حملة السلطة ضد جنين.. عملية أمنية لوأد المقاومة بأمر من الاحتلال

حملة السلطة ضد جنين.. عملية أمنية لوأد المقاومة بأمر من الاحتلال

جنين – الشاهد| في الوقت الذي يُبدي فيه قادة الاحتلال قلقهم من تصاعد الجهد المقاوم في مخيم جنين، يبدو أن أجهزة السلطة تتجه نحو محاولة ردع هذا النشاط نيابة عن الاحتلال، من أجل ترميم صورتها كوكيل أمني بعد أن شهدت هزة واضحة خلال الفترة الماضية.

وتروج أنباء كثيرة عن عزم السلطة تنفيذ عملية أمنية داخل مخيم جنين بطلب من الاحتلال، من أجل تصفية جيوب المقاومة التي بدأت تنبت في المخيم، حيث ستأخذ السلطة مزاعم ملاحقة الفلتان الأمني كذريعة لتلك العملية المرتقبة.

وأفادت مصادر لموقع الشاهد الإخباري بأن أجهزة السلطة تعيش حالة من الاستنفار والتأهب القصوى، خاصة في مخيم جنين الذي يشهد حملة أمنية واسعة، كونه يعتبر أحد أهم المناطق التي ينشط فيها مسلحون من فصائل المقاومة، وظهر ذلك جلياً في الفترة الأخيرة، عززها المشهد الذي أرعب السلطة خلال جنازة القيادي في حركة حماس وصفي قبها.

وعلى خلفية الجنازة التي ظهر فيها مسلحون من كتائب القسام وسرايا القدس، جن جنون السلطة وقامت بتنفيذ عدة خطوات لمحاولة السيطرة على الأوضاع في المخيم لوأد هذا النشاط في مهده.

ولم تخف مصادر رسمية بالسلطة انزعاجها من تلك المسيرة، ومنها تصريح رسمي لنائب محافظ جنين كمال أبو الرُب قال فيه بوضوح "أن تخرج بمسيرة بهذا الحجم، وترفع راياتك بهذا المستوى وتخرج سلاحك، هذا مؤشر خطير يدق ناقوس الخطر".

ولسنوات عديدة سادت حالة الشد والجذب في علاقة المخيم بالسلطة وأجهزتها، فهو يصنف على الدوام بأنه "بؤرة تحدٍّ"، وامتزج فيه الحضور المسلّح لفئات مختلفة بعضها ارتبط بتنظيمات مقاومة وأخرى ارتبط بمجموعات فلتان أمني.

وكان المفوض السياسي العام، المتحدث باسم الأجهزة الأمنية اللواء طلال دويكات أعلن في 14 نوفمبر إجراء سلسلة تنقلات في قيادات الأجهزة الأمنية بمحافظة جنين بعد ثلاثة أيام من جنازة قبها.

ويعزز تنامي المقاومة رغم سنوات من محاولات القبضة الأمنية للسلطة والاحتلال معاً تدجينها أو السيطرة عليها، ما تم الإعلان عنه أمس من قبل جيش الاحتلال تمكنه تفكيك شبكة واسعة لحركة "حماس" تضم أكثر من 50 ناشطاً.

 

قلق إسرائيلي

وأقرّ المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية "عاموس هرئيل"، في تقرير له اليوم الثلاثاء، بأنّ ما يقلق قيادة الجيش والمؤسسة الأمنية من عدم استعداد السلطة في الضفة للمواجهة مع "حماس"، منذ ألغى رئيسها وزعيم حركة فتح محمود عباس، في إبريل/نيسان الماضي الانتخابات التشريعية بزعم رفض الاحتلال السماح للمقدسيين بالمشاركة فيها.

وكشف "هرئيل" أنّ "إسرائيل" تأمل بأن تقوم السلطة بخطوات صارمة وأشد حدة لتثبيت سيطرتها في الضفة.

وحسب افتراض "هرئيل" فإن حماس "تتوقع أنّ العمليات ستصعب على السلطة الفلسطينية السيطرة على مدن الضفة الغربية، وتضر بعلاقاتها مع إسرائيل".

 

تنقلات عقابية

وكانت مصادر خاصة كشفت لموقع الشاهد الإخباري، أن قرار رئيس السلطة محمود عباس بإجراء حملة تنقلات وإعفاءات لقادة الأجهزة الأمنية في جنين، جاء بطلب من الاحتلال على خلفية "ضعف القبضة الأمنية في المحافظة وتنامي المظاهر المسلحة".

وأشارت المصادر إلى أن الاحتلال يخشى من تنامي المقاومة المسلحة في جنين بشكل كبير.

وأوضحت أن قرار الإعفاء والتدوير لقادة الأجهزة الأمنية كان جزءاً من تقييم الاحتلال لتنامي المقاومة المسلحة في المدينة والمخيم وتصدي المقاومين للاحتلال خلال اقتحاماته المتكررة ما يؤكد تراجع قبضة أجهزة السلطة ويهدد بانتشار المقاومين لباقي المحافظات.

وذكرت المصادر أن هذا القرار جاء بعد مشاورات مكثفة عقدتها دوائر الأمن العليا في السلطة مع نظيرتها الاسرائيلية.

وخلصت المشاورات لقرار تغيير قادة الأجهزة واستبدالهم بآخرين من خارج المحافظة لضمان تنفيذهم الدور المنوط بأجهزة السلطة الأمنية "التنسيق الأمني وقمع المقاومة" دون خوف من أي حسابات تنظيمية أو عائلية.

إغلاق