صحفي استخباري: صراع وحمام دم يصبغ اليوم التالي لغياب محمود عباس

صحفي استخباري: صراع وحمام دم يصبغ اليوم التالي لغياب محمود عباس

رام الله – الشاهد| توقع الصحفي الاستخباري الإسرائيلي يوني بن مناحيم، أن تكون معركة خلافة محمود عباس بمثابة حمام دم داخل حركة فتح، في ضوء الصراعات المكتومة داخل الصف الأول للحركة بعد تعزيز تيار حسين الشيخ وماجد فرج على حساب باقي التيارات.

 

وأشار الصحفي في مقال كتبه على موقع "نيوز1" الى أن هناك جدل عميق في رأس حركة فتح، لافتا الى انه بمجرد غياب تنحي الرئيس عباس عن المسرح السياسي، يسود تخوف كبير من أعمال عنف خطيرة بين مختلف مسلحين فتح لأن خصوم حسين الشيخ وماجد فرج لن يوافقوا على حكمهم كقادة في السلطة الفلسطينية.

 

وذر من أن معركة خلافة دموية ستنشب بين مختلف مسلحي فتح، المسؤولون عن القرار العسكري، وسيكون الفائز هو الحاكم الفعلي، الأمر الذي قد يستغرق وقتًا طويلاً، منوها الى وجود غضب متصاعد في الشارع الفلسطيني بسبب القرارات الأخيرة لعباس، والتعيينات التي ينوي الموافقة عليها في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في 6 فبراير القادم.

 

وذكر أن الصراع تعزز مع قرار عباس تعيين حسين الشيخ، كعضو في اللجنة التنفيذية للمنظمة، وفيما سيعين روحي فتح عضو قيادة فتح من قطاع غزة، بمنصب رئيس سلاح المجلس بدلاً من سليم الزعنون الذي استقال بشكل رئيسي.

 

ورأى أن مسؤولين كبار في فتح تحدثوا بأنّ جبريل الرجوب أراد تعيينه رئيساً للجنة السياسة النقدية، ورأى في ذلك نقطة انطلاق نحو رئاسة السلطة، لكن عباس رفض لأنه لا يثق في ولاء الرجوب لحركة فتح.

 

وقال إن صحيفة "الرأي" نقلت عن مسؤولين كبار في "فتح" بوجود خلافات وانقسامات عميقة في قيادة الحركة حول مسألة الخلافة لعباس، حيثّ سيكون حسين الشيخ خليفته المحتمل كما تحدثت الصحيفة، وأكد كبار فتح، أنّ مسألة الخلافة لم تحسم بعد والإعلام والصحافة الإسرائيلية هي من أعطت وزناً كبيراً لحسين الشيخ في قيادة فتح، وهو لا يستحقها".

 

وأضاف: "فيما تتزايد الأصوات لدفع ترشيح مروان البرغوثي، المعتقل في السجون الإسرائيلية، تمهيداً لخلافة عباس، والأمر الذي سيساعد أيضًا على إطلاق سراحه".

 

وأشار الصحفي الإسرائيلي الى أن الشارع الفلسطيني، لديه انطباع حول دور إسرائيل والولايات المتحدة في دعم ترشيح الشيخ وماجد فرج رئيس جهاز المخابرات لخلافة عباس، لأنهما يخدمان مصالحها الأمنية، وخط عباس السياسي المعارض للإرهاب، ومكافحة حماس التي تحاول الاستيلاء على الضفة.

 

وذكر أن الاجتماعات المفتوحة لوزير الجيش بني غانتس ووزير الخارجية يائير لبيد مع هذين الشخصين فقط "تحرقهما" في الرأي العام الفلسطيني وينظر إليهما على أنهما يفعلان كلام إسرائيل والولايات المتحدة.

 

ونبه الى أن الرأي السائد في الشارع الفلسطيني هو أن أي زعيم فلسطيني ينتخب أو يعين "على رأس الدبابات الإسرائيلية" محكوم عليه بالفشل مسبقاً، وتجري على مواقع التواصل الاجتماعي حملة حادة، وتتداول فساد حسين الشيخ وروحي فتوح.

 

واعتبر أن مسئولو فتح أيضاً، يرون أنً مفتاح إرث عباس بمجرد غيابه يكمن في مسألة من الذي سيشغل منصب أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أو رئيس المجلس التشريعي، فبموجب القانون الفلسطيني، يصبح رئيس التشريعي رئيساً مؤقتاً لمدة 60 يوماً بمجرد وفاة رئيس السلطة أو دخوله حالة الحبس، بانتظار إجراء انتخابات رئاسية قانونية.

 

وقال إن عباس حل البرلمان الذي كانت تسيطر عليه حماس منذ حوالي عامين، وألغى الانتخابات التشريعية في مايو الماضي، فلا يوجد رئيس برلماني منتخب ومن المفترض أن يملأ هامل الفراغ، ففي مثل هذه الحالة، يجب تعيين أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيساً مؤقتاً حتى إجراء الانتخابات.

 

حرب حقيقية

ورغم الإخراج الإعلامي الجيد عباس بترشيح أسماء مقربة منه لشغل مناصب في منظمة التحرير، عبر التأكيد على أنه جرى من خلال التشاور والإجماع داخل اللجنة المركزية للحركة، إلا ان هذا الإخراج لا يخفي حقيقة ان عباس فرض تلك الاسماء قسرا على اللجنة.

 

هذا الفرض قد يفتح الباب واسعا أمام تعميق الخلافات الداخلية، والتي لا تحتاج الحركة الى المزيد منها في ظل انقساماتها المعلنة وغير المعلنة، لكن الجديد هذ المرة أن المعركة ستكون على أرفع منصب فيها وهو رئاسة السلطة والحركة، فهل سيكون هذا الأمر بداية تمرد في وجه عباس، أم أنه وثق قوته لقمع أي معارضة ضده.

 

كشفت مصادر مطلعة داخل حركة فتح عن أن الحركة لم تحسم رأيها حتى اللحظة، بشأن خليفة رئيس السلطة محمود عباس، بسبب وجود حالة من عدم الرضا التام داخل الحركة على الأسماء التي يتم ذكرها عبر وسائل الإعلام مثل عضو مركزية فتح حسين الشيخ.

 

ونقلت صحيفة رأي اليوم عن تل المصادر قولها إن تعيين عباس للشيخ لشغل منصب أمين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير خلفًا لصائب عريقات خلال اجتماع اللجنة المركزية لحركة فتح الأخير، لا يعني بالمطلق أنه الخليفة المرتقب، وقد تحدث في الأيام المقبلة ما يبعثر كل الأوراق السياسية لحركة فتح والسلطة بأكملها وتجعل من الشيخ المرشح الأقل حظًا.

 

أما الكاتبة الإسرائيلية دانا شمعون، فرأت أن أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح بمثابة "ختم مطاطي" يبصمون على رغبات عباس الذي يريد أن ينقل للعالم الخارجي أن كل شيء يتم في عملية حرة وديمقراطية.

 

وأشارت في مقال لها في موقع "زمان يسرائيل" الى أن أعضاء اللجنة من جانبهم يريدون الاحتفاظ بكراسيهم، ويمكن الافتراض أن القرارات اتخذت حتى قبل انعقاد اللجنة، وهم يدركون جيداً أن التعبير عن معارضة قرارات الرئيس قد يكون له ثمن سياسي، وقد يجدون أنفسهم في الخارج.

 

وذكرت أنه حتى لو لم يعلن ذلك علنًا، فإن تصرفات عباس تُظهر أنه قد وضع بالفعل شخصيتين خلفيتين محتملتين له، وهما حسين الشيخ وماجد فرج رئيس المخابرات العامة الفلسطينية.

 

لكنها اعتبرت أن هذه التعيينات تثير الغضب بين كبار قادة فتح، رغم أنهم في هذه المرحلة يتجنبون المواجهة العلنية مع عباس، ومنهم محمود العالول، وجبريل الرجوب، ومروان البرغوثي، وتوفيق الطيراوي، الذين يرون عباس يسرق منهم أمجادهم، ويدفعهم إلى الهامش، ويحولهم إلى لاعبين غير ذي صلة.

 

وأكدت ان عباس قوي موقعه من ناحية، ولكنه من ناحية أخرى خلق لنفسه أيضًا أعداء جددًا من قيادة فتح، هؤلاء هم القادة الذين يضعون أعينهم على القيادة، ويفهمون أنه طالما أن عباس في السلطة فإنهم حقا ليس لديهم فرصة.

 

واعتبرت أنه من المؤكد أن الاستياء المتنامي بين شخصيات في فتح ليس جيدا لعباس؛ فقد يثير ذلك استفزاز مؤيديهم على الأرض ضد السلطة الفلسطينية.

إغلاق