العدوان الإسرائيلي يتواصل وسفارات السلطة تغط في نوم عميق

العدوان الإسرائيلي يتواصل وسفارات السلطة تغط في نوم عميق

الضفة الغربية – الشاهد| يتواصل العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية لليوم الثاني على التوالي، وسط حالة من الصمت المريب من قبل السلطة وسفاراتها المنتشرة حول العالم.

ولم تصدر وزارة الخارجية أو سفاراتها أي بيان على الأقل لفضح جرائم الاحتلال المتواصلة على قطاع غزة والضفة الغربية، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 250 شهيداً وإصابة المئات.

حالات السفارات التي تغط في سبات عميق، يتكرر مع كل عدوان يتعرض للشعب الفلسطيني، بل وصل الأمر في بعض السفراء لتبرير جرائم الاحتلال.

واقع كارثي

من جانبه، قال أحد الدبلوماسيين إن محصلة عمل سفارات السلطة وبعثاتها عبارة عن صفرٍ كبيرٍ، معتبراً أن واقع سفارات السلطة مخجل جدًا ويرثى له.

وبين السفير الذي فضل عدم الكشف عن هويته خلال حديثٍ صحفي، أن الفساد بات مبدأً في سفارات السلطة وأن القائمين على السفارات لا يفقهون شيئًا في العمل الدبلوماسي.

وأكد أن الشغل الشاغل لسفراء السلطة التجارة وتحقيق المكاسب الشخصية. ولفت أن العديد من الدول باتت تتجاهل القضية الفلسطينية من أجل فساد السفراء.

ووصف سفارات السلطة بأنها مزرعة للسفير وعائلته، مؤكدًا أن التعيينات في السفارات تقتصر على الموالين لعباس ومحاسبه رمزي خوري ومستشاره مصطفى أبو الرب ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج ووزير الخارجية رياض المالكي.

فضائح السفارات

وباتت السفارات الفلسطينية علامة مسجلة لفضائح السلطة، إذ لا يكاد يمر أسبوع دون أن تتفجر إحدى الفضائح هناك، ما بين فساد سياسي ومالي وأخلاقي، ومن لم يتورط من السفراء في الفساد فإن الاتهامات بالإهمال تلاحقه.

وازدادت فضائح السفراء الفلسطينيين حول العالم، فما بين سفير لا يتقن لغة البلد التي يقيم فيها، وصولاً إلى سفير يترك اللقاء الصحفي ليكمل لمترجم عنه، وانتهاء بسفيرة يفترض أنها تمثل الشعب الفلسطيني تجتمع مع سفير الاحتلال لغسل الدم الفلسطيني عن يديه.

وأظهرت دراسة للائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة “أمان” عام 2017، أن السفير الفلسطيني يتقاضى راتباً أساسياً يبلغ 13.9 ألف شيقل، والمستشار أول 10.6 ألف شيقل، والمستشار 9.2 ألف شيقل، والسكرتير الأول 7800 شيقل، والسكرتير الثاني 7300 شيقل، والسكرتير الثالث 6300 شيقل والملحق 5200 شيقل.

تلك الرواتب تأتي منفصلة عن العلاوات الأساسية على رواتب العاملين في السلك الدبلوماسي والتي تصل إلى 16% من الراتب الأساسي، ناهيك عن صرف علاوات غلاء معيشة تصل تتراوح بين 150% إلى 450% والتي قد تصل الزيادة بدل غلاء معيشة إلى 50 ألف شيقل، وبدل سكن بنسبة 50% ورسوم تعليم مدرسي بواقع 70%، وذلك بسعر صرف ثابت للدولار بقيمة 3.4 شيقل.

ميزانيات بدون فائدة

وأفاد مسحٌ بأن إجمالي الإنفاقِ على سفارات السلطة في الخارج ارتفعت بنسبة 5.6% خلال الثمانية أشهر الأولى من العام 2022.

وقال المسح الذي استند على بيانات وزارة المالية فقد بلغ الإنفاق على السفارات 121.5 مليون شيكل في الثمانية الأشهر الأولى مقارنـة بـ 115 مليون شيكل في نفس الفترة من العام 2021.

واستحوذت رواتب وأجور موظفي السفارات والممثليات والمكاتب الدبلوماسية على حصة الأسد بـ63.4 مليون شيكل.

وصعد إجمالي قيمة موازنة السفارات للعام 2022 بنسبة 24% إلى نحو 236 مليون شيكل مقارنة مع 190.4 مليون شيكل في عام 2021.

وفي ظل الحديث عن الميزانيات والرواتب العالية التي تصرف على سفارات السلطة فقد أظهرت دراسة فلسطينية جديدة صادرة عن معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية، حالة الضعف التي تمر بها الدبلوماسية الرقمية التابعة لوزارة الخارجية في حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، والتي فشلت في التصدي أو على الأقل في عرقلة تطبيع العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي مع بعض الأنظمة العربية.

إغلاق