صوته يزعج السلطة.. حكومة اشتية تقرر تحويل راديو علم لإذاعة تعليمية

صوته يزعج السلطة.. حكومة اشتية تقرر تحويل راديو علم لإذاعة تعليمية

رام الله – الشاهد | قررت وزارة إعلام السلطة تحويل راديو "علم" التي تعمل من محافظة الخليل بالضفة الغربية، إلى منبر تعليمي يحظر عليه تناول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تهم المواطن.

تحويل الإذاعة لمنبر تعليمي جاء في ظل حالة الإزعاج التي تسببه للسلطة ومؤسساتها جراء تناولها العديد من القضايا التي تهم المواطنين في الضفة الغربية، ومتابعتها للقضايا التي تتعلق بالفساد والانتهاكات من قبل تلك السلطة تجاه المواطنين.

ونشرت المسؤولة في الإذاعة عرين أبو شرار في تغريدة لها: "إذاعة علم من الخليل، التي شُهِد لها بالمهنية والجرأة في الطرح .. اليوم تبلغنا من وزارة الإعلام بقرار: أن تُحَوّل الإذاعة برامجها لبرامج تعليمية فقط".

وأضافت "حكولنا ممنوع السياسة والاقتصاد بس تعليمي، قالوا الإذاعة تابعة للجامعة".

وأوضحت أبو شرار في تغريدة أخرى "بعد تواصلي مع وزارة الإعلام.. أبلغت شفويًا بأن قرار تحويل الإذاعات الجامعية لتعليمية صادر وموافق عليه من رئاسة الوزراء. إلا أن تنفيذه قيد الدراسة ولم يتم تعميمه على الإذاعات على هذا الأساس. وإبلاغنا أمس من مديرة دائرة في وزارة الإعلام بالقرار خطأ فردي".

وحسب مصادر لموقع الشاهد فإن القرار يأتي عقاباً على المقابلة الإذاعية التي أجراها راديو "علم" مع نائب محافظ جنين كمال أبو الرُب الذي قال فيها إن "مسيرة تشييع القيادي في حماس وصفي قبها أشعلت ناقوس الخطر لدى السلطة والأجهزة الأمنية".

وأضاف أبو الرُب في المقابلة التي جاءت تعليقاً على الاشتباكات التي شهدها مخيم جنين بين مسلحين وأجهزة السلطة قبل أيام أن "المظاهر المسلحة في مخيم جنين قديمة، ولكنها زادت عن حدها".

وتابع أن "تحشد بهذه الطريقة، وأن تخرج سلاحك وأن تكون هذه الحشود بالتأكيد هذا ناقوس خطر"، وفق قوله.

واعترف بأن "قصة المسيرة الأخيرة للراحل قبها مؤشر خطير، كل الشباب الذين لديهم أو من ليس لديهم علاقة من كل الضفة، بهذا الزخم ترفع رايتك وسلاحك، فهذا مؤشر خطير".

استياء من القرار

وعبر نشطاء وصحفيون عن استيائهم من قرار السلطة، معتبرين أنه يأتي في إطار سياسة كبت حرية الرأي والتعبير الذي تنتهجه السلطة مع أي شخص يعارضها أو يخالفها الرأي أو يحاول توضيح الحقائق، حتى لو تم ذلك في إطار مهني وموضوعي.

ونشر الصحفي حسن الرجوب على حسابه بموقع "فيسبوك" تغريدة جاء فيها "قرار وزارة الإعلام المحترمة تحويل راديو علم إلى منبر تعليمي يُحظر عليه نقاش السياسة والاقتصاد وقضايا المواطن، لا يتعدى أن يكون محاولة لنزع للدور الأساسي المنوط بوسيلة إعلامية تلامس أوجاع الناس وهمومهم وآلامهم وتكون رقيبا على أداء المؤسسات ومصوّبا لأعمالها ولمسيرتها، لا أدري أين أخطأت علم ليكون هذا القرار؟ أهكذا تُكافأ؟".

وأضاف "أعمل في علم منذ نحو سبع سنوات، نتفق ونختلف ويعلو صوتنا لنخرج في نهاية كل يوم بمحتوى أكثر قوة ويزداد معه عود علم صلابة في مواجهة كثير من التعقيدات اليومية للحصول على ضيوف جدد ومحتوى متميز، في ظل  بلوكات للأرقام  أو رفض للإجابة أو رسائل الانزعاج المباشرة وغير المباشرة من سياسات علم وطروحاتها، التي من وجهة نظرها ترى أنها تتحرى المهنية بنسبة مئة بالمئة بصفتها تعمل داخل مركز إعلام جامعة الخليل وتحاول أن تكون النموذج المثالي أمام الأجيال المتوالية من خريجي طلبة الإعلام التي تستقطب أكثرهم تميزا للعمل داخلها".

وختم تغريدته بالقول:" علم كانت وما زالت وستبقى منبرا حرا مصرّاً ممارسة دوره الوطني".

أما الصحفي منتصر نصار فقال في تغريدة له:" عملت في إذاعة علم مقدماً للبرامج ومحرراً للأخبار حوالي خمس سنوات، لا أستطيع أن أنكر أنا وكل زملائي الذين عملوا في الإذاعة أن علم مدرستنا التي تعلمنا فيها كيف نكون صحفيين مهنيين، كيف يكون الصحفي جريئاً في الطرح، كيف يكون العمل باحتمالات خطأ صفر، كيف تقدم محتوى قوي تتميز فيه عن غيرك .. 
وإن اختلفنا مع إدارة الإذاعة، إلا أنني لا أنكر فضلهم علي فيما أنا فيه اليوم، سيبقى علم صوتا حراً، ولن تثنيه كل محاولات الضغط عن إكمال مسيرته".

أما الصحفية سماح مناصرة فقالت في تغريدة لها:" بكل موضوع انطرح وكل قضية أثارت الجدل كانت علم الحاضرة دايما بمهنية الأداء والفكرة والاسلوب ادراة وزملاء ومتابعين كبرنا معهم.. انتمائي لهذا المكان وكأنه بيتي ما اجى بلحظة 
١٢ سنة من العطاء ورح نستمر #علم_صوتك_وصوت_كل_الناس  .. متخيلين فلسطين بدون علم".


 

 

إغلاق