المدارس الخاصة بالضفة.. هكذا يذل المعلم براتب متدنِ
الضفة الغربية – الشاهد| “كاد المعلم أن يكون ذليلاً” عبارة تنطبق الحالة البائسة التي يعمل بها مدرسي المدارس الخاصة، والذين يتلقون بضع مئات من الشواقل كراتب شهري، في حين أن الجهد المقدم أضعاف ما يحصلون عليه كراتب.
وتتراوح رواتب المعلمين والمعلمات في المدارس الخاصة بالضفة ما بين 800-1100 شيكل، ناهيك عن أن الجهد المبذول خلال الإجازة الصيفية من حصص أو أنشطة غير مدفوعة الأجر.
المدارس الخاصة والتي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم التابعة لحكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية منهجياً فقط، تغمض عينيها عن قضية رواتب المعلمين والمعلمات، وكذلك تنكر تلك المدارس لأتعاب نهاية الخدمة لأولئك المعلمين.
وعلى الرغم من العديد من الشكاوى التي قدمت للوزارة على مدار سنوات خلت، إلا أنها لم تحرك ساكناً، وتركت المعلمين والمعلمين فريسة لإدارات تلك المدارس التي هي عبارة عن مشاريع استثمارية خاصة.
وتستغل تلك المدارس المعلمين الذين لا يجدون وظيفة لهم في الحكومة، ولظروفهم المعيشية الصعبة لتبتزهم في قيمة الراتب، ناهيك عن عدم وجود عقد عمل واضح أو قانوني بين المعلم وإدارات تلك المدارس.
وأكد عدد من المعلمين أنهم يبدؤون العمل في المدارس الخاصة براتب يصل إلى 300 شيكل في السنة الأولى، ويتدرجون في سلم الرواتب التي هي مختلفة من مدرسة لأخرى، حتى وصل أفضلهم إلى 1600 شيكل شهرياً بعد 7 سنوات من العمل!.
المعلمون شددوا على أنهم طالبوا إدارات تلك المدارس برفع الرواتب، إلا أن الرفض كان هو الجواب، بل تقوم إدارات تلك المدارس بتهديد المعلمين بالاستغناء في حال استمروا في مطالبهم أو قاموا بالشكوى لوزارة التربية والتعليم.
وفي ذات السياق، اعتبر عزمي عبد الرحمن مدير عام السياسات العمالية في وزارة العمل إن قرار تطبيق الحد الأدنى للأجور الجديد (1880 شيكلاً) ينطبق على جميع القطاعات بما فيها المدارس الخاصة، زاعماً أن غالبية المدارس الخاصة تطبق الحد الأدنى للأجور.
وشدد على أن عدم إعطاء رواتب للمعلمين في المدارس الخاصة بالعطلة الصيفية وكذلك أتعاب نهاية الخدمة يعد مخالفًا لقانون العمل، مشيرًا إلى نتائج دراسة أجريت بالعام 2019 بدعم من منظمة العمل الدولية، والتي أظهرت أن نسبة كبيرة جدًا من العاملين في المدارس الخاصة لا يعون بحقوقهم ووجباتهم.
وذكر عبد الرحمن أنه تم تشكيل لجنة باشرت عملها بداية 2022 بهدف تحصيل حقوق للمعلمين في المدارس الخاصة، من بينها صرف رواتب لهم في العطلة الصيفية.
وفي ظل الحالة البائسة للمعلمين وعدم إعطائهم أبسط حقوقهم في الراتب، فإن جودة التعليم في تلك المدارس تتراجع بشكل ملحوظ، وفق شكاية من الطلبة وبعض الأهالي.
وأوضحت العديد من الدراسات المسحية التي أجريت على المدارس الخاصة، أن الضغط النفسي للمدرس والذي يصرف جل وقته في التفكير بكيفية تأمين احتياجاته أسرته، تنعكس بشكل سلبي على ما يقدمه للطلبة.
واعتبرت تلك الدراسات أن السبب الأول في تراجع جودة التعليم في تلك المدارس يعود إلى غياب الرقابة من قبل وزارة التربية والتعليم عليها، ناهيك عن إداراتها التي تبحث عن المال.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=59584
