انهيار السلطة والخسائر البشرية.. مكابح الاحتلال أمام عملية عسكرية ضد الضفة

انهيار السلطة والخسائر البشرية.. مكابح الاحتلال أمام عملية عسكرية ضد الضفة

رام الله – الشاهد| قال المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية، تال ليف رام، إن أي عملية عسكرية واسعة في شمال الضفة قد تتسبب في تسريع انهيار السلطة الفلسطينية نتيجة الضعف الشديد الي يعتريها، وهو ما لا ينسجم مع رغبة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يوآف غالانت.

 

وقال ليف رام تعقيبا على الدعوات التي أطلقها بعض وزراء حكومة الاحتلال وأعضاء الكنيست وقادة الحركات الاستيطانية بضرورة القيام بعملية عسكرية واسعة في جنين، إن بقاء السلطة وتعزيزها هي رؤية يستند اليها نتنياهو في سلوكه معها.

 

واشار الى أن رؤية نتنياهو ووزير جيشه غالانت ينسجم مع رؤية الجيش والأجهزة الأمنية "الشاباك" التي ترفض في هذه المرحلة القيام بعملية عسكرية واسعة في جنين كي لا تساهم بإضعاف السلطة وتراجع مكانتها أكثر مما هي عليه بالنسبة للجمهور الفلسطيني.

 

كما لفت رام الى إن رفض العملية العسكرية جاء في ضوء الخشية من استغراقها وقتا طويلا وستؤدي إلى وقوع عدد كبير من الشهداء ما قد يترتب عليه اتساع رقعة المواجهة إلى مناطق أخرى ودخول غزة على خط المواجهة.

 

ونوه الى أن القرار الذي تبنته القيادة السياسية والعسكرية في هذه المرحلة هو الاستمرار في العمليات الموضعية كرد على عمليات إطلاق النار من جنين.

 

تعزيز السلطة

وبعد توالي التصريحات الداعية لإنهاء السلطة الفلسطينية بالضفة، أكد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو رفضه لمثل هذه الدعوات وحرصه على إبقاء السلطة وتعزيز وظيفتها الأمنية.

 

وقال نتنياهو في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية معلقا على تصريحا لوزراء في حكومته: "هذا سخيف، أنا أدعم تعزيز السلطة والحفاظ عليها".

 

وشدد على أن حكومته تسعى لتعزيز السلطة الفلسطينية وليس من مصلحتها أن تسقطها، واصفًا دعوات إسقاطها والاتهامات لحكومته بمحاولة ذلك بأنها "سخف".

 

وتأتي تصريحات نتنياهو استكمالا لموقف سابق صرح به قبل أيام، حيث أكد خلال جلسة مغلقة عقدتها لجنة الخارجية والأمن البرلمانية ردًا على سؤال يتعلق بالعلاقة مع السلطة الفلسطينية، أن "إسرائيل" لا ترغب في انهيار السلطة الفلسطينية لا بل مستعدة لمساعدتها اقتصادياً وتعزيزها.

 

ورغم موقف نتنياهو الحريص على السلطة كمنظومة أمنية قائمة على خدمة الاحتلال، الا انه غمز من قناة عباس ولمَّح الى إمكانية غيابه عن المشهد السياسي خلال وقت قريب، حينما اكد ان سلطات الاحتلال تستعد لمرحلة ما بعد رئيس السلطة محمود عباس، وذلك بحسب ما أوردته هيئة البث العبرية "مكان".

 

ولأنه يرى السلطة كوكيل أمني فقط وليست جهة سياسية تستحق ان تكون شريكا، دعا نتنياهو الى قطع الطريق أمام تطلعات الفلسطينيين بدولة مستقلة لهم، موضحا أنه يجب الإبقاء على الوضع القائم بشأن الفلسطينيين.

 

ويأتي حديث نتنياهو في ظل تأكيدات عسكرية وأمنية بان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لم يعد قائماً، موضحا أن مرحلة "ما بعد أبو مازن قد حلت بالفعل، في إشارة لتصاعد المقاومة في الضفة الغربية.

إغلاق