اتصالات أمريكية – إسرائيلية بالسلطة لدعم الأخيرة خشية انهيارها

اتصالات أمريكية – إسرائيلية بالسلطة لدعم الأخيرة خشية انهيارها

الضفة الغربية – الشاهد| ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن اتصالات أمريكية – إسرائيلية بالسلطة لدعم الأخيرة مالياً خشية انهيارها.

وقالت الصحيفة صباح اليوم الجمعة، إن اتصالات غير مباشرة ومفاجئة إلى حد ما جرت في الأسابيع الأخيرة بين الحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة والسلطة لإنقاذ الاقتصاد الفلسطيني.

وأوضحت أن الوضع الاقتصادي اليائس للسلطة الفلسطينية يثير قلق الأمريكيين والإسرائيليين، بسبب تراجع عائدات السلطة الفلسطينية من الضرائب والمساعدات الخارجية، وعجزها المتزايد، حتى البنوك الفلسطينية تخشى إقراضها المزيد من الأموال.

وكشفت الصحيفة أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، ناقش في الآونة الأخيرة سبل ضمان بقاء قيادة السلطة الفلسطينية، ودعم اقتصادها.

وفي سياق متصل، ستبث حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد المقبل باقتراح لزيادة 15 ألف تصريح عمل لعمال فلسطينيين في مجال البناء وهو اقتراح بادر إليه وزير "التعاون الاقليمي" الإسرائيلي عيساوي فريج ووزير الاستيطان زئيف الكين.

تسهيلات اقتصادية

وسبق أن ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن حكومة نفتالي بينت تدرس تقديم تسهيلات اقتصادية للسلطة الفلسطينية في محاولة للحفاظ على استقرارها الاقتصادي والسياسي ومنع انهيارها.

ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة على المحادثات التي أجراها مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإسرائيلية والفلسطينية هادي عمرو خلال زيارته التي استغرقت أسبوعاً للاحتلال والسلطة الفلسطينية؛ أعرب عمرو عن قلق الإدارة الأمريكية بشأن الوضع الاقتصادي للسلطة الفلسطينية.

وأشارت الصحيفة أن عمرو حث حكومة بنيت، على اتخاذ إجراءات لزيادة التدفق النقدي للسلطة، لمنع انهيارها في ظل أزمتها المالية واستمرار الاحتجاجات غير المسبوقة ضدها في الضفة.

تحذيرات من الانهيار

وكان عمرو قد حذر من انهيار السلطة الفلسطينية، وذلك في ظل انتهاء شرعيتها والأزمة المالية والسياسية التي تعاني منها.

وقال عمرو لمسؤولين إسرائيليين التقاهم خلال الأسبوع الماضي: "السلطة مثل غابة تنتظر أن يشعلها شخص ما"، طالباً منهم اتخاذ خطوات لتقوية حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية.

وأشار مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى شاركوا في المحادثات إلى أن عمرو أكد لهم أنه عاد بقلق شديد من محادثاته في رام الله، قائلاً لهم: "لم أر السلطة الفلسطينية في مثل هذا الوضع السيئ من قبل".

وشدد المسؤول الأمريكي في محادثاته بـ"إسرائيل" أن مزيج الأزمة الاقتصادية في السلطة الفلسطينية والأزمة السياسية الداخلية وانعدام الشرعية العامة للسلطة الفلسطينية يخلق وضعاً خطيراً وغير مستقر.

وأوضح عمرو للمسؤولين الإسرائيليين أنه "إذا لم يكن لدى السلطة المال اللازم لدفع الرواتب فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من التدهور وإلى الانهيار في نهاية المطاف"، مقدماً لهم سلسلة من الإجراءات الاقتصادية التي يمكن لـ"إسرائيل" اتخاذها لتحسين وضع السلطة المالي والاقتصادي بشكل سريع.

حسين الشيخ يتوسل الاحتلال

وكانت مصادر فلسطينية قد كشفت الخميس الماضي، أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس هيئة الشؤون المدنية في السلطة حسين الشيخ أرسل برسالة لحكومة الاحتلال الجديدة يطالبها فيها بالتحرك الفوري لإنقاذ السلطة مالياً.

وأضاف الشيخ في الرسالة: "الوضع المالي يتأزم بشكل كبير بفعل تراجع العائدات الداخلية والمنح الخارجية وأزمة جائحة كورونا، بالإضافة إلى مشكلة اقتطاع جزء كبير من أموال المقاصة، وهو ما يشكل تهديداً لمستقبل السلطة، ويصب في صالح حركة حماس".

وطالب الشيخ الاحتلال بالعمل على تحسين الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وتعزيز السلطة وأجهزتها الأمنية لمواجهة ما أسماه ببوادر انتفاضة مدعومة من حماس وجهات خارجية في الضفة.

وأوضح المصدر أن الاحتلال رد على الرسالة خلال الأسابيع الماضية، بوعده بتشكيل لجنة مشتركة لإقرار تحسينات اقتصادية تضمن إيرادات مالية أكبر للسلطة، والتباحث مع الأطراف الدولية، وخاصة الولايات المتحدة، في إعادة الدعم الذي كان يقدر بـ400 مليون دولار سنوياً.

خطة أمريكية – إسرائيلية للإنقاذ

فيما ذكرت مصادر فلسطينية أن أمريكا والاحتلال يعدان خطة تهدف إلى توفير مصادر دعم مالي للسلطة الفلسطينية بهدف تقويتها أجهزتها الأمنية في ظل ما تشهده الضفة الغربية من احتجاجات غير مسبوقة.

وذكرت المصادر أن مباحثات تجري الآن لمناقشة الخطة، ويقود تلك المباحثات من الجانب الأمريكي، مسؤول الملف الفلسطيني – الإسرائيلي في وزارة الخارجية، هادي عمرو، الذي يناقش حالياً مع المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين تشكيل لجنة مشتركة لتسهيل النشاط الاقتصادي للسلطة.

وكان شكري بشارة وزير المالية في حكومة اشتية التقى عمرو، خلال الأيام الماضية بالأخيرة، واتفقا على ضرورة "إعادة بناء الثقة" بين الاحتلال والفلسطينيين، عبر تقديم سلسلة من التسهيلات للأخرين، ومراجعة "اتفاقية باريس الاقتصادية" لإيقاف تدهور وضع السلطة.

وتخشى أمريكا على السلطة وتحديداً بعد رحيل عباس والذي يبلغ من العمر 85 عاماً ولا يبدو وضعه الصحي جيداً، وهو ما تحدّث به الجانبان الأميركي والإسرائيلي، صراحة، مع السلطة، خلال الأسبوع الماضي، طالبين ترتيب الأوضاع الداخلية للسلطة بما لا يسمح لحركة حماس بالسيطرة على الوضع السياسي الفلسطيني.

ووفقاً للمعلومات، فإن الأميركيين شددوا على ضرورة تعديل النظام السياسي الفلسطيني خلال الفترة المقبلة، وإقرار قانون يسمح بتعيين نائب لعباس يتولى مهام الرئاسة في حال مغادرة الأخير أو موته، بحيث يستمر النائب في القيادة في ظل تعذر إجراء انتخابات.

إغلاق