمال الهور من سجن الخليل، إلى سجن جنيد في نابلس، رغم مخاطر اعتراضهما من قبل قوات الاحتلال.

وقد نصب جيش الاحتلال كميناً للسيارة التي نقلتهما قرب قرية حوارة، وطلب بمكبرات الصوت من سائق السيارة التوقف، وقبل أن تتوقف، كان المستعربون يطوقون السيارة ويعتقلون من بداخلها وينقلونهم إلى غرفة قريبة لتشخيصهم، ليتم اعتقال عبد الرحمن غنيمات وجمال الهور، في مشهد من الخيانة لم تعتد عليه فلسطين من قبل.

تفاصيل التحقيق مع الخلية

وقبل تسليم الخلية بأيام سرب أفرادها رسالة سرية لقادة حركة حماس في الخارج لوضعهم في صورة ما جرى معهم أثناء التحقيق معهم في سجون الوقائي، وفيما يلي نصها:

"الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أصحابه والتابعين من بعده وبعد: من خلية صوريف التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام والموجود فردين من أفرادها في التحقيق الإسرائيلي وهما: " أيمن قفيشة، ورائد حمدية" وفردين في التحقيق لدى السلطة وهما: "عبد الرحمن غنيمات، وجمال الهور".

وأضافوا في رسالتهم: إلى رجال الحركة الإسلامية، نضعكم في صورة ما حصل معنا نحن الموجودون في التحقيق لدى السلطة الفلسطينية في سجن الخيل:

1. بالنسبة لجثة الجندي "شارون اوري"، فقد تم الاتفاق مع مدير الأمن الوقائي في الضفة الغربية "جبريل الرجوب" مباشرة على أن يتم الكشف عن الجثة من قبلنا مقابل عدم دخول جيش الاحتلال لمناطق السلطة الفلسطينية، ورفع الطوق الأمني عن المناطق ورفع الحصار عن صوريف.

هذا بالإضافة إلى عدم هدم منازل أفراد الخلية، وعدم تسليمنا للجيش الصهيوني، وعلى أن يكون مصرينا النهائي البقاء لفترة وجيزة في سجن الخليل، وبالعبارة قال المحققين: أن الذي يصدر حكم المؤبد يصدر حكم الإفراج.

2. بالنسبة لتسليم الأسلحة، فقد سُلمت للسلطة مقابل إنهاء وضع أحد الأخوة المتهمين بحيازة هذه القطع والذي ليس له أي علاقة بالخلية على الإطلاق، وقد تعهد "الرجوب" بذلك، ورغم كل هذه التعهدات شعرنا بأن هؤلاء القوم نيتهم هي البحث عن جذور العمل العسكري وضرب البنية التحتية للتنظيم.

ونحن إذ نضعكم في صورة الحدث وما جرى في هذه القضية، نطالبكم العمل على إيقاف هذا المخطط الإجرامي بحق الحركة، ووضع حد لتصرفاتهم، وإجراءاتهم التي تعدَّت تصرفات وإجراءات اليهود، وأصبحوا يهددون بنقل المجموعة إلى أجهزة تحقيق أخرى لاستكمال التحقيق والتهديد باللجوء إلى أساليب متعددة كنقلنا إلى أريحا أو إلى غزة ( ونحن نشعر أنهم قد يقوموا بتسليمنا بطريقة غير مباشرة).

حكمت المحكمة الإسرائيلية على أعضاء خلية صوريف بالسجن لمدة 520 عاماً، ويرى الكثير من الفلسطينيين أن مؤامرة تسليم مجاهدي خلية صوريف مؤشر على طبيعة المؤامرة التي نفذت لاحقاً، وهي تصفية قائد القسام محيي الدين الشريف في مارس 1998، ومن ثم تصفية الشقيقين عماد وعادل عوض الله في سبتمبر من نفس العام.

كشفت مؤامرات الرجوب

حماس وبعد فترة وجيزة من جريمة تسليم الخلية، أصدرت بياناً كشفت فيه جزءاً من جرائم الرجوب ومؤامرته بحق المقاومة وعناصرها، وقالت في بيانها "منذ تولي جبريل الرجوب مهمة رئاسة جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية عام 1994 وهذا الجهاز وبإشراف مباشر وشخصي منه يقوم بدور مشبوه في اعتقال المجاهدين وتعذيبهم وانتزاع الاعترافات والمعلومات منهم وتقديمها في ملفات للأجهزة الأمنية الصهيونية ضمن ما يسمى بالتنسيق الأمني.

وأضافت، حتى إن سجون الأمن الوقائي تحولت إلى "مسالخ" بشرية استشهد فيها العديد من المجاهدين والمناضلين الفلسطينيين، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل بلغ التواطؤ أن قام الرجوب بالتسليم المباشر لخلية كتائب عز الدين القسام في "صوريف" عبر "مسرحية" نقلهم غير المنطقي وغير المبرر من مكان إلى مكان رغم معرفته بخطورة ذلك.

وتابعت: كما كان له دور مشبوه ومتواطئ في عمليتي اغتيال القائد محيي الدين الشريف والأخوين المجاهدين عادل وعماد عوض الله.

واعتبرت الحركة أن حادثة سجن "بيتونيا" جاءت كآخر الجرائم التي ارتكبها الرجوب، حيث اعتقل العشرات من المجاهدين والمناضلين الفلسطينيين ووضعهم في السجن المذكور في وقت كانت فيه قوات الاحتلال تحاصر مدينة رام الله وتجتاح المدينة تلو المدينة، ما أثار تساؤلات حول دواعي ومبررات تلك الاعتقالات في وقت تحاصر فيه قوات الاحتلال مدينة رام الله ويوضع رئيس السلطة الفلسطينية تحت الإقامة الجبرية في مقره في المقاطعة.

وما يزيد الشبهات قيام الرجوب بـ"مسرحية" نقل بعض المعتقلين من سجون أخرى إلى سجن "بيتونيا" في خطوة تبيّن أن هدفها تجميعهم في سجن واحد لتسلميهم بالصورة التي تمت!!

وأوضحت أنه العديد من المحاولات بذلت من الحركة وغيرها من الفصائل والقوى لإطلاق سراح كافة المعتقلين قبل أن يضيق الحصار الصهيوني عليهم، ولكن كل تلك المحاولات لقيت رفضاً قاطعاً من الرجوب وإصراراً على استمرار احتجازهم، كما أن الرجوب لم يتجاوب مع مطالب المعتقلين بتسليمهم السلاح للدفاع عن أنفسهم عندما حاصرت القوات الصهيونية السجن الذي كانوا محتجزين فيه.

إغلاق