أجهزة السلطة تنتقم من مرشحي الضفة لمشاركتهم في الانتخابات

أجهزة السلطة تنتقم من مرشحي الضفة لمشاركتهم في الانتخابات

الضفة الغربية – الشاهد| بدأت أجهزة السلطة حملةً أمنية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية لاحقت واعتقلت خلالها عدد من المرشحين الذي شاركوا في الانتخابات المحلية -المرحلة الأولى- أو الذين يستعدون للمشاركة في المرحلة الثانية والمقر أن تجري في مارس المقبل.

الملاحقة الأمنية المتصاعدة من قبل أجهزة السلطة تتركز باتجاه الفائزين في انتخابات المرحلة الأولى والتي منيت فيها حركة فتح بخسارة كبيرة، بسبب الفساد المستشري في مؤسسات السلطة وغياب الخدمات في البلديات التي تديرها الحركة بالضفة.

وتواصل أجهزة السلطة منذ أيام اعتقال عدد من المرشحين في تلك الانتخابات، عرفهم منهم زهدي دنون عضو مجلس قروي رنتيس غرب رام الله، والذي اختطفه جهاز المخابرات الثلاثاء الماضي من منزله.

كما واعتقل جهاز المخابرات الأسرى المحررين مصعب سرور وعبد الله سرور ومعتصم الخواجا بعد مداهمة منازلهم في بلدة نعلين غرب رام الله، وأخضعتهم للتحقيق على خلفية نشاطاتهم في الانتخابات المحلية قبل أن تفرج عنهم.

وذكرت عائلة المعتقل السياسي معاذ يوسف أبو ريحان من بلدة تل أنه محتجز لدى جهاز الأمن الوقائي منذ 28 ديسمبر الماضي، على خلفية مشاركته في الانتخابات المحلية.

فيما اعتقلت قوة من أجهزة السلطة مناضل صنوبر ممثل قائمة البلد المستقلة التي حققت فوزاً كبيراً في الانتخابات ببلدة يتما جنوب شرق نابلس، بعد أن اعتدت عليه بالضرب المبرح.

وذكرت المواطنة شذى عرمان أن عناصر من جهاز مخابرات السلطة اعتدت على سيارة والدها أمين عرمان تحت تهديد السلاح، في مدينة رام الله ظهر الثلاثاء الماضي.

وأوضحت شذى في منشور لها على فيسبوك أن والدها الآن مطارد، مؤكدةً أن ما جرى تم مع سبق الإصرار والترصد وذلك منذ اليوم الأول لإعلان نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة والتي كان والدها ضمن القائمة الفائزة "عين يبرود تجمعنا"، والتي خسرت أمام قائمة حركة فتح "البناء والتحرير".

وأثارت الحادثة غضب المواطنين، فيما حملت العائلة السلطة وجهاز المخابرات المسؤولية عن حياة ابنهم، مشددين على أن ما يجرى هو انتقام سياسي.

خسارة مدوية

وأظهرت النتائج الرسمية التي أعلنتها لجنة الانتخابات المركزية، للمرحلة الأولى للانتخابات المحلية عن خسارة كبيرة لحركة فتح، في مقابل فوز كاسح لقوائم العائلات والمستقلين والأحزاب والكتل الأخرى.

وأوضحت اللجنة أن عدد المقترعين الكلي في 154 هيئة محلية جرت فيها الانتخابات بلغ 262,827 من أصل 405,687 ناخب وناخبة، بنسبة مشاركة وصلت إلى 66% من أصحاب حق التصويت.

وأعلنت اللجنة أن 70.86% هي نسبة المقاعد التي حصلت عليها القوائم المستقلة فيما حصلت القوائم الحزبية على 29.14%.

حركة فتح والتي خاضت الانتخابات تحت اسم "كتلة البناء والتحرير"، خسرت في غالبية المجالس المحلية، لا سيما تلك التي كانت تعتقد أنها ستفوز بها.

خسارة متوقعة

وتعيش حركة فتح حالةً من الصدمة بعد خسارتها الكبيرة في غالبية الهيئات المحلية التي تنافست عليها في المرحلة الأولى من الانتخابات بالضفة الغربية، والتي أظهرت اكتساح العائلات والمستقلين وقوائم فصائلية أخرى لها.

خسارة فتح التي كانت متوقعة وغير مدهشة بالنسبة للشعب، جاءت في ظل الجرائم والممارسات التي قامت بها تلك السلطة ضد الشعب في الضفة الغربية على مدار سنوات طويلة، والتي يندرج ضمنها الاغتيال والقتل والاعتقال السياسي وحرمان المواطنين من التعبير عن آرائهم، ناهيك عن تنسيقها الأمني والاقتصادي مع الاحتلال.

الخسارة الكبيرة جاءت على الرغم من حشد فتح لكامل قدراتها التنظيمية واستخدامها أساليب العربدة والتهديد والسطو على قوائم العائلات خلال المرحلة السابقة.

إلا أن قوائم العائلات التي تصدرت النتائج وفازت في أكثر من 160 هيئة محلية تم التنافس فيها من قبل فتح وأحزاب أخرى، تبعها المستقلين، فيما فازت فتح في عدد قليل جداً من تلك الهيئات.

إغلاق