أوسلو اللعنة المستمرة.. هكذا ذبحت السلطة صمود المقدسيين

أوسلو اللعنة المستمرة.. هكذا ذبحت السلطة صمود المقدسيين

الضفة الغربية – الشاهد| يوماً بعد يوم تتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في القدس وسط حالة من الصمت تبديها السلطة الفلسطينية، التي تشارك في جريمة الانتهاكات عبر ذبحها لصمود المقدسيين.

السلطة التي لا تقدم سوى 1 بالمائة من ميزانيتها المالية للقدس وأهلها، تنهب عشرات ملايين الدولارات سنوياً من أموال التبرعات لدعم صمود المقدسيين، ناهيك عن تجميدها لأي تحركات سياسية أو قانونية على الصعيد الدولي لإدانة الاحتلال.

وفي ظل ما يجري تساءل الشارع الفلسطيني عن السلطة التي غابت مواقفها أو تأخرت كثيراً، بالإضافة إلى استغرابه من الغياب المفاجئ لوزير شؤون القدس، والذي اعتبره البعض غياباً متعمداً، ومتساوقاً مع سياسات السلطة.

خذلان قذر

وندد العديد من النشطاء المقدسيين بخذلان السلطة، وقال الناشط محمد أبو الحمص إن ما صمت السلطة والأردن على ما يجري، داعياً أهالي القدس إلى الحشد والرباط المستمر في ساحات الأقصى.

فيما تساءلت الناشطة غادة صغير قائلةً: “ماذا يعرف محمود عباس وشلة منظومة الحكم عن القدس والمعاناة اليومية لأهلها والاضطهاد والعنصرية”.

وتابعت عبر صفحتها “فيس بوك” “ماذا قدمت السلطة سوى الفتات لبعض السحيجة ولشق وتفريخ مؤسسات هزيلة”.

وواصلت “صغير” حديها “ماذا قدمت هيئة الشون المدنية التابعة للسلطة من خدماتٍ ومتابعات لحل قضايا الاشتباك اليومي التي يعاني منها المواطن المقدسي في بلدية الاحتلال وكافة المؤسسات الإسرائيلية”.

وأردفت “ماذا تفعل وزارة شؤون القدس وماذا يفعل وزيرها، أين هم، لا نسعُ سوى استقبل الوزير وودع الوزير”.

السلطة لا علاقة لها بالقدس

رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة الهدم والتجهير ناصر الهدمي أكد أن ملف القدس لم يكن ضمن أولويات السلطة منذ تأسيسها، رغم أنه يفترض بها أن تقوم بتغيير واقع القدس وتساهم في تعزيز صمود أهالي المدينة وسكانها الأصليين.

وقال الهدمي في تصريحات صحفية: “إن علاقة السلطة الفلسطينية بالقدس منذ تأسيسها كان طفيلية، بمعنى أن السلطة مستفيدة من علاقتها بمدينة القدس من خلال الحصول على الدعم المالي والسياسي وبالتالي هي تستفيد من ملف القدس أكثر من إفادتها للقدس”.

واعتبر أن القدس بالنسبة للسلطة هي مصدر دعم مالي وسياسي وقانوني أمام المجتمعات العربية والاسلامية وحتى الدول العربية من الناحية الرسمية إذ تعمل السلطة على استخدام القدس لجلب الدعم المالي حينما تحتاج لذلك في حين أن الواقع الفعلي يشير إلى كون المدينة خارج أولويات السلطة.

وبحسب حديث رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة الهدم والتهجير فإن سياسة السلطة فيما يخص مدينة القدس هو استخدام اسم مدينة القدس واستخدام قداسة المسجد الأقصى من أجل الحصول على أي دعم يمكن الحصول عليه سواء مالي أو سياسي لمصلحة السلطة ورجالاتها وليس للدفاع عن المدينة.

أوسلو اللعنة

وكان الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، اتهم السلطة بتعمد عدم مؤازرة المقدسيين وإهمال احتياجاتهم بسبب التزامها بحيثيات اتفاقية أوسلو، لافتا الى أن هذا الإهمال هو سياسة راسخة وليس تقصيرا مؤقتا أو عابرا.

وقال إن المقدسيين في واد وسلطة رام الله في واد، مشيرا الى أن السلطة تجمع الأموال من المانحين من أجل تقديم الدعم للمقدسيين لكن ذلك لا يحدث.

وشدد على أن السلطة يمكنها التعامل مع المقدسيين بطرق التفافية بعيدًا عن تلك الاتفاقيات التي أبرمتها مع الاحتلال فيما يتعلق بالقدس، مؤكدًا في الوقت ذاته على وجود جفاء بين المقدسيين والسلطة كون الأخيرة تدعم مصالحها فقط في المدينة.

إغلاق