أجهزة السلطة.. سجل أسود من الاغتيال والاعتداء والملاحقة

أجهزة السلطة.. سجل أسود من الاغتيال والاعتداء والملاحقة

رام الله – الشاهد| لم تكن جريمة قتل الشاب أمير اللداوي على يد أفراد أمن السلطة سوى استمرار لنهج القتل والتصفية الجسدية الذي أدمنت عليه أجهزة السلطة لترسيخ نهجها القمعي وملاحقة المواطنين والنشطاء.

 

وخلال الفترة الأخيرة تصاعدت وتيرة هذه الجرائم، وتنوعت تفاصيلها ما بين اغتيال واعتقال، وملاحقة لمواكب استقبال الأسرى، وصولا الى الاعتداء على جنازات الشهداء، وبات سجل الخزي لأجهزة السلطة مترعا بمحطات العدوان والقمع.

 

الاغتيالات

وكانت جريمة اغتيال وتصفية الناشط والمعارض السياسي نزار بنات هي المحطة الأبرز خلال هذا العام، حيث حاصرت قوة من الامن الوقائي منزلا كان يقيم فيه بعد أن ضيقت عليه أجهزة السلطة عليه معيشته، واقتحمت المنزل وقتله بطريقة بشعة عبر ضربه على رأسه بالهراوات والعتلات الحديدة.

 

وواصلت تلك الاجهزة عدوانها على المواطنين، فقمعت بعنف شددي المسيرات لاتي خرجت للمطالبة بالعدالة لنزار بنات، حيث انتشرت مشاهد السحل والضرب والاعتقال في الشارع على منصات التواصل لتحكي قصة الوطن الذي يُضرب فيه المواطن لأنه يطالب بحقه في حياة كريمة.

 

ولم يتوقف القمع عند هذا الحد، فأصبح كل معارض هدفا مشروعا، فأقدمت أجهزة السلطة على الاعتداء على طبيب الأسنان غانم رزيقات، حيث أطلق عناصر في جهاز الأمن الوقائي الرصاص على عيادته في بلدة تفوح غرب الخليل وحطموا اليافطات ووضع علم فتح على العيادة، فقط لأن الطبيب رزيقات أعلن موقفه مستنكرا لجريمة اغتيال نزار بنات.

 

 

كما أصبحت مواكب الأسرى المحررين والشهداء هدفا مفضلا لممارسة البلطجة والعدوان، وأصبح خير مهاجمتها على يد أفراد الأمن ومسلحي فتح خبرا مألوفا، ليس لأنه خبر عادي، ولكن لأنه تكرر بشكل لافت وواضح.

 

استهداف الجنازات

وهاجم مسلحو حركة فتح والأجهزة الأمنية جنازات الشهداء في لبنان ونابلس، ففي نابلس، هاجمت أجهزة أمن السلطة بالرصاص وقنابل الغاز موكب تشييع الشهيد جميل الكيال الذي ارتقى خلال اشتباك مسلح مع الاحتلال قبل أيام.

 

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي إطلاقا كثيفا للرصاص وقنابل الغاز تجاه المشاركين في تشييع الشهيد الكيال في أحد شوارع نابلس، بعد أن هتفوا للمقاومة.

 

 وفي لبنان، ارتكب قوات الأمن الوطني الفلسطيني التابعة للسلطة الفلسطينية، في مخيم البرج الشمالي جنوب لبنان، مجزرة أدت إلى استشهاد ثلاثة وإصابة آخرين خلال موكب تشييع الشهيد حمزة شاهين.

 

هذا العدوان على جنازات الشهداء ومواكب الاسرى أصبح سلوكا متكررا وسط حالة من السخط والغضب في صوف المواطنين تجاه السلطة وعدوان أجهزتها الأمنية.

 

وكانت عناصر تابعة لأجهزة السلطة بلباس مدني، هاجمت قبل أيام المشاركين في تشييع جثمان الشهيد أمجد أبو سلطان في بيت لحم، وقاموا بالاعتداء على المشيعين وصادروا رايات الفصائل الفلسطينية.

 

كما اعتدت أجهزة السلطة، على موكب استقبال الأسير المحرر عبادة قنيص من مخيم عايدة في بيت لحم، حيث قامت قوة أمنية باعتراض موكب الأسير في الشارع العام، وشرعت بالاعتداء بالهراوات والعصي على المشاركين في استقباله ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.

 

الثورة قادمة

وفي اليوم التالي، أصيب الأسير المحرر محمد العارف بالإغماء بعد مهاجمة أجهزة السلطة لحفل استقباله في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم، حيث اقتحمت أجهزة السلطة المخيم وانتشرت بمحيط قاعة استقبال الأسير العارف وهاجمت الحفل وأطلقت النار في الهواء وقنابل الغاز لتفريق المتواجدين في المكان، مما أدى إلى وقوع إصابات بالاختناق والإغماء بينهم الأسير المحرر.

 

هذه الجرائم المتواترة تضع السلطة في موقع الخصم والمعتدي على الشعب الفلسطيني، وهو موقف سيدفع المواطنين الى الثوة في وجهها رفضا لها ولممارستها، وهذه الثورة سيشارك فيها كل المتضررين من السلطة وهم شرائح واسعة لم تسلم من الأذى طوال الفترة الأخيرة.

إغلاق